الرئيسية » قضايا ساخنة

أنقرة ـوكالات

أظهرت الأزمة في سوريا بشكل جلي حدود تأثير القوة الإقليمية الصاعدة تركيا. ويبدو أن العام الجديد سيضع أنقرة أمام تحديات أخرى، خاصة بعد فشل جهودها في توحيد المعارضة السورية، التي كانت وما زالت تنشط من الأراضي التركية.بعد قرابة السنتين من عمر الأزمة السياسية في سوريا تجد الدبلوماسية التركية نفسها في غضب ووجوم إزاء موقف الرئيس بشار الأسد. وقال دبلوماسي رفيع المستوى في أنقرة "إن دمشق لم تفهم بعد إشارة العصر". وحتى روسيا، الحليف الأوثق للسوريين، بدأت تبدي تراجعا حذرا فيما يخص تأييدها للأسد.لكن الحكومة التركية تبدو متأكدة تماما من أن نظام الأسد قد وصل إلى نهايته. بيد أن أحداث الأشهر الأخيرة أظهرت جليا أن إمكانيات التأثير التركي على مسار الأحداث في جارتها سوريا محدودة. أنقرة فشلت حتى الآن في فرض منطقة حظر جوي على شمال سوريا، كما فشلت الدبلوماسية التركية في توحيد المعارضة السورية الموجودة على أراضيها.من جانب آخر، لا يمكن إنكار حقيقة أن تركيا، بحدودها البرية البالغ طولها 900 كم مع سوريا، تعاني من آثار الحرب الأهلية في البلد الجار. فحوالي 200 ألف لاجئ سوري يتواجدون حاليا فوق الأراضي التركية، بينهم 140 ألف لاجئ تم استقبالهم في معسكرات خاصة باللاجئين على طول الحدود الشمالية. وهناك قرابة 50 ألف لاجئ سوري آخر يعيشون خارج المعسكرات في ضيافة أقاربهم أو على حسابهم الخاص. كما قتلت قذائف سورية عبرت الحدود خمسة مدنيين أتراك في شهر أكتوبر/تشرين الأول. وقبل ذلك بأربعة أشهر قتل الدفاع الجوي السوري طياريْن تركيين أثناء تحليق طائرتهما الاستكشافية على الحدود بين البلدين، حيث سقطت الطائرة في شرق البحر المتوسط.لكن حلفاء تركيا الغربيين نصحوا أنقرة في كل مرة بضرورة التزام الهدوء والتحفظ من رد فعل عنيف. فتهديدات الحكومة التركية برد عسكري على القصف السوري لأراضيها لم تحظ بالقبول لدى حلفائها الغربيين، بل خلقت مخاوف من تصعيد عسكري في المنطقة يخرج عن السيطرة. ومن هذا المنطلق أكد حلف شمال الأطلسي نهاية العام الجاري على الطابع الدفاعي لقراره نشر منظومة صواريخ باتريوت الدفاعية، لحماية الأراضي والأجواء التركية على طول الحدود مع الجارة سوريا من قذائف وصواريخ سورية محتملة.في هذا الإطار يلعب موقف الولايات المتحدة، الحليف الأساسي، دورا مهما وحاسما. ورغم أن رئيس الوزراء التركي، رجب طيب اردوغان، ووزير خارجيته، أحمد دواود أوغلو، يسعيان إلى جعل تركيا قوة إقليمية كبيرة، إلا أنهما يعلمان أيضا أن جزءا كبيرا من قوة بلدهما يكمن في العلاقات الوثيقة مع واشنطن وبقية القوى الغربية الأخرى. ولذا لا بد من رعاية العلاقات مع واشنطن خصوصا. من هذا المنطق ارتضت أنقرة وبصمْت رفض الغربيين لطلبها الخاص بإنشاء منطقة آمنة ومنطقة حظر جوي داخل الأراضي السورية. طلبٌ تقدمت به تركيا علنا إلى حلفائها الغربيين.كما يلعب موقف الرأي العام التركي دورا في كبح جماح تركيا فيما يخص تدخلا عسكريا في سوريا. فقد أظهرت استطلاعات للرأي أن الناخبين الأتراك يرفضون تدخلا تركيا مباشرا في الشأن السوري. ويبدو الأمر حجة قوية بالنسبة للحكومة التركية، خصوصا وأن البلاد ستشهد في عامي 2014 و2015 انتخابات ماراثونية، البلدية منها والتشريعية والرئاسية. من جانب آخر، لم تُوفق تركيا في جهودها من أجل توحيد المعارضة في الخارج والممزقة بشكل مزمن، والتي بدأت عملية توحيد صفوفها منذ صيف عام 2011 في تركيا. ورغم أن المعارضة غيرت قيادة هيئتها الموحدة، إلا أن ذلك لم يساعد في ترسيخ الوحدة بين صفوفها، حتى جاء مؤتمر الدوحة في قطر، والذي شكل منعطفا مهما على طريق توحيد المعارضة السورية. و لم تختر القيادة الجديدة للمعارضة، الائتلاف الوطني السوري، تركيا مقرا لها بل فضلت مصر على ذلك.والواضح أن الأزمة السورية ستبقى واحدة من أهم ملفات السياسة الخارجية التركية في العام الجديد 2013. ويبدو أن الدبلوماسية التركية ستهتم بملف ترتيب أوضاع سوريا لمرحلة ما بعد سقوط نظام الأسد، وسيكون ذلك في مقدمة أولويات النشاط الدبلوماسي التركي في العام الجديد. وتبدو تركيا، ولكونها دولة مصدرة، معنية أكثر من غيرها بسرعة عودة الهدوء والنظام إلى جارتها. لكن تصور دولة فاشلة في سوريا أو أن يحكم فيها نظام إسلامي متطرف يشكل سيناريو رعب بالنسبة لمخططي السياسة في أنقرة. ومن أجل منع تطور من هذا القبيل في سوريا ستعمل قيادة القوة الإقليمية، تركيا، في عام 2013 كل ما في وسعها. لكن تجربة عام 2012 أظهرت أن أنقرة ورغم كل جهودها التي تبذلها كقوة إقليمية، سوف لن تفلح في تحقيق ذلك لوحدها.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

الدرك الملكي يضبط كمية من اللحوم الفاسدة الموجهة للاستهلاك…
المجلس الأعلى للحسابات في المغرب يدق ناقوس الخطر بشأن…
فتوى دينية من غزة تدين هجوم حماس على إسرائيل…
الأمم المتحدة تكشف أن 70 في المئة من ضحايا…
حرب الطرق تواصل حصد أرواح المغاربة

اخر الاخبار

نتنياهو ينشر صورة مع قيادات عسكرية خلال إدارة الضربات…
الحرس الثوري الإيراني يعلن انطلاق موجة صواريخ جديدة على…
نزار بركة يؤكد أن 2025 سنة الحسم في قضية…
بوريطة يتسلم رسالة من رئيس بنما إلى الملك محمد…

فن وموسيقى

كندة علوش تكشف عن البدء بمشروع فني جديد وتواصل…
أنغام تُشعل مسارح السعودية وتصف جمهورها بالساحر وتشيد بشركة…
إلهام شاهين تؤكد حبها لدعم الجيل الجديد وتوضح سبب…
هنا الزاهد تُعبر عن سعادتها بتجدّد التعاون مع النجم…

أخبار النجوم

كاظم الساهر يحيي حفلاً في مهرجان موازين بالمغرب 26…
محمد رمضان يتخذ قراراً جديداً للحاق بموسم الصيف
حميد الشاعري يعلّق على عودته للتعاون مع "روتانا"
أحمد الفيشاوي يشوّق جمهوره لفيلمه رهبة وراء مصنع الكراسي

رياضة

فينيسيوس يحذر لاعبي ريال مدريد قبل مواجهة الهلال السعودي
كريستيانو رونالدو يُعلن موقفه النهائي من الاستمرار أو الرحيل…
رونالدو يكشف عن عمله مترجماً لميسي ولا يستبعد اللعب…
المغربي أشرف حكيمي ضمن التشكيلة المثالية لدوري أبطال أوروبا

صحة وتغذية

تناول منتجات الألبان يُسهم بشكل كبير في الوقاية من…
إضافة الأفوكادو إلى نظامك الغذائي يمكن أن تُحسّن جودة…
إضافة بذور الشيا للنظام الغذائي اليومي لتعزيز صحة الأمعاء
متحور نيمبوس الجديد من كورونا تعرف على أعراضه وكيف…

الأخبار الأكثر قراءة

حركة حماس تُحذر من مخطط الإحتلال الإسرائيلي لتغيير معالم…