مباراة الصدمات

مباراة الصدمات...

المغرب اليوم -

مباراة الصدمات

بقلم - محمد الروحلي

انهزم الفريق الوطني أمام الأرجنتين بهدف لصفر، في غياب أبرز نجومه، وفي مقدمتهم الظاهرة ليونيل ميسي، الذي خلق الحدث قبل وبعد هذه المباراة الاعدادية، حيث تعددت الروايات وكثرت ردود الفعل والإشاعات، والأخبار غير الصحيحة المرتبطة بالنجم الأول ل “راقصي التانغو”. ميسي لم يحضر، ففقدت المباراة الكثير من قيمتها، لكن المشكل هو أن الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم المتعاقد مع الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، لم يحترم مضامين العقد، بعدم الحرص على إحضار باقي النجوم لمدينة طنجة، فجاء التشكيل غريبا نوعا، وذلك بالاعتماد على لاعبي الصف الثاني من اللاعبين الدوليين الجدد، والذين كان همهم الوحيد المشاغبة والندية وأحيانا الخشونة المتعمدة، فجاءت المباراة رتيبة ومقلقة، ولا تغري أبدا بالمشاهدة والمتابعة، فكانت الصدمة صدمتين، صدمة غياب النجوم، وصدمة المشاركة بلاعبين “مقاتلين”.

صدمة أخرى شهدتها هذه المباراة، وتجلت في الظهور الباهت للمنتخب المغربي، بعد الاعتماد على لاعبين جلهم شارك بمونديال روسيا، دون إدخال تغييرات من شأنها خلق دينامية ضرورية داخل التشكيلة الأساسية، تساهم في تجاوز التراجع الذي عرفه أداء مجموعة من اللاعبين الأساسيين، بفعل التقدم في السن، والتوجه الجماعي نحو البطولات الخليجية.

صدمة أخرى عرفتها هذه المقابلة التي أعطت نتائج عكسية تماما لما كان منتظرا منها، وجاءت خارج متمنيات الجامعة، بعد هبوب رياح عاتية تجاوزت سرعتها 60 كلم في الساعة، فاختلطت الأمور على اللاعبين والمدربين معا، وبالفعل كان هناك تأثير حال دون تحكم اللاعبين في الكرة بشكل جيد داخل رقعة الملعب، وهنا يطرح الأمر على المهندسين الذين اختاروا منذ البداية منطقة معرضة باستمرار للرياح، كما أن عدم اكتمال بناء المدرجات الجانبية، جعل هذه المنشأة الحديثة التشييد، عرضة لتيارات هوائية قوية ومستمرة طيلة السنة…

ولعل نقطة الضوء الوحيدة خلال هذه المباراة، تجلت في الحضور الجماهيري الرائع للجمهور المغربي الذي جاء من كافة الأرجاء داخل المغرب وخارجه، مما منح دفئا خاصة لمباراة صقيعية على جميع المستويات، حضر بكثافة، شجع بطرق حضارية، ساند العناصر الوطنية إلى آخر دقيقة، قام بواجبه وبطريقة أبهرت العالم، ليؤكد مرة أخرى على عمق الارتباط التي يجمعه بفريقه الوطني.

على المستوى التقني، غابت الحلول الهجومية طيلة أطوار المباراة، حيث ظهر العجز والارتباك والتراجع بمختلف الخطوط، وبرز بالتالي تأثير غياب حكيم زياش الذي تم تجاهله في الكثير من مناسبات قبل أن يفرض نفسه كنجم أوحد وحل من الحلول القليلة بالنسبة للخط الأمامي ل “أسود الأطلس”، والدليل على الصعوبة التي عانى منها المنتخب الوطني، هو أن أبرز فرصة للعناصر الوطنية، والتي جاءت في الشوط الأول، أضاعها خالد بوطيب، بكثير من الرعونة بعد تسديدة ضعيفة في يد الحارس الأرجنتيني.

والمقلق حقا أن هذه المباراة كشفت عن الكثير من العيوب داخل التشكيل المحبب لدى الناخب الوطني هيرفي رونار، انطلاقا من قلب الدفاع حيث يتواجد باستمرار لاعب لم يقدم أي قناعات تذكر منذ التحاق بالمنتخب المغربي، ألا وهو مروان داكوستا، مرورا بخط الوسط الذي تحول إلى نقطة ضعف واضحة، بل شكل لسنوات قوة ارتكاز حقيقية، إلا أن التقدم في السن والتحاق بدوريات الخليج، بحثا عن المال السهل، جعل العطاء في تراجع مستمر، أما الخط الأمامي فلا زال رونار متشبثا ببوطيب، رغم تقدمه هو الآخر في السن، ورغم التحاقه بالدوري المصري، والنتيجة تواضع منتخب يقال إنه مرشح للفوز بكأس الأمم الإفريقية، المقرر انطلاقتها بعد شهرين ونصف ..

عن صحيفة بيان اليوم المغربية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مباراة الصدمات مباراة الصدمات



GMT 14:13 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية شهر العسل

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 19:54 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيخ كومارا استثناء والبقية في مهب الريح

هيفاء وهبي تتألق بتنسيق اللون الزهري والأسود مع لمسة الذهبي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:28 2025 الثلاثاء ,17 حزيران / يونيو

لمحة عن أبرز صيحات ديكور المنزل لصيف 2025
المغرب اليوم - لمحة عن أبرز صيحات ديكور المنزل لصيف 2025

GMT 14:07 2025 الأربعاء ,18 حزيران / يونيو

توم كروز يحصل على أول جائزة أوسكار فخرية في مسيرته
المغرب اليوم - توم كروز يحصل على أول جائزة أوسكار فخرية في مسيرته

GMT 02:17 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

القبعات القش تتصدر قائمة أحدث صيحات الموضة

GMT 05:46 2020 الإثنين ,27 كانون الثاني / يناير

شركة "لفيت" تنافس بأقوى سيارات الدفع الرباعي في العالم

GMT 10:29 2019 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

أجمل ألوان احمر الشفاه لشتاء 2020

GMT 15:59 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

شركة "هوندا" تكشف عن سيارة تعتمد على الذكاء الاصطناعي

GMT 17:56 2017 الأربعاء ,04 كانون الثاني / يناير

اللاعب محمد الناهيري يعود إلى الفتح الرباطي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib