الرئيسية » عالم الثقافة والفنون
الجيش السوداني

الخرطوم - المغرب اليوم

معارك للحرب والسلام يدور رحاها على المسرح الفني في السودان بعدما انخرط عدد من المطربين في انتاج أغنيات تحض على وقف القتال الدائر بين الجيش وقوات الدعم السريع، فيما عمل آخرين على تغذية الصراع بموسيقى حماسية داعية للعنف.وخرجت المطربة السودانية "عائشة الجبل" في أغنية مصورة تندد بالحرب وما خلفته من خراب وقتل للكبار والأطفال وتشريد للمواطنين، بكلمات عامية بسيطة وايقاع موسيقي راقص وكانت ترتدي اللون الأبيض في رمزية للسلام.

ومن بين كلمات اغنية "الجبلية" التي أثارت ردود أفعال واسعة في السودان : "الدق (الضرب) المدفع قتل الشفع (الأطفال)، البيتو اتحرق ومالوا اتسرق كان لشنو، القتلنا في بعضنا دا ما زولنا هو الضدنا".

وتعني هذه الكلمات الموغلة في العامية السودانية، أنه لم يكن هناك حاجة لضرب المدافع والتي قادت لقتل الأطفال وحرق المنازل وسرقة الأموال، وأن من أشعل الفتنة لا يريد خيراً للسودانيين.

وسبقت عائشة، الفنانة إيلاف عبد العزيز التي تغنت للسلام وضرورة وقف الحرب حتى يعود المواطنين الى منازلهم مع بث روح التفاؤل بانفراج حتمي يعانق بعده السودانيين مجدداً الأماكن التي ألفوها وحبوها في مختلف أنحاء العاصمة الخرطوم.
جسدت إيلاف لكل هذه المعاني من التفاؤل وتصوير ويلات الحرب بأغنية كتب كلماتها الشاعر السوداني أمجد حمزة :"بُكرة الهم يفوتنا (يغادرنا)، ونرجع الى بيوتنا والخرطوم أمان".

وفي مقابل ذلك، أطلقت الفنانة ندى القلعة اغنية "مطر الحصو" والتي جرى تصنيفها من الأوساط المحلية بأنها تحض على استمرار الحرب والقتال في بلادهم إذ تتضمن كلماتها تشجيعاً لكافة وحدات وتشكيلات الجيش بما في ذلك الطيران والمدفعية الثقيلة لمواصلة القصف حتى دك ما وصفتهم بـ"الخونة".

ومن بين كلمات الاغنية التي كتبها الشاعر السوداني هيثم عباس :"الجوية يا مطر الحصو دقي الداعتة والخونة العيصو،، الخرطوم تبقى المقبرة للخشوها بالباب الوراء".
ومضت الفنانة هدى عربي على ذات الطريق وأثارت أغنيتها "جيش الوطن" ردود أفعال غاضبة بعد أن اعتبرها البعض مشجعة على الحرب وتغذي نيران الصراع المشتعلة.

ويرى الناقد الفني حمد النيل الخليفة أن "ما يدور في الساحة الفنية من صراع هو أمر قديم متجدد، فعلى مر الحقب في السودان ظلت الصفوف تتمايز فبعض المطربين يقفون الى جانب السلطة واخرين في صف الوطن والشعب".
ويشير الخليفة في حديثه لموقع "اسكاي نيوز عربية" إلى أن المطربين الذين يدعمون خيار الحرب يعبرون أن أراء شخصية تخصهم ويمكن التعاطي معها في إطار حرية التعبير، بينما الموقف السليم الذي يؤخذ به هو وقوف الفنان ضد العنف وكل ما يضر بالناس.

ويعتقد حمد النيل أن الفنون بشتى أنواعها بما فيها الموسيقى هي أدوات لتشكيل الوعي الجمعي للشعوب والارتقاء بأذواقها، فالأغنيات التي تدعو للسلام تعكس موقف طبيعي وسليم يهدف لتكوين رأي عام ضد القتال والتعنيف".
ويضيف أن "الأمر المخيف في دعوات الحرب هو قدرتها على احداث تأثير سالب على المجتمع الذي لم يشهد استقرارا منذ استقلال البلاد في خمسينيات القرن الماضي فهناك بيئة خصبة تساعد على نمو ثقافة العنف".
وبعيد عن مضمونها لاقت الأغنيات الأخيرة سواء الداعية للحرب أو السلام انتقادات من منظور فني بعضها متعلق بالموسيقى وسياقتها والالحان والكلمات وغيرها.

وتعليقاً على انتقادات لتضمن اغنية عائشة الجبل "الحرب الضرب" لتضمنها موسيقى راقصة والتي كتبها أيضاً قال الشاعر أمجد حمزة "بعد عامين من الحرب واستمرارها ستفهمون معنى هذه الأغنية".
ويضيف في منشور بصفحته في فيس بوك: "حينما تتقطع السبل ولا تجدوا موطناً آخر ستفهمون معناه، وستعلمون انني جعلتها أغنية بإيقاع راقص لأننا سنرقص على إيقاعها، فالطير يرقص مذبوحاً من الألم".

 ويقول الصحفي المختص في شؤون الفن والمسرح ياسر عركي لموقع "اسكاي نيوز عربية" إن "الأغنيات التي تنتج في أوقات الصراع دائما ما تكون متعجلة وقد تغفل كثير من الضوابط والقيود المهنية والفنية، لكن ذلك لن ينقص من مضمونها الرسالي".
ويضيف "لقد شاهدنا كثير من الأغنيات الراقصة على مر التاريخ في السودان بشتى الآلات الموسيقية بما في ذلك الجاز، فهي ليس بدعة فالمهم في ذلك وصول رسالة السلام للمتلقي سواء المواطنين او أطراف الصراع".
ويواصل حديثه "تشكل الأغنيات التي تدعو للسلام إضافة حقيقة للأصوات الموجودة في الساحة والتي تنبذ الحرب، وقد وجدت تفاعل إيجابي في الشارع، بخلاف تلك التي تحض على القتال والعنف".

 قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

«قمة الجوار» تُطلق خطة لمنع تفكك السودان شكَّلت «آلية وزارية» لإيجاد «حل شامل» و«وقف فوري» للقتال

السودان قلقة من فشل الوساطة المصرية بسبب تدخل أطراف من خارج المنطقة

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

حصيلة الدورة الثلاثين للمعرض الدولي للنشر والكتاب في الرباط
عالم مصريات فرنسي يكتشف 7 رسائل سرية بجدران مسلة…
البرلمان المغربي بمجلسيه يُشارك في فعاليات الدورة الثلاثين للمعرض…
الرئيس الفرنسي يعبر عن سعادته وفخره باستقبال المغرب ضيف…
نجاة دار الوثائق القومية في السودان وحماية أرشيف تاريخي…

اخر الاخبار

40 دولة تجدد دعمها للسيادة الكاملة للمغرب على أقاليمه…
وهبي يدافع عن قانون المسطرة المدنية ويصفه بإخطبوط لديه…
عبد اللطيف لوديي يستقبل وزيرة دفاع إثيوبيا في إطار…
السفير عمر هلال يبرز ريادة المغرب في التعايش لمحاربة…

فن وموسيقى

هند صبري تواجه حملة هجوم بسبب موقفها من قافلة…
كندة علوش تكشف عن البدء بمشروع فني جديد وتواصل…
أنغام تُشعل مسارح السعودية وتصف جمهورها بالساحر وتشيد بشركة…
إلهام شاهين تؤكد حبها لدعم الجيل الجديد وتوضح سبب…

أخبار النجوم

توم كروز يحصل على أول جائزة أوسكار فخرية في…
مينا مسعود يؤكد أن فيلم في عز الضهر يعكس…
كاظم الساهر يحيي حفلاً في مهرجان موازين بالمغرب 26…
محمد رمضان يتخذ قراراً جديداً للحاق بموسم الصيف

رياضة

مرموش يبدأ مشوار مونديال الأندية بنكهة عربية مع مان…
فينيسيوس يحذر لاعبي ريال مدريد قبل مواجهة الهلال السعودي
كريستيانو رونالدو يُعلن موقفه النهائي من الاستمرار أو الرحيل…
رونالدو يكشف عن عمله مترجماً لميسي ولا يستبعد اللعب…

صحة وتغذية

تناول منتجات الألبان يُسهم بشكل كبير في الوقاية من…
إضافة الأفوكادو إلى نظامك الغذائي يمكن أن تُحسّن جودة…
إضافة بذور الشيا للنظام الغذائي اليومي لتعزيز صحة الأمعاء
متحور نيمبوس الجديد من كورونا تعرف على أعراضه وكيف…

الأخبار الأكثر قراءة

الرئيس السوري أحمد الشرع يبحث مع وزير الأوقاف «تعزيز…
ترامب يعلن فرض رسوم جمركية على الأفلام الأجنبية لحماية…
وزير الأوقاف المغربي يكشف إجمالي المكافآت التي قدمتها الوزارة…
حصيلة الدورة الثلاثين للمعرض الدولي للنشر والكتاب في الرباط
عالم مصريات فرنسي يكتشف 7 رسائل سرية بجدران مسلة…