المغربي سباطة يؤكد أن روايته «الملف 42» تنافست بقوة على جائزة بوكر العربية
آخر تحديث GMT 12:23:26
المغرب اليوم -

المغربي سباطة يؤكد أن روايته «الملف 42» تنافست بقوة على جائزة بوكر العربية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - المغربي سباطة يؤكد أن روايته «الملف 42» تنافست بقوة على جائزة بوكر العربية

الرباط - المغرب اليوم

يتحدث الروائي المغربي عبد المجيد سباطة عن العلاقة المعقدة، كما يسميها، بين الحياة والرواية، مشيراً إلى أن مهمة الروائي تتلخص في طرح الأسئلة، حول الماضي والحاضر، وأحياناً المستقبل، مشيراً إلى سعادته بصدور أي عمل مغربي جديد، سواء كان مؤلفه شاباً أو من جيل الرواد، باعتباره «حجراً يلقى في بركة المشهد الثقافي المغربي». من دون أن يخفي أن «هناك من اعتقد، وما زال يعتقد، أنه قادر على محاربة» جيل الشباب، وذلك «باستخدام الأدوات نفسها التي كانت فعالة في عقدي السبعينات والثمانينات من القرن الماضي». 

ويروي في حواره لـ"الشرق الأوسط" أن الرهان على جدوى الكتابة وقدرتها على التغيير، رغم إصرار كل الظروف على إثبات العكس، والمطالعة المستمرة والانفتاح على التجارب السردية المتنوعة من مختلف أنحاء العالم، والعمل الدؤوب من خلال الاستفادة من التجارب السابقة وتصحيح أخطائها وتجاوز نقاط ضعفها، ثم الإيمان بأن القادم سيكون دائماً أفضل، ما دمنا قادرين على الكتابة.

وحول علاقة الكاتب بالجوائز يقول إنه كما هو معلوم، فإن معدلات القراءة في المغرب والمنطقة بشكل عام ما زالت بعيدة كل البعد عن المأمول، وإن كان الزخم الحالي يبشر بمستقبل أفضل. تقريباً لا وجود لأي كاتب مغربي أو عربي يعيش من إيرادات كتبه، وبالتالي، جاءت الجوائز الأدبية لسد هذه الفجوة، خصوصاً مع التغطية الإعلامية التي تواكبها، بما يسهم في التعريف بعدد من الأعمال وتقريبها من القارئ وسط طوفان النشر الحالي، كما أن الجوائز تخلق جواً من المنافسة - يفترض بها أن تكون شريفة طبعاً - بين الكتاب، المتحفزين لتطوير أساليبهم والدفع بخيالهم الإبداعي نحو عوالم جديدة، ولكن هذا لا يعني السقوط في فخ «الكتابة للجوائز». يكتب المبدع ويسعى للوصول إلى عقل القارئ ووجدانه، ثم يأتي الاعتراف والتتويج بالجوائز بعد ذلك، عاجلاً أم آجلاً. روعة الإبداع، وربما مشكلته، تكمن في نسبيته، وبالتالي فإن جدل التمييز سيبقى حاضراً دوماً، وهو في نظري نقاش صحي يبث الحياة في المشهد الثقافي المغربي والعربي ويسهم في الحفاظ على نشاطه بشكل دائم.

وتحدث عن علاقته بالرواية مؤكدا أنه لطالما كانت علاقته بالرواية قوية منذ سنوات طفولتي،قائلاً " كانت الرواية وسيلتي الوحيدة للهروب من قسوة الواقع وربما تفاهته، قرأت القصة القصيرة والشعر والمسرح بطبيعة الحال، لكنني وجدتني مشدوداً أكثر للرواية، باعتبارها – من وجهة نظر شخصية - الفضاء القادر على استيعاب كل ما يستهويني: تعدد الشخصيات والفضاءات والأزمنة وتفرع الأحداث وتعقيد الحبكة (أو حتى بساطتها في بعض الأحيان)، وهو ما لن توفره لي أجناس أدبية أخرى.

وأضاف أنه صحيح، الكتابة والهندسة يرتبطان بالبناء، وهو ما أشرت إليه في الصفحات الأولى من رواية «الملف 42»، عندما اعتبرت أن اختلال جزئية واحدة في البناء الروائي قد يؤدي لانهياره بالكامل. إذا انطلقنا من هذا التعريف، فسأقول إن مهمة المهندس تتوقف عند تشييد البناء - لنعتبره عمارة مثلاً - وتقوية أساساته والتأكد من متانتها، أما الروائي فمطالب ببث الحياة في هذه العمارة، بخلق الشخصيات والأحداث وتأثيث الفضاء بعلاقات وصراعات وخيانات، في إطار حبكة جامعة ومتوازنة، ما يجعل مهمته أصعب من مهمة المهندس بمراحل.

وأضاف أنه معقدة هي تلك العلاقة بين الحياة والرواية. افتتحت رواية «الملف 42» باقتباس للكاتب اللبناني ربيع جابر: «الحياة فقط تقلد الروايات»، كما ورد في رواية «ساعة الصفر» أن «الحياة مجموعة أسئلة نقضي أعمارنا باحثين عن إجاباتها». مهمة الروائي طرح الأسئلة، حول الماضي والحاضر، وأحياناً المستقبل، اليوم «سؤال الهوية» و«سؤال الكرامة»، وغداً ربما «سؤال الذاكرة» أو أسئلة أخرى، من يدري؟، وعلى القراء البحث عن إجابات، قد تختلف بين قارئ وآخر. هنا تتجلى نسبية الأدب وانفتاحه على كل الاحتمالات.

وحول تأثره ببعض الروائيين قال "من البديهي اعتبار القراءة حجر زاوية أي مشروعاً روائياً، لا يمكن لمن لا يقرأ أن يكتب، أو على الأقل أن يواصل الكتابة بالزخم ذاته. أتعامل مع قراءة كل كتاب جديد كتجربة مختلفة تؤثر في بطريقة ما. ربما أظهرت رواية «الملف 42» ميلي للتجارب السردية التجريبية والحداثية، وما كتبه كالفينو وبيريك وأوستر وكورثاسار ودون ديليلو وغيرهم، ولكن هذا لا يعني تجاهل الأدب الكلاسيكي، الذي أعتبره قاعدة للانطلاق، من دوستويفسكي ودوماً إلى همنغواي وزفايغ، مروراً بكافكا ووايلد وكونان دويل، وينطبق هذا أيضاً على اهتمامي الأدبي العربي، من أشعار المتنبي ومقامات الحريري، إلى روايات محفوظ ومنيف ومينه وجابر وزفزاف، والقائمة طويلة بطبيعة الحال!

وعن علاقته بالروائي محمد زفزاف أوضح أن زفزاف من بين الكتاب المغاربة القلائل الذين يستحقون لقب الكاتب الكبير، وعن جدارة. آمن زفزاف بجدوى الكتابة رغم تكالب الظروف وإصرار البعض على محاربة تجربته ودفعه للانزواء بعيداً عن المشهد الثقافي المغربي والعربي، لكنه قاوم حتى النهاية، وما زالت أعماله تقرأ حتى الآن، بعد مرور سنوات طويلة على وفاته. انحاز زفزاف للهامش فعلياً، ما دام منتمياً له، عكس من اعتبروا الكتابة عن الهامش موضة لا بد من ركوب موجتها في وقت معين. أعتز بقراءتي للأعمال القصصية والروائية الكاملة لزفزاف، وأعتبر استحضاره في رواية «الملف 42» عرفاناً رمزياً بسيطاً ببصمته في الأدب المغربي.

وبالنسبة لتفوق الجيل الحالي في الكتابة أشار إلى أن الحديث عن تفوق جيل على آخر يوحي بوجود صراع معين، وهو ما أرفضه شخصياً، العلاقة بين الأجيال علاقة تكامل لا تنافر، يستفيد الشباب من الرواد، ويؤمن الرواد بحق الشباب في التعبير عن أنفسهم بالطريقة والشكل الذي يرونه مناسباً، ففي الإبداع لا سلطة لأحد على أحد. أنا أقرأ وأسعى باستمرار لتطوير أسلوبي وكتابة وترجمة أعمال أفضل من سابقتها، وأسعد بصدور أي عمل مغربي جديد، سواء كان مؤلفه شاباً أو من جيل الرواد، باعتباره حجراً يلقى في بركة المشهد الثقافي المغربي. هناك من اعتقد، وما زال يعتقد، أنه قادر على محاربة جيلنا باستخدام الأدوات نفسها التي كانت فعالة في السبعينات والثمانينات. هذا رهان خاطئ طبعاً، وقد أثبتت الأيام ذلك.

وعن تجربة الترجمة للروايات أضاف إن تجربة الترجمة كانت وستبقى مفيدة جداً بالنسبة لي، فقد مكنتني من الانفتاح على الآداب العالمية، وساعدتني على تجويد لغة الكتابة، واعتماد ما يمكن تسميتها بالصرامة المنهجية في التعامل مع كل مشروع روائي جديد. خضت، ولأول مرة، تجربة التعامل مع مترجم بارز ومحترف، هو البريطاني جوناثان رايت، عندما اشتغل على ترجمة فصل من رواية «الملف 42» إلى الإنجليزية، في إطار ترجمة فصول من الروايات المرشحة ضمن القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر)، حيث طرح مجموعة من الأسئلة المتعلقة بفهم أدق تفاصيل الرواية، سعياً منه لصياغة ترجمة أمينة، فكنت مرتاحاً ومطمئناً لعمله، وبالفعل كانت ترجمته للفصل الذي صدر فيما بعد ممتازة للغاية. لا أنتظر من مترجم إحدى رواياتي مستقبلاً سوى أن يعامل النص مثلما أعامل أنا أي نص أترجمه، تحري أقصى درجات الأمانة، وإن كانت الأمانة المطلقة في الترجمة أمراً بعيد المنال، نظرياً على الأقل، وصرامة البحث والتنقيب والتدقيق في التعامل مع أدق التفاصيل، خصوصاً تلك التي قد تكون إلى حد ما بعيدة عن ثقافة المترجم.

قد يهمك ايضاً :

الباحث المغربي متفكر يترجم لـ"أعلام تافيلالت"

"أهياض" رقصة سوسية عريقة من التاريخ الحربي والطقوس الفلاحية المغربية

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المغربي سباطة يؤكد أن روايته «الملف 42» تنافست بقوة على جائزة بوكر العربية المغربي سباطة يؤكد أن روايته «الملف 42» تنافست بقوة على جائزة بوكر العربية



هيفاء وهبي تتألق بتنسيق اللون الزهري والأسود مع لمسة الذهبي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 14:07 2025 الأربعاء ,18 حزيران / يونيو

توم كروز يحصل على أول جائزة أوسكار فخرية في مسيرته
المغرب اليوم - توم كروز يحصل على أول جائزة أوسكار فخرية في مسيرته

GMT 18:27 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تتمتع بسرعة البديهة وبالقدرة على مناقشة أصعب المواضيع

GMT 02:03 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

أجمل موديلات فساتين عروس طبقات 2020

GMT 07:33 2023 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد صلاح يُصبح هداف مصر التاريخي في تصفيات كأس العالم

GMT 14:18 2019 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

مصر ترد على وكالة "ناسا" بشأن الإعصار المتجه نحو البلاد

GMT 13:10 2019 الأربعاء ,25 أيلول / سبتمبر

طاليب ينتقد معارضيه بعد انتصاره على الوداد

GMT 04:24 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

برنامج تجسس" يستهدف الهواتف ويسرق محتوياتها في المغرب"

GMT 19:09 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

ليليان تورام يزور أكاديمية نادي الفتح الرياضي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib