موسكو - المغرب اليوم
اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الاثنين، أن الضربات الأميركية والإسرائيلية التي استهدفت منشآت نووية وعسكرية في إيران "عدوان غير مبرر"، مؤكداً أن موسكو تبذل جهوداً حثيثة لمساعدة الشعب الإيراني، وتحاول لعب دور إيجابي في الحد من التصعيد الإقليمي المتسارع.جاء ذلك خلال استقبال بوتين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في موسكو، بعد يوم واحد من الغارات الجوية الأميركية التي طالت مواقع نووية إيرانية، في أعقاب الهجمات الإسرائيلية الأخيرة.
وقال بوتين خلال اللقاء: "هذا عدوان غير مبرر على الإطلاق ضد إيران، ليس له أي أساس أو مبرر"، مشيراً إلى أن موقف روسيا واضح ومعلن، سواء في بيانات الخارجية أو في مداولات مجلس الأمن الدولي. وأضاف: "لدينا علاقات طويلة الأمد، موثوقة وجيدة مع إيران. ومن جانبنا، نبذل جهوداً لتقديم المساعدة للشعب الإيراني".
وأوضح بوتين أنه أجرى اتصالات مع عدد من القادة الإقليميين والدوليين، بينهم الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ورئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد، والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، بهدف احتواء الوضع.
وأكد أن لقاءه بعراقجي يمثل "فرصة لمناقشة جميع القضايا الحساسة والتفكير معاً في كيفية الخروج من الوضع الراهن".
من جهته، أشاد وزير الخارجية الإيراني بموقف موسكو الداعم لبلاده، قائلاً إن روسيا "تقف على الجانب الصحيح من التاريخ"، وأضاف: "نعتبر أفعال الولايات المتحدة وإسرائيل غير شرعية، ولإيران كامل الحق في الدفاع عن نفسها".وشدد عراقجي على أن علاقات بلاده مع موسكو "وثيقة واستراتيجية"، وأن التنسيق السياسي والأمني بين البلدين أصبح جزءاً من نهج مشترك في مواجهة التحديات الدولية.
في السياق ذاته، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، إن طهران "تتطلع إلى دور روسي نشط" في وقف التصعيد بالشرق الأوسط، مضيفاً أن "إيران وروسيا ترتبطان باتفاقية شراكة استراتيجية شاملة"، وأن لطهران "توقعات معينة من موسكو على المستويين الإقليمي والدولي".وفي موقف لافت، أعلن الكرملين، الاثنين، أنه لم يكن على علم مسبق بالضربات الأميركية التي استهدفت المنشآت النووية الإيرانية، وأن الرئيس الأميركي لم يطلع نظيره الروسي على تفاصيل العملية.وقال المتحدث باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف، إن موسكو تأسف بشدة لهذه الضربات، وتعتبرها تصعيداً خطيراً. وأضاف: "الإجراءات الأميركية زادت عدد المشاركين في الصراع، وأدت إلى دوامة جديدة من التصعيد. ما حدث على الأرض بعد الضربات لا بد أن يكون مدعاة للقلق".
وأشار بيسكوف إلى أن موسكو تتابع عن كثب آثار الضربات، خصوصاً ما يتعلق بسلامة المنشآت النووية وما إذا كان هناك أي خطر إشعاعي محتمل.وأوضح أن المعاهدة الاستراتيجية التي تربط موسكو بطهران، والموقعة مطلع هذا العام، لا تتضمن بنداً دفاعياً مشتركاً، لكنها تؤسس لتعاون وثيق في مجالات سياسية واقتصادية وعسكرية.وحذر بيسكوف من أن "التدخل العسكري الأميركي قد يزعزع استقرار المنطقة بأكملها ويدفعها إلى الهاوية"، مؤكداً أن روسيا عرضت القيام بدور الوسيط، وأن خطوتها التالية "ستعتمد على ما تطلبه إيران في هذه المرحلة الحساسة".
قد يهمك أيضــــــــــــــا
ترامب يشيد بـ"نجاح عسكري باهر" بعد ضربات أميركية مزعومة ضد منشآت نووية إيرانية
وزير الدفاع الامريكي يحذر ايران من رد اقوى اذا حاولت التصعيد