الفارندا تجمع بين الشرفة والتراس وتعطي ديكورًا رائعًا
آخر تحديث GMT 04:48:06
المغرب اليوم -

"الفارندا" تجمع بين "الشرفة" و"التراس" وتعطي ديكورًا رائعًا

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

"الفارندا"
القاهرة - شيماء مكاوي

تجمع "الفارندا" بين مواصفات الشرفة والترّاس، وتذهب أبعد من ذلك بكثير. فهي تضيف بعداً جمالياً ومكانياً يصعب تشبيهه، وإذا أردنا الإيجاز، ينبغي أن نقول إنها قيمة مضافة مؤكدة ليس إلى عمارة المنزل فقط وإنما إلى زخرفته. وعلى أن ذلك لا يفي هذه المساحة، التي استقدمها الإنجليز من الهند إلى أوروبا في القرن التاسع عشر، حقها، لأن هذه المساحة تتجاوز التاريخ وحِقبه لتدخل في عمق العلاقة بين الداخل والخارج... بين العمارة والديكور.

وحين نتفحص هذا التميز، نجد أن الـ"فارندا" تتعدى في خصائصها مفهوم المساحة وتتجاوز بفضائها كل ما كان معروفاً عن الشرفات والتراسات بعد أن تحولت إلى مفهوم أكثر معاصرة لطبيعة المنزل ودوره وتعريفاته.. فهي أكثر من نقطة تواصل بين الداخل والخارج، إنها فضاء لحوار فعال ومطلق بين الطبيعة وعناصرها، من خلال توفيرها شروطاً جمالية ووظيفية تتلاءم مع ما يحيط بها من مساحات.
وهي في الشتاء امتداد للخارج، كحديقة شتوية يتسع معها أفق الداخل ويتحول إلى موائل للراحة والتجدد. وهي في الصيف امتداد للداخل، حيث تزهو بأثاثها الصيفي الخاص والذي يبعث في جو المنزل خفة ورشاقة ويبث مشاعر الفرح والبهجة. وغير أن دورها لا يقتصر على هذا فحسب، بل هي لمحبي القراءة والكتابة مكان فريد ينشر الهدوء ويحرّض الخيال... ولهواة الفنون والأعمال اليدوية محترف مثالي مشبع بالضوء والدفء في كل المواسم والفصول، ولعشاق الرومانسية المكان الأكثر حميمية بالرغم من انفتاحه على كل الآفاق.
وهياكلها المعدنية أو الخشبية ليست المظهر الرئيس لها، ولكن سقفها وواجهاتها الزجاجية التي تقوم مقام الجدران تجعل منها مكاناً مفتوحاً ومغلقاً في الوقت نفسه. مع العلم أن إمكانية تحريك السقف والواجهات خيار متاح. وأما بالنسبة إلى أشكالها الهندسية فهي اقتراحات غير محدودة وإن كان يملي بعضها – أحياناً – عمارة المنزل نفسه أو المساحة المتاحة أو حتى القوانين. ولكنها في كل حالاتها تسعى لأن تكون مميزة كإضافة جمالية الى المنزل عطفاً على قيمتها العملية والوظيفية.
ولذا فإن إقامة "فارندا" تتطلب دراسة دقيقة لمسائل أساسية تبدأ باختيار المواد المناسبة والتي تنسجم مع البيئة المحيطة لتراعي أحوال الطقس وتتلاءم مع مواد المنزل نفسه. سيناريوات وأفكار كثيرة تهدف الى تثمينها وتظهيرها بصياغات باهرة بالغة الأناقة والرفاهية، يترجمهما أسلوب التشكيل والتنسيق: إسمنتية أو مغطاة بالبلاط أو الخشب، بنوافذ من المعدن والزجاج .. لكل منها سحره الخاص، جمالياته ووظائفه وشروطه. 
حيث يتطلب الأمر تحقيق التناسق والتوازن، وتطويع العناصر من أجل خلق التناغم وتمتين أواصر العلاقة بين عناصر المشهد الهندسي والمشهد الزخرفي على حد سواء. والـ"فارندا" صغيرة كانت أو كبيرة، فلكل منها صياغاته الخاصة وسحره الكامن. نقية كانت خطوطها أو متكلفة، فإن الأنماط المتوافرة و الأشكال المبتكرة تشكل مروحة واسعة من الخيارات والألوان
وكذلك فإن الأثاث الخاص للـ"فارندا" متوافر بتنويعات مثيرة تزيد من روعة هذه المساحة التي أصبحت مطلباً ملحاً لأصحاب المنازل الذين يبحثون عن مناخ منزلي يوفر التوازن بين طبيعة الحياة العملية المعاصرة في الخارج وبين الداخل. وعليه فإن الأثاث هنا يؤسس لتحديد الهوية المطلوبة للـ"فارندا" من دون إهمال إمكانية تغيير أو تحويل المشهد الداخلي لها تبعاً للمزاج وللفصل وللاستخدام. لذا فإن اختيار الأثاث ينبغي أن يخضع لميول محددة، على أن يكون في كل أشكاله ومآلاته بسيطاً، عملياً، وعلى علاقة بالطبيعة ومفرداتها الجمالية. 
وهنا من الضروري الإشارة إلى الأثاث الخشبي أو المعدني والأقمشة المطبوعة بموتيفات مستعارة من الطبيعة وتتناغم مع محيطها. وكما أن النباتات والأزهار هي من السكان الدائمين في كل الفصول، فثمة علاقة وثيقة بين مفهوم الـ«فاراندا» وهذه العناصر التي تمنح أجواء الداخل حيوية الخارج. ولعل الملاحظة الأخيرة التي ينبغي إدارجها هنا، تتعلق بضرورة عدم التقيد بأنماط وألوان الأثاث في المنزل، بل من المفضل أن يكون أثاث الـ"فارندا" مختلفاً ومغايراً ومتفلتاً من هيمنة الأساليب والطرز، وذلك لكي تبلغ أقصى الغايات من وجودها.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفارندا تجمع بين الشرفة والتراس وتعطي ديكورًا رائعًا الفارندا تجمع بين الشرفة والتراس وتعطي ديكورًا رائعًا



هيفاء وهبي تتألق بتنسيق اللون الزهري والأسود مع لمسة الذهبي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:27 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تتمتع بسرعة البديهة وبالقدرة على مناقشة أصعب المواضيع

GMT 02:03 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

أجمل موديلات فساتين عروس طبقات 2020

GMT 07:33 2023 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد صلاح يُصبح هداف مصر التاريخي في تصفيات كأس العالم

GMT 14:18 2019 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

مصر ترد على وكالة "ناسا" بشأن الإعصار المتجه نحو البلاد

GMT 13:10 2019 الأربعاء ,25 أيلول / سبتمبر

طاليب ينتقد معارضيه بعد انتصاره على الوداد

GMT 04:24 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

برنامج تجسس" يستهدف الهواتف ويسرق محتوياتها في المغرب"

GMT 19:09 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

ليليان تورام يزور أكاديمية نادي الفتح الرياضي

GMT 22:36 2016 الثلاثاء ,15 آذار/ مارس

10 نصائح للعناية بالشعر المعالج بالكيراتين

GMT 03:53 2015 الإثنين ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

روندا روزي تتعرّض لضربة قاضية متوقعة من هولي هولم

GMT 06:38 2014 الأربعاء ,20 آب / أغسطس

توقيف نائب وكيل الملك في ابتدائية الناظور

GMT 19:25 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

نور الشريف يكشف حقيقة اشتراكه في فيلم روسي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib