رام الله – ناصر الأسعد
قررت اللجنة الوزارية العربية تأجيل زيارتها "التاريخية" إلى مدينة رام الله، والتي كانت مقررة اليوم الأحد، بعد أن منعت السلطات الإسرائيلية دخول الوفد الوزاري إلى الضفة الغربية المحتلة، في خطوة اعتبرتها الدول العربية "خرقًا فاضحًا" للقانون الدولي ولمسؤوليات إسرائيل كقوة احتلال.
وتضم اللجنة وزراء خارجية كل من السعودية، ومصر، والأردن، والبحرين، إضافة إلى أمين عام جامعة الدول العربية، وقد شُكّلت بناءً على مخرجات القمة العربية الإسلامية الاستثنائية المنعقدة في الرياض لمتابعة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وكان من المفترض أن تستضيف السلطة الفلسطينية الوفد في رام الله لأول مرة منذ احتلال الضفة الغربية عام 1967، ضمن تحرك دبلوماسي عربي يهدف لدعم القضية الفلسطينية على الصعيد السياسي والدولي. إلا أن إسرائيل وصفت الزيارة بـ"الاستفزازية"، ورفضت التعاون مع الوفد أو السماح له بالعبور.
وفي بيان مشترك، أكد أعضاء الوفد أن منع الزيارة يكرس ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، ويقوض جهود السلام، ويعكس "غطرسة الحكومة الإسرائيلية" تجاه الفلسطينيين والمجتمع الدولي.
في غضون ذلك، يستمر التصعيد العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة، حيث قُتل 30 شخصاً وجُرح أكثر من 115 آخرين صباح الأحد في ما وصفته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) بـ"مجزرة" ارتكبتها قوات الاحتلال بحق مدنيين أثناء توجههم لنقطة توزيع مساعدات في منطقة المواصي جنوب رفح.
وارتفعت حصيلة ضحايا الحرب في القطاع منذ 7 أكتوبر 2023 إلى أكثر من 54,000 قتيل و124,000 جريح، بحسب وزارة الصحة في غزة، وسط تحذيرات منظمات دولية من مجاعة وشيكة وانهيار الخدمات الصحية.
وزارة الصحة في غزة حذرت بدورها من خروج المولدات الكهربائية في المستشفيات عن الخدمة بسبب القصف المتكرر ونقص قطع الغيار، مما يعرض حياة الآلاف للخطر، خاصة في أقسام العناية المركزة وحضانات الأطفال.
وفي سياق المفاوضات، قالت حركة حماس إنها ردّت بشكل إيجابي على مقترح هدنة قدّمه المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، لكنها طالبت بتعديلات تتعلق بآلية إطلاق سراح الأسرى وضمانات وقف دائم لإطلاق النار. وأكدت أن "غياب ضمانات حقيقية" يمنح إسرائيل حرية استئناف العمليات العسكرية، وهو ما ترفضه الحركة.
في المقابل، تتواصل الانتقادات لمؤسسة "غزة الإنسانية" المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، والتي بدأت توزيع مساعدات في القطاع. ورفضت الأمم المتحدة ومنظمات دولية التعامل مع المؤسسة، واصفة إياها بأنها "غير محايدة"، فيما استقال مديرها التنفيذي الأمريكي مؤخراً، مشيراً إلى استحالة الالتزام بالمعايير الإنسانية تحت الضغوط القائمة.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر