كشفت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية أن تل أبيب نفذت خدعة إعلامية متقنة قبيل ضرباتها الواسعة على العمق الإيراني، وذلك بهدف تعزيز عنصر المفاجأة وتأخير أي رد محتمل من طهران.وفقاً للتقرير، فإن الحكومة الإسرائيلية تعمدت بث مؤشرات خاطئة للتهدئة، بالتزامن مع التحضير للهجوم. حيث روّجت وسائل الإعلام العبرية لأخبار عن عطلة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وتحضيراته لحضور زفاف نجله، كما تحدثت عن خلافات مفترضة مع الإدارة الأميركية، في حين كانت الحقيقة مختلفة تماماً خلف الأبواب المغلقة.
وفي خضم هذا "الهدوء المصطنع"، عقد مجلس الأمن القومي الإسرائيلي اجتماعاً عاجلاً، وصفته الحكومة آنذاك بأنه لمناقشة ملف الرهائن في غزة، بينما كان هدفه الحقيقي هو إقرار الضربات العسكرية على منشآت داخل إيران.
وبحسب الصحيفة، فقد أوهمت إسرائيل الإيرانيين والعالم بتحركات دبلوماسية، مثل إرسال وفود إلى واشنطن تمهيداً لما قيل إنها مفاوضات نووية وشيكة، في حين أن المخطط كان يتجه نحو عملية عسكرية خاطفة قبل الفجر.
وذكرت الصحيفة نقلاً عن مصادر مطلعة، أن مجلس الوزراء الإسرائيلي وافق بالإجماع على تنفيذ الضربة، وتم اتخاذ القرار النهائي قبل ساعات فقط من انطلاق الطائرات نحو أهدافها داخل إيران.
أفضى الهجوم الإسرائيلي إلى اغتيال قادة كبار في المنظومتين الأمنية والعسكرية الإيرانية، بينهم مسؤولون بارزون في البرنامج النووي، أبرزهم قائد الحرس الثوري حسين سلامي، ورئيس الأركان محمد باقري، إضافة إلى علماء نوويين بارزين.
جاء هذا التصعيد بعدما أصدر مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية لائحة لوم ضد إيران بسبب تقاعسها في التعاون، كما كانت هناك مباحثات غير معلنة بين واشنطن وطهران حول الملف النووي، وهو ما استغلته إسرائيل لترويج الهدوء الدبلوماسي.
وتعليقاً على التطورات، أعلنت إسرائيل إغلاق سفاراتها في أنحاء العالم ورفعت حالة التأهب خشية رد إيراني، فيما تتوعد طهران بالرد الحاسم على ما وصفته بـ"العدوان السافر".
قد يهمك أيضــــــــــــــا
]]>تسلط جولة الصحافة هذا اليوم، الضوء على مواضيع تتعلق بالاضطرابات في لوس أنجلوس على خلفية مداهمات لمكافحة الهجرة غير الشرعية، والمهمة التي قادها نشطاء لـ "كسر الحصار" عن قطاع غزة، إضافة إلى جولة مفاوضات في لندن بين الولايات المتحدة والصين سعياً لإنهاء حرب تجارية.
فعقب يوم ثالث من الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن احتجاجاً على مداهمات الهجرة، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أنه سينشر ما يصل إلى 700 جندي من سلاح مشاة البحرية الأمريكية "المارينز" في لوس أنجلوس في ولاية كاليفورنيا.
هذا الإعلان كان محل اهتمام في الصحافة الأمريكية، إذ عنونت صحيفة واشنطن بوست افتتاحيتها: "أفضل طريقة لإنهاء التصعيد في لوس أنجلوس".
رغم أن الصحيفة دعت إلى ملاحقة قضائية للمتسببين بالعنف ضد ضباط إنفاذ القانون في لوس أنجلوس، معتبرة أن "الشغب ليس شكلاً مشروعاً من أشكال الاحتجاج"، إلا أنها قالت إن نشر القوات "إجراء غير ضروري"، إذ إن ترامب "لم يكن بحاجة إلى تعبئة القوات في كاليفورنيا".
وأشارت الصحيفة إلى أن "إرسال القوات الفيدرالية أدى إلى تأجيج التوترات وقد يؤدي إلى إطالة أمد العنف"، رغم أن "قوات إنفاذ القانون المحلية والتابعة للولاية كانت بصدد السيطرة على الوضع"، علماً بأن القوات الفيدرالية لا تتدخل في قضايا محلية داخل الولايات إلا في أندر الظروف، بحسب الصحيفة.
وبناء على ذلك، رأت الصحيفة أن تهدئة الوضع بات أمراً مُلحاً، لكنها أشارت إلى أن ترامب وحاكم ولاية كاليفورنيا الديمقراطي، غافين نيوسوم، يريان "جانباً إيجابياً في القتال" - في إشارة إلى الصراع بينهما على خلفية عمليات الدهم.
ويهدد ترامب باعتقال نيوسوم وقطع التمويل الفيدرالي عن الولاية، فيما يلوّح نيوسوم بحجب مدفوعات الضرائب، على ما ذكرت الصحيفة، معتبرة أن "الصور القادمة من لوس أنجلوس، تخدم أقوى أوراق ترامب السياسية وهي السخط الشعبي تجاه الهجرة غير الشرعية"، لكن يبدو أن نيوسوم "يحاول استفزاز الرئيس ليرتكب رد فعل مبالغاً فيه إلى درجة تنفّر حتى الأمريكيين الذين يؤيدون حملته ضد الهجرة".
ولفتت الصحيفة إلى رفع المدعي العام في كاليفورنيا دعوى قضائية ضد ترامب لنشره الحرس الوطني دون إذن الحاكم، وفي هذا السياق أوضحت أن الرئيس الأمريكي في قراره يستند إلى أرضية قانونية متينة.
ولم يلجأ ترامب حتى الآن إلى تفعيل قانون التمرد الذي يسمح بتعبئة وحدات الحرس الوطني تحت السلطة الفيدرالية لقمع الاضطرابات المدنية، وفق الصحيفة، محذرة من أن يواجه ترامب تحدياً قانونياً أقوى إذا أراد تفعيل القانون.
واختتمت الصحيفة بفكرة أن ترامب "سيثير الغضب لاستخدام القوات ضد المواطنين الأمريكيين في غياب حاجة حقيقية، فضلاً عن التساؤلات حول ما إذا كان ينبغي للرئيس أن يتمتع بمثل هذه الصلاحيات".
وفي صحيفة الغارديان، كتب أوين جونز مقالاً في الصحيفة البريطانية يقارن فيه "شجاعة" الناشطة البيئية السويدية، غريتا تونبرغ، في إيصال المساعدات إلى غزة بما وصفه بـ"تقاعس وتواطؤ" الحكومات الغربية.
وقال الكاتب إن سفينة "مادلين" التي أبحرت نحو قطاع يشهد كارثة إنسانية، "ليست يخت سيلفي" كما تصفه إسرائيل، "بل هو رمز للتعاطف الإنساني في عالم قرر أن يُدير وجهه بعيداً".
وأشار إلى نية بريطانيا - المصدومة من حجم المعاناة في غزة - إرسال مساعدات عبر قواتها البحرية إلى القطاع، إلا أن الأمر لم يحدث، موضحاً أن الأمر ترك لـ "مادلين" السفينة التي كانت ترفع علم بريطانيا، وتحمل شحنة مساعدات صغيرة للقيام بمحاولة رمزية لكسر الحصار عن القطاع ورفع الوعي بـ "أزمة مجاعة" وشيكة.
السلطات الإسرائيلية تبدأ بترحيل النشطاء المحتجزين، وأربعة فرنسيين يرفضون التوقيع على استمارة الترحيل
وانتقد الكاتب بيان وزارة الخارجية الإسرائيلية الذي قال إن هناك "طرقاً لإيصال المساعدات إلى قطاع غزة لا تتضمن صور سيلفي على إنستغرام"، مذكراً بالحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ ما يقرب من عقدين.
وقال الكاتب، إن برنامج الأغذية العالمي حذّر قبل عام من السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، من "الوضع الإنساني السيء" في القطاع، مشيراً إلى أن نحو نصف سكان غزة يعانون من "انعدام حاد في الأمن الغذائي".
وأشار الكاتب إلى تشديد إسرائيل لحصارها على غزة خلال الـ 20 شهراً الماضية، ومع ذلك، "اختارت الدول الغربية تجاهل كل هذه التحذيرات".
إذ استشهد الكاتب برسالة شديدة اللهجة لوزير الخارجية البريطاني السابق، ديفيد كاميرون، أرسلها في 2024، إلى زميلته في حزب المحافظين، أليشيا كيرنز، التي ترأست لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم، تحدّث فيها عن طرق إسرائيلية متعددة لمنع دخول المساعدات إلى غزة، ولم تتخذ الحكومة البريطانية أي إجراء ضد إسرائيل، على حد وصف الكاتب.
وفي حادثة أخرى، استشهد الكاتب بتقرير لأبرز وكالتين أمريكيتين معنيتين بالمساعدات الإنسانية في 2024، خلص إلى أن إسرائيل تعمّدت منع إيصال الغذاء والدواء إلى قطاع غزة، وهو كان ينبغي أن يؤدي هذا على الفور إلى تعليق شحنات الأسلحة بموجب التشريع الأمريكي، بحسب الكاتب، لكن إدارة الرئيس السابق جو بايدن لم تقبل النتائج على حد وصفه.
"ضرورة تعديل العلاقات"
وإلى صحيفة الصين دايلي، التي خصصت افتتاحيتها حول جولة المفاوضات التي تجريها الصين مع الولايات المتحدة في لندن.
واعتبرت الصحيفة أن "المساواة والاحترام والمنفعة المتبادلة، هي مفتاح تحقيق نتائج إيجابية" في العاصمة البريطانية.
ورأت الصحيفة أن انعقاد الاجتماع بعد وقت قصير من دعوة زعيميهما إلى الاجتماع في محادثاتهما الهاتفية "يظهر فهمهما المشترك لضرورة تعديل علاقاتهما الاقتصادية والتجارية".
وقالت إن اجتماع لندن "يفترض أن يستند إلى قاعدة أكثر صلابة" بعد محادثات الشهر الماضي، حين توصّل البَلدان إلى اتفاق مدته 90 يوماً للتراجع عن بعض الرسوم الجمركية التي تجاوزت نسبتها 100 في المئة.
ورأت الصحيفة أن تصريحات ترامب خلال اتصاله مع الرئيس الصيني، شي جين بينغ، "ساهمت في رفع التوقعات بشأن اجتماع لندن"، معتبرة أن تحقيق أي "نتائج جوهرية" يتوقف على إظهار الجانب الأمريكي "حسن نية حقيقي" واتخاذ "خطوات ملموسة للتراجع عما فعلته بالصين" عبر رفع قيود فرضها على العلاقات التجارية الثنائية.
وفي المقابل، لفتت الصحيفة إلى أن موقف الصين "ظل ثابتاً، فهي منفتحة دائماً على الحفاظ على التعاون وحل الخلافات عبر المشاورات، لكنها ستحمي حقوقها ومصالحها المشروعة".
ودعت الصحيفة واشنطن إلى "تبني نهج واقعي يرتكز على المساواة والاحترام والمنفعة المتبادلة"، بعد أن "عانت طويلاً من وهْم أن الصين ليست استثناء من الدول التي تخضع لأسلوبها القائم على الترغيب والضغط الأقصى"، وأشارت إلى أن التمسك بهذه الفكرة "لن يفضي إلى أي نتيجة".
قد يهمك أيضــــــــــــــا
قُتل وأصيب العشرات من الفلسطينيين منذ الليلة الماضية وحتى صباح اليوم في قطاع غزة، وذلك في ثاني أيام عيد الأضحى. وأدّت سلسلة الغارات الجوية الإسرائيلية والقصف المدفعي على مناطق متفرقة إلى مقتل 13 شخصاً على الأقل وإصابة أكثر من 40 آخرين فجر اليوم إثر قصف اسرائيلي عنيف لخيام النازحين غرب مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، بينهم أب وأم وولديهما.
وقُتل سبعة على الأقل وأصيب آخرون من عائلة واحدة في غارة إسرائيلية استهدفت منزلهم قرب مجمع الشفاء غرب مدينة غزة فجر اليوم السبت. كما قُتل 5 أشخاص وأصيب آخرون برصاص الجيش الإسرائيلي قرب مركز مساعدات غرب مدينة رفح. وقُتل 7 آخرين، في قصف منزل يؤوي نازحين غربي مدينة غزة.
بلغ عدد القتلى الفلسطينيين خلال محاولتهم الحصول على الغذاء منذ السابع والعشرين من الشهر الماضي حتى اليوم 115 شخصاً، وأكثر من 580 مصاباً، و9 مفقودين، وفقاً لتقارير أممية.
في المقابل، استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي، معرقلة مشروع قرار يطالب بوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في غزة.
وقد أثار هذا الموقف انتقادات واسعة من منظمات حقوقية ودولية، معتبرة أن الفيتو الأميركي يمنح غطاءً دولياً لاستمرار العدوان ويعيق الجهود الإنسانية والإغاثية.
قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا "فيليب لازاريني، إن منع السلطات الإسرائيلية دخول الصحفيين الدوليين إلى قطاع غزة منذ بداية العدوان هو "حظر على نقل الحقيقة".
واعتبر لازاريني في منشور له على منصة "إكس"، أن منع السلطات الإسرائيلية دخول الصحفيين الدوليين إلى غزة منذ بدء الحرب "أمر غير مسبوق في أي صراع آخر في التاريخ الحديث".
ولفت في منشوره إلى أن ما تمارسه إسرائيل مع الصحفيين ولاسيما الدوليين يعد "الوصفة المثالية لتأجيج التضليل الإعلامي، وتعميق الاستقطاب، وتغييب الإنسانية".
وطالب لازاريني بـ"رفع الحظر" المفروض على وسائل الإعلام الدولية في قطاع غزة، والسماح للصحفيين الدوليين بالعمل والتغطية الصحفية بشكل مستقل من القطاع، ودعم زملائهم الفلسطينيين الذين يواصلون القيام بعملهم البطولي دافعين ثمناً باهظاً.
ويوم أمس، في أول أيام عيد الأضحى، ارتفعت حصيلة القتلى قطاع غزة إثر الغارات الإسرائيلية إلى 42 شخصاً منذ فجر الجمعة، وفق تلفزيون فلسطين.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" أن إسرائيل قصفت بناية سكنية مكونة من خمسة طوابق، ما أسفر عن مقتل 3 فلسطينيين على الأقل وإصابة عشرات آخرين.
وجنوب القطاع، أعلنت مصادر طبية مقتل 3 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف من طائرة مسيّرة إسرائيلية على نقطة شحن هواتف بين خيام النازحين غرب مدينة خان يونس.
كما قُتل الطفل عمر رائد أحمد القططي برصاص إسرائيلي قرب منطقة سجن السرايا، والمواطن عمر عامر المدهون متأثراً بجروح أصيب بها في قصف سابق على المدينة.
كما أفادت "وفا" بمقتل 8 فلسطينيين وإصابة 61 آخرين، بعد أن أطلق الجيش الإسرائيلي النار صوب فلسطينيين قرب نقطة لتوزيع المساعدات غرب مدينة رفح.
وفي وقت سابق، قُتل 10 فلسطينيين وأصيب آخرون في غارة إسرائيلية على منازل في بلدة جباليا شمال القطاع، جرى نقلهم إلى المستشفى الأهلي العربي "المعمداني" في مدينة غزة.
واندلعت الحرب في قطاع غزة عقب هجوم غير مسبوق على إسرائيل شنّته حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، أسفر عن مقتل نحو 1,200 شخصاً.
فيما قُتل أكثر من 54 ألف فلسطيني في القطاع منذ اندلاع الحرب، بحسب حصيلة وزارة الصحة في غزة. وشهد القطاع دماراً واسع النطاق.
منذ استئناف إسرائيل عملياتها العسكرية منتصف آذار/مارس الماضي، بعد هدنة هشة استمرت شهرين، قُتل نحو 4,400 شخص في غزة، بحسب وزارة الصحة.
وخلّفت الحرب في غزة أكثر من 180 ألف بين قتيل وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
]]>أعلن وزير الإعلام السعودي، سلمان الدوسري، أن المملكة استقبلت حتى يوم الأحد أكثر من مليون و70 ألف حاج قدموا من خارج البلاد عبر المنافذ الدولية، في إطار استعدادات المملكة لموسم حج 1446هـ (2025م).
وفي مؤتمر صحفي حكومي عقد يوم الاثنين، أوضح الدوسري أن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين سيستضيف هذا العام 1300 حاج وحاجة من أكثر من 100 دولة، إضافة إلى 1000 حاج من أسر الشهداء في فلسطين، وذلك ضمن الجهود التي تبذلها وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد.
وأشار إلى أن مبادرة "طريق مكة" ساهمت في تسهيل إجراءات أكثر من 250 ألف حاج من مطارات دولهم حتى وصولهم إلى مكة، مؤكداً أن المملكة تواصل تعزيز خدماتها النوعية للحجاج بما ينسجم مع رؤية السعودية 2030.
وأكد الوزير أن أكثر من 25 ألف متطوع ومتطوعة يشاركون هذا العام في خدمة ضيوف الرحمن، بجهود يشرف عليها المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي، وهو ما يعكس روح التكافل والعمل الجماعي الذي يميز موسم الحج.
وفي إطار تنظيم الحج، شدد الدوسري على أهمية حملة "لا حج بلا تصريح" التي تنفذها وزارة الداخلية، بهدف ضمان أمن الحجاج وسلامتهم ومنع التسلل غير النظامي، مشيراً إلى أن الحملة تسير بالتعاون الكامل مع اللجنة العليا للحج.
وأضاف أن وزارة الشؤون الإسلامية أتمّت تجهيز 25 ألف مسجد وجامع في مكة والمدينة والمنافذ البرية ومناطق المشاعر، وبدأت بتوزيع 2.5 مليون نسخة من المصاحف، بالإضافة إلى مليون و300 ألف بطاقة تعريفية تحتوي على رموز QR للمكتبة الإسلامية الرقمية.
وفي الجانب الصحي، أكد وزير الصحة السعودي، فهد الجلاجل، أنه لم يتم رصد أي تفشٍّ للأوبئة بين الحجاج حتى الآن، مشيراً إلى تقديم أكثر من 50 ألف خدمة صحية، من بينها عمليات قلب مفتوح وقساطر قلبية.
وكشف الجلاجل عن رفع الطاقة الاستيعابية في المنشآت الصحية بنسبة 60% مقارنة بالعام الماضي، وتجهيز 3 مستشفيات ميدانية، ومستشفى طوارئ جديد في منى، وأكثر من 11 طائرة إخلاء جوي و900 سيارة إسعاف و7500 مسعف.
وأشار أيضاً إلى استخدام أجهزة استشعار صحية ذكية مرتبطة بمستشفى الصحة الافتراضي الأكبر من نوعه في العالم، لتتبع الحالات الحرجة بين الحجاج.
من جانبه، أعلن وزير الحج والعمرة، توفيق الربيعة، عن إصدار 1.4 مليون بطاقة "نسك" ذكية للحجاج والعاملين، تُستخدم للتنقل والوصول إلى الحرم والمشاعر، مشيراً إلى أن تطبيق "نسك" يشهد تطوراً كبيراً ويُستخدم حالياً من قبل 20 مليون مسلم حول العالم.
وأكد الربيعة تنفيذ أكثر من 37 ألف جولة رقابية على مساكن الحجاج ومزودي الخدمة، ورصد 3400 ملاحظة تمت معالجتها بالكامل قبل ذروة الموسم.
وفي قطاع النقل، أعلن وزير النقل صالح الجاسر عن التوسع في الطرق المبردة التي تخفف درجة الحرارة بما يصل إلى 12 درجة مئوية، واعتماد الطرق المطاطية المرنة لتحسين راحة المشاة، واستخدام الطائرات المسيّرة (الدرون) لمراقبة الحشود وتنظيم حركتها.
كما جرى تعزيز خدمات الاتصالات من خلال نشر أكثر من 5 آلاف برج اتصال في مكة والمشاعر، و9 آلاف محطة من الجيل الرابع والخامس، و10 آلاف نقطة "واي فاي" مجانية لتمكين الحجاج من التواصل وتوثيق تجربتهم.
ويؤكد المسؤولون السعوديون أن هذه الجهود المتكاملة تهدف إلى تقديم تجربة حج استثنائية وآمنة، تعكس ريادة المملكة في خدمة ضيوف الرحمن، وتمثل نموذجاً عالمياً في التنظيم والخدمات الذكية.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
قُتل 4 صحافيين، وأصيب خامس بجروح حرجة، إثر قصف طائرات الجيش الإسرائيلي المسيّرة، ساحة المستشفى المعمداني في مدينة غزة.وأفادت وكالة الانباء الفلسطينية "وفا" بأن الطائرات الاسرائيلية قصفت ساحة المستشفى حيث يتواجد عدد من الصحافيين، ما أدى إلى مقتل 4 منهم وهم: إسماعيل بدح، وسليمان الحجاج، وأحمد قلجة، وسمير الرفاعي، فيما أصيب الصحافي عماد دلول بجروح وصفت بالحرجة.
وكانت آخر رسائل الشهيد الصحفي سليمان حجاج يوم أمس:
تقريبا هادي آخر أيام إلنا يا شباب، سامحونا.
وفي تصريح لوكالة الأناضول، أفاد مصدر طبي مفضلا عدم نشر اسمه، باستشهاد الصحفي سمير الرفاعي، وإصابة عدد آخر بغارة شنتها مسيّرة إسرائيلية على ساحة "المستشفى المعمداني" بمدينة غزة.
ولاحقا، صرح ذات المصدر بأن القصف الإسرائيلي أودى بحياة الصحفيين سليمان حجاج وإسماعيل بدح وأصاب عددا من زملاء (صحفيين) آخرين بجروح متفاوتة، لم يتضح عددهم بعد.
يأتي ذلك في وقت استشهد فيه 12 فلسطينيا منذ فجر اليوم الخميس، بغارات وقصف إسرائيلي على منازل وخيام نازحين في قطاع غزة، وفق مصادر طبية وشهود عيان للأناضول.
والأربعاء وثّق المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية في تقرير شهري وصل الأناضول نسخة منه 119 انتهاكا إسرائيليا بحق صحفيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة خلال مايو بزيادة كبيرة عن الشهر السابق.
وبلغ إجمالي الشهداء الصحفيين منذ السابع من أكتوبر 2023 وحتى نهاية مايو 255 صحفي وصحفية.
وأدانت نقابة الصحفيين الفلسطينيين، بشدة "المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي، بحق الصحفيين في ساحة مستشفى المعمداني بمدينة غزة والتي أدت إلى استشـهاد 4 منهم وإصابة آخرين".
قد يهمك أيضــــــــــــــا
كشف نادي دبي للصحافة، الجهة المنظمة لقمة الإعلام العربي 2025، عن الأجندة الكاملة للقمة التي تنطلق من 26 إلى 28 مايو الجاري في مركز دبي التجاري العالمي، بمشاركة واسعة تضم أكثر من 6000 إعلامي وخبير وصانع محتوى من 26 دولة عربية وعالمية.
ويأتي هذا التجمع الإعلامي الأكبر على مستوى المنطقة ليعكس تطورات المشهد الإعلامي العربي والعالمي، بمشاركة لفيف من كبار الشخصيات السياسية والإعلامية ورؤساء التحرير والقيادات الإعلامية، إضافة إلى صناع المحتوى والمؤثرين وخبراء التكنولوجيا والأكاديميين.
وتفتتح القمة فعالياتها بـ"المنتدى الإعلامي العربي للشباب" في 26 مايو، والذي يتخلله حفل تكريم الفائزين بجائزة الإعلام للشباب العربي "إبداع". ويشهد اليوم الثاني، في 27 مايو، انعقاد "منتدى الإعلام العربي"، إلى جانب حفل تكريم شخصية العام الإعلامية والفائزين بجائزة الإعلام العربي في مختلف فئاتها. فيما يُخصص اليوم الختامي، 28 مايو، لـ"قمة رواد التواصل الاجتماعي العرب" مع تكريم الفائزين بجائزة رواد التواصل الاجتماعي.
وصرحت منى غانم المرّي، نائب الرئيس والعضو المنتدب لمجلس دبي للإعلام ورئيسة نادي دبي للصحافة، أن القمة تمثل خطوة استراتيجية لترسيخ مكانة دبي كعاصمة للإعلام العربي والإبداع. وأضافت أن أجندة هذا العام تركز على المستقبل، وتتضمن موضوعات حول تأثير التقنيات الناشئة والذكاء الاصطناعي على الإعلام.
وأعلنت المرّي عن إطلاق منتدى الأفلام والألعاب الإلكترونية كأولى مبادرات تطوير القطاع في مسارات جديدة، بالإضافة إلى إصدار النسخة المطورة من تقرير "نظرة على الإعلام العربي.. رؤية مستقبلية"، الذي سيكون مرجعًا هامًا لصناع القرار في الإعلام.
وتستضيف القمة نخبة من أبرز المتحدثين، منهم:
الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف
الدكتور نواف سلام، رئيس وزراء لبنان
أسعد الشيباني، وزير خارجية سوريا
الدكتور غسان سلامة، وزير الثقافة اللبناني
وزراء إعلام عرب بارزون من الكويت والبحرين ولبنان ومصر والإمارات
الإعلامي البريطاني بيرس مورغان
كما تشارك الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم في قمة رواد التواصل الاجتماعي.
وتضم الدورة الحالية أكثر من 175 جلسة رئيسية و35 ورشة عمل، مع توقيع 5 اتفاقيات تعاون بين مؤسسات إعلامية عربية وعالمية. كما تنظم 4 خلوات إعلامية متخصصة لبحث مستقبل قطاعات التلفزيون والصحافة والمنصات الرقمية والبودكاست.
تكرّم القمة الفائزين في ثلاث جوائز كبرى:
جائزة الإعلام العربي (دورتها 24)
جائزة الإعلام العربي للشباب (دورتها 9)
جائزة رواد التواصل الاجتماعي العرب (دورتها 5)
وقد شهدت هذه الجوائز إقبالًا واسعًا، مع تسجيل 2956 مشاركة في جائزة الإعلام العربي، و2736 عملاً في جائزة الشباب.
وتشارك مبادرة "بكل فخر من دبي" التابعة لبراند دبي بعشرة مشاريع ريادية لرواد الأعمال، تعكس جهود دبي في دعم الابتكار وريادة الأعمال ضمن فعاليات القمة.
وتمثل قمة الإعلام العربي 2025 منصة رائدة للحوار المهني المتخصص، ومساحة معرفية تواكب التحولات المتسارعة في القطاع الإعلامي، وتسهم في وضع رؤى عملية لمستقبل الإعلام في العالم العربي، مع التركيز على التميز والإبداع في جميع مساراته.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
]]>في مشهد أثار ذهول العديد من الأميركيين، دخلت مذيعة ببرنامج صباحي على إحدى المحطات المحلية بنيويورك، المخاض بينما كانت تقدم فقرتها على الهواء.
فبينما كانت أوليفيا جاكويث، مذيعة الأخبار الصباحية في قناة WRGB-TV CBS6 في ألباني، تقدم نشرة الأخبار، انفجر "ماء الرأس" كما يسمى، ودخلت رسميا في مخاض الولادة على الهواء.
إلا أنها أبت أن تترك الاستوديو رغم إلحاح زميلتها، قائلة إنها تفضل تمضية الساعات القليلة التي تفصل عادة بين المخاض والولادة في العمل بدل المستشفى.
وأردفت قائلة "أنا سعيدة بوجودي هنا، وسأبقى على المكتب لأطول فترة ممكنة، لكن إذا اختفيت فجأة فستعلمون ما حصل".
هذا وبدت السيدة نشيطة بلا أي شعور بالأمل، وواصلت تقديم فقراتها بضحكة عريضة.
قبل أن تغادر لاحقا الهواء مع شعورها بقرب خروج الطفل، ما أثار استغراب العديد من الأميركيين الذين تناقلوا الفيديو على مواقع التواصل.
ثم بعد ساعات، أعلنت جاكويث ولادة طفلها. ونشرت صورة لها على حسابها في فيسبوك كاتبة "يا لها من 24 ساعة رائعة.. لقد وصل الطفل الآن. سأشارككم آخر المستجدات قريبًا".
قد يهمك أيضــــــــــــــا
]]>فقدت شبكة "سي بي إس نيوز" الأميركية شخصية بارزة جديدة في ظل نزاعها المستمر مع الرئيس دونالد ترامب. فقد أعلنت الرئيسة التنفيذية للشبكة، ويندي ماكماهون، استقالتها الاثنين، حسب ما أفادت عدة وسائل إعلام أميركية نقلاً عن مذكرة داخلية وُجهت إلى الموظفين.
ووصفت ماكماهون، في المذكرة، الأشهر الماضية بأنها كانت "صعبة"، وفق تقرير في صحيفة "واشنطن بوست".
كما أشارت إلى أنه بات من الواضح وجود تباين في الرؤى بينها وبين الشركة بشأن التوجه المستقبلي للمؤسسة الإعلامية.
يذكر أن بيل أوينز، المنتج التنفيذي لبرنامج "60 دقيقة" الشهير، كان غادر "سي بي إس نيوز" الشهر الماضي، بعد أن رفع ترامب دعوى قضائية بمليار دولار ضد البرنامج الإخباري.
ويتهم ترامب برنامج "60 دقيقة" بالتلاعب في تحرير مقابلة مع كامالا هاريس، منافسته الديمقراطية في حملة الانتخابات الرئاسية العام الماضي، "ما أدى إلى التأثير على مشاعر الناخبين"، وفق قوله.فيما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن محامين يشككون في فرص نجاح هذه الدعوى. إلا أن شاري ريدستون، المساهم المسيطر في الشركة الأم لشبكة "سي بي إس نيوز"، وهي "باراماونت جلوبال"، لا تزال تسعى للتوصل إلى تسوية مع الرئيس.
وقد يكون ذلك مرتبطاً أيضاً بخطط اندماج شركة "باراماونت" مع "سكاي دانس ميديا"، وهو اتفاق بمليارات الدولارات لا يزال بانتظار موافقة السلطات، حسب وكالة أسوشييتد برس.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
]]>استشهد الصحفي الفلسطيني البارز حسن أصليح في قصف إسرائيلي استهدف منطقة شرق محافظة رفح، جنوب قطاع غزة، في جريمة جديدة تضاف إلى سجل الانتهاكات التي تطال الإعلاميين الفلسطينيين.
ويُعد أصليح أحد أبرز الأصوات الإعلامية في قطاع غزة، وعُرف بتغطيته الميدانية المستمرة للأحداث منذ أكثر من 16 عامًا، حيث لم يغادر خطوط التماس رغم المخاطر، موثقًا الانتهاكات، وناقلًا معاناة الناس، وصوت المكلومين، متحديًا الاحتلال بكاميرته وقلمه.
ووصفت وسائل إعلام إسرائيلية اغتيال أصليح بأنه "واحد من أهم عمليات الاغتيال في الحرب من الناحية المعنوية"، مشيرة إلى أن تأثير رحيله على سكان القطاع يفوق اغتيالات كبار قادة حماس، نظرًا لحضوره الإعلامي الكبير، ولما مثّله من صوت يومي اعتاد عليه الناس.
ونعت مؤسسات صحفية وحقوقية محلية ودولية الشهيد أصليح، مشيرة إلى أنه "كان بمثابة وكالة أنباء تمشي على الأرض"، بينما وصفه زملاؤه بأنه "الصحفي المقدام، المتواضع، الذي لم يسعَ يومًا لفتنة أو خلاف".
وفي رثاء مؤثر، قال أحد زملائه: "يا فارس الكلمة، يا من سطّرت الحقيقة بحبر من دماء، رحلت جسدًا لكن صوتك ما زال يصدح في الأرجاء."
يُذكر أن حسن أصليح عمل على مدار السنوات الماضية مع عدد من المؤسسات الإعلامية، وكان من أوائل من يغطي الأحداث فور وقوعها، خصوصًا في جنوب القطاع. وتميز بمهنيته العالية، ولغته القوية، وحضوره المؤثر على وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.
ويُضاف اسم الشهيد أصليح إلى قائمة طويلة من الصحفيين الفلسطينيين الذين دفعوا أرواحهم ثمنًا لكشف الحقيقة ونقل معاناة الشعب الفلسطيني في ظل العدوان المستمر على قطاع غزة.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 52,535 شهيداً و118,491 مصاباً منذ 7 أكتوبر 2023
]]>أعربت المجموعة الممثلة للصحافيين العاملين في البيت الأبيض، يوم الاثنين، عن انزعاجها من قرار إدارة الرئيس دونالد ترامب، منع أي مراسلين من وكالات الأنباء العالمية من مرافقة الرئيس على متن طائرة "إير فورس وان" خلال رحلته إلى الشرق الأوسط.
ولم يكن هناك أي مراسل من وكالات "أسوشيتد برس" أو "بلومبرغ" أو "رويترز" على متن الطائرة، التي اعتاد الرؤساء من خلالها التحدث إلى الصحافيين المرافقين لهم.
وقالت رابطة مراسلي البيت الأبيض في بيان: "تقاريرهم تُوزع بسرعة على آلاف من وسائل الإعلام وملايين القراء حول العالم يوميا، ما يضمن وصولا متكافئا إلى تغطية الرئاسة للجميع".
وأضافت: "هذا التغيير يُعد إساءة لكل أميركي له الحق في معرفة ما يفعله أعلى مسؤول منتخب في البلاد، بأسرع وقت ممكن".
ويخوض البيت الأبيض نزاعا قانونيا مع وكالة "أسوشيتد برس" منذ أن تم منعها من تغطية بعض الفعاليات "المحدودة" بعدما رفضت الامتثال لأمر تنفيذي أصدره ترامب يقضي بتغيير اسم "خليج المكسيك" إلى "خليج أميركا".
قد يهمك أيضــــــــــــــا
الرياض تستضيف القمة الخليجية الأميركية في أول زيارة خارجية للرئيس ترامب
أميركا والصين تتفقان على تعليق الرسوم الجمركية لمدة 90 يومًا
]]>في عرض الصحف اليوم نتناول الدعوات الإسرائيلية للدفاع عن الأقليات في سوريا وتدخلها العسكري هناك، وفرصة اليورو لمنافسة الدولار في ظل إدارة ترامب، والتقدم اللافت للصين أمام الولايات المتحدة في التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
نبدأ جولتنا بمقال كتبه جدعون ليفي في صحيفة هآرتس الإسرائيلية، تحت عنوان "إسرائيل لا تهتم فعلياً بمصير الدروز في سوريا".
يستعرض الكاتب دعوات وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر للمجتمع الدولي بالقيام "بدوره في حماية الأقليات في سوريا، وخاصة الطائفة الدرزية، من النظام وعصاباته الإرهابية".
ويتساءل ليفي: "هل تملك إسرائيل حقاً الأرضية الأخلاقية لمثل هذه الدعوات؟" ويرى أن الإجابة هي: لا، "فإسرائيل التي وقفت على الحياد في أكثر الأزمات الإنسانية مأساوية، كالحرب الأهلية السورية، بل وغضّت الطرف عن معاناة ملايين السوريين، لا يمكنها اليوم أن ترتدي عباءة الإنسانية بشكل انتقائي!"
ويرى الكاتب أنه من الأولى أن ينظر ساعر إلى الداخل الإسرائيلي، حيث "تُوجّه اتهامات بانتهاكات ممنهجة ضد الفلسطينيين، وبتشريعات تمييزية، أبرزها قانون "الدولة القومية" الذي قلّص من مكانة الأقليات داخل إسرائيل، بما فيهم الدروز أنفسهم".
ويطرح ليفي خلال المقالة تساؤلاً: كيف ستتقبل إسرائيل تدخلاً عسكرياً خارجياً تحت نفس الذريعة؟ أليس هذا بالضبط ما قالته قوى إقليمية مثل حزب الله والحوثيين عندما برروا استهدافهم لإسرائيل بأنه "دفاع عن الفلسطينيين؟".
ويفترض ليفي لو أن دولة غربية كفرنسا قررت قصف المستوطنات في الضفة الغربية لأنها "تشكل تهديداً"، فماذا سيكون رد الفعل الإسرائيلي؟ الأرجح أنه سيكون صاخباً وغاضباً، كما يحدث دائماً عند التعرض لأي نقد خارجي.
الكاتب يرى أن هذا "الاهتمام المفاجئ" بالدروز السوريين لا يبدو نابعاً من حرص إنساني حقيقي، بل يُفسَّر كمناورة سياسية موجهة للداخل، وربما أيضاً رسالة انتخابية موجهة إلى ناخبي الليكود من الدروز.
ويضيف الكاتب: "في نهاية المطاف، إذا كانت إسرائيل بالفعل معنية بالعدالة، فلتحققها أولاً داخل حدودها. فالمجتمع الدولي يرى التناقض الصارخ بين مطالبة إسرائيل بالمساعدة في إخماد حرائق غاباتها، بينما تمنع في الوقت نفسه دخول الغذاء والدواء إلى غزة منذ أكثر من شهرين".
ولفت ليفي إلى أن "الدفاع الحقيقي عن القيم الإنسانية يبدأ من احترام حقوق الإنسان داخل حدود الدولة قبل الدعوة لتطبيقها خارجها. وإلى أن تُصحح إسرائيل مسارها داخلياً، فإن خطابها الخارجي سيظل، في نظر كثيرين، مجرد غطاء سياسي لأهداف لا تمت للإنسانية بصلة".
"فرصة لليورو لمنافسة الدولار"
وننتقل إلى صحيفة "فايننشال تايمز" ومقال لمارتن ساندبو تحت عنوان: " ترامب خلق فرصة لليورو لمنافسة الدولار".
يقول الكاتب إنه لطالما سعى الاتحاد الأوروبي إلى تعزيز دور اليورو كعملة تنافس الدولار الأمريكي على الصعيدين المحلي والدولي. واليوم، وفي ظل ما يراه مراقبون "تخريباً ذاتياً" تمارسه الولايات المتحدة في ظل إدارة دونالد ترامب، يجد الأوروبيون أنفسهم أمام فرصة ذهبية لتحقيق هذا الهدف، شرط تجاوزهم التردد السياسي وتوحيد جهودهم النقدية والمالية.
ويرى الكاتب أنه "على الرغم من عدم وضوح الرؤية في سياسة إدارة ترامب تجاه الدولار، إلا أن الانقسامات الداخلية باتت واضحة. البعض يعتبر قوة الدولار عبئاً يؤثر سلباً على قطاع التصنيع، بينما يصر آخرون، من بينهم وزير الخزانة سكوت بيسنت، على الالتزام بسياسة الدولار القوي".
بالتوازي، تسعى الإدارة الأمريكية للهيمنة على سوق المدفوعات العالمية عبر العملات الرقمية المستقرة المدعومة بالدولار، مما يعزز اعتماد العالم على سندات الخزانة الأمريكية، وفق الكاتب.
ساندبو أشار إلى أن الدولار شهد تراجعاً في مكانته كملاذ آمن عقب فرض الرسوم الجمركية، وهو ما تزامن مع تدهور الثقة نتيجة لطرح سياسات مالية مثيرة للجدل، مثل فرض رسوم على إقراض الحكومة أو إعادة هيكلة سندات الخزانة. ووسط هذا التذبذب، يطرح الكاتب سؤالاً: هل سيغتنم قادة أوروبا هذه اللحظة لتقديم بديل نقدي عالمي حقيقي؟
ويشير الكاتب إلى ضرورة تبني إجراءات فورية، منها تأجيل سداد ديون "صندوق الجيل القادم" إلى أجل غير مسمى، وتوحيد الإصدارات الحالية من الديون المشتركة، وإنشاء جهة إصدار موحدة تغطي الإصدارات الجديدة.
هذه الإجراءات، وفق الخبراء، من شأنها أن تعزز سيولة سوق الأصول المقومة باليورو وخفض تكاليف الاقتراض في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى استثمارات استراتيجية في مجالات الدفاع والصناعة.
وعلى الجانب التجاري، فإن تعزيز قيمة اليورو لا يعتمد فقط على قوة الأسواق المالية، بل أيضاً على استراتيجية تجارية أوروبية طموحة. فبينما يتراجع الدور الأمريكي في سلاسل التوريد العالمية، يمكن لأوروبا توسيع تجارتها مع دول العالم، وفق ساندبو، الذي أكّد وضوح المسارات المتاحة، لكن الإرادة السياسية لا تزال غائبة.
ونختتم جولتنا بمقال لشميدت وسيلينا شو في صحيفة "نيويورك تايمز" تحت عنوان: " ديب سيك. تيمو. تيك توك. بدأت شركة تشينا تيك في المضي قدماً".
يشير المقال إلى أن الذكاء الاصطناعي أصبح جزءاً لا يتجزأ من الحياة اليومية في الصين، من روبوتات الدردشة مثل ديب سيك إلى سيارات كهربائية متطورة وخدمات توصيل بطائرات بدون طيار، موضحاً أن هذه الابتكارات لم تعد مشاهد مستقبلية، بل واقعاً حاضراً.
ويقول شميدت وشو إن هذا التقدم اللافت يؤكد أن الصين لم تعد فقط تلحق بالولايات المتحدة في سباق التكنولوجيا، بل تتفوق عليها أحياناً، خاصة في مجالات التسويق والتصنيع وتعميم الاستخدام. ومع التصعيد التجاري الأخير، يبدو أن بكين تستعد لخوض هذا السباق على المدى الطويل.
ورغم أن بداية سباق الذكاء الاصطناعي شهدت تأخراً صينياً، بحسب المقال، حيث ظهرت نماذج محلية بعد إطلاق شات جي بي تي بفارق زمني كبير، إلا أن الفجوة التقنية سرعان ما تقلّصت. فبحلول مارس/آذار الماضي، كشفت الصين عن تحديثات لنماذجها اللغوية، وُصفت بأنها منافسة أو متفوقة في بعض الجوانب على النماذج الغربية.
وتتبنى الشركات الصينية نهج الانفتاح من خلال توفير نماذجها بشكل مجاني ومفتوح المصدر، ما يتيح استخدامها وتطويرها عالميًا. مما عزز من انتشار تطبيقات مثل شين، وتيمو، وتيك توك، التي تصدرت قوائم التحميل العالمية، في وقت تتزايد فيه مخاوف الغرب من النفوذ الصيني الرقمي، وفق المقالة.
وبينما يراهن الغرب على خوارزمياته وتطبيقاته لتكرار نجاحه خلال ثورة الإنترنت، تشير الوقائع، بحسب شميدت وشو، إلى أن الصين تقترب من تكرار تجربة مماثلة – وربما التفوق فيها. فقد انتقلت خلال عقد واحد من إنتاج الهواتف المقلدة إلى تصنيع سيارات كهربائية تنافس الكبار.
وبحسب المقالة، فإن الصين تواصل الاستثمار بكثافة في الابتكار، غير عابئة بضوابط التصدير الأمريكية التي تهدف إلى كبح تقدمها في قطاع الذكاء الاصطناعي. بل إن هذه القيود، حسب بعض المراقبين، حفّزت الشركات الصينية على البحث عن بدائل أكثر كفاءة.
ومع سعي الصين إلى السيطرة على نحو 45% من التصنيع العالمي بحلول 2030، يبدو أن المنافسة المقبلة في الذكاء الاصطناعي لن تكون مجرد سباق تقني، بل معركة شاملة على النفوذ الاقتصادي والجيوسياسي. الولايات المتحدة، من جهتها، مطالبة بتسريع وتيرة الابتكار، والانفتاح في مشاركة أبحاثها، وفق الكتّاب.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
الجيش الإسرائيلي يعلن تطويق رفح وإحكام السيطرة عليها واستكمال افتتاح ممر "موراغ"
إسرائيل تعلن إستهداف قيادي في الجماعة الاسلامية الشوف وسيارة مدنية في جنوب لبنان
]]>قال رئيس اللجنة الموقتة لتسيير قطاع الصحافة والنشر، يونس مجاهد، إنه لا بد من تغيير الفلسفة المرتبطة بمجالس أخلاقيات الصحافة، فهي مؤسسات أحدثت من أجل حماية المجتمع من الانتهاكات، التي قد تنتج عن العمل الصحفي، فهي ليست مجرد تنظيمات بين-مهنية.
وأضاف، في ندوة منظمة، الجمعة 2 مايو 2025، في كلية الآداب والعلوم الإنسانية، بجامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال، "التنظيم الذاتي هو عمل مجتمعي. هناك اعتقاد سائد بأنه ربما يكون تنظيمًا بين المهنيين أنفسهم من أجل تنظيم مهنتهم فقط، واحترام أخلاقياتها، و هذا صحيح جزئيا، لكنه ليس تنظيما منغلقا داخليًا، للمهنيين فقط، هذا الاعتقاد غير صحيح".
فإذا عدنا إلى التجارب العالمية، يقول مجاهد، "سنجد أن التنظيم الذاتي لأخلاقيات الصحافة، هو تنظيم من أجل الجمهور. أخلاقيات الصحافة وُضعت للالتزام بأخلاقيات المهنة وتنظيم قواعدها، ولكن لمصلحة المجتمع. التنظيم الذاتي ليس تنظيمًا مهنيًا منغلقا، وليس جمعية، وليس نقابة، وليس هيئة مثل هيئات المحامين أو الأطباء والصيادلة... ففي التجارب العالمية إنه تنظيم من أجل المجتمع. عندما قمنا ببحث شامل حول مختلف التجارب في العديد من البلدان، وخاصة المتقدمة في الديمقراطية، وجدنا أن أغلب التنظيمات في العالم، منفتحة على الجمهور. هناك عدد من مجالس الصحافة يرأسها ممثلو الجمهور أو شخصيات ذات كفاءة وخبرة أو قضاة أو أساتذة جامعيون. إذن ليس هذا تنظيمًا من أجل المهنيين، فقط، وحصرًا عليهم".
وأكد مجاهد، أنه لا ينبغي أن يظل النقاش حول الصحافة والتحول الرقمي، مجرد نقاش بين المهنيين، أو في بعض الجامعات. هذا موضوع مجتمعي أساسي ينبغي أن ينكب عليه المجتمع، بمختلف هيئاته وتنظيماته و سلطاته التشريعية والتنفيذية والقضائية، وكذا مؤسساته الدستورية.
وأكد رئيس اللجنة المؤقتة أنه ينبغي أن نعود إلى الجامعة، إلى العقل، إلى البحث الأكاديمي والعلمي،
وفي هذا الإطار، نحن مقبلون على توقيع اتفاقية إطار مع وزارة التعليم العالي، تتضمن عدة محاور؛ من ضمنها التعاون في تبادل الخبرات والإنتاج العلمي، وتشجيع القراءة، وأهمية انفتاح الصحافة على ما يحصل في الكليات والمعاهد العمومية.
وأضاف "هدفنا هو ربط العمل الصحفي وتكوين الصحفي بالعمل الجامعي، ونعتبر أن من بين المحاور التي ينبغي أن تسير فيها الصحافة في المغرب، هو أن تعود بشكل أكبر إلى الفضاء الجامعي. لا بد أن تنفتح الصحافة على الجامعة، لأن الجامعة تتوفر على كنز من المعلومات والمعطيات والتحاليل والدراسات، وفيها خبرات وأساتذة".
وقال مجاهد "كلما زرت أي جامعة أو كلية، ووقفت على الإنتاج العلمي الذي تنتجه هذه الجامعات والأساتذة، أقف مشدوهًا وأعتبر أن هناك تقصيرًا – وقلت ذلك في عدة مقالات – من الصحافة في انفتاحها على الجامعة. لكن الجامعة أيضًا لها مسؤولية؛ لا بد أن تنفتح أكثر على الصحافة، ولا بد أن تكون لها سياسة تواصلية أكبر مما هي عليه الآن. لأننا نعتبر أن المعلومة التي ينبغي أن تصل إلى المجتمع، يجب أن تكون معلومة علمية، قائمة على البحث والدراسة والخبرة".
وتجدر الإشارة إلى أن الندوة المشار إليها، تتواصل خلال يومين، حول "الإعلام والقانون، التحديات والفرص في العصر الرقمي"، بمشاركة أكاديميين وخبراء مغاربة و أجانب.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
]]>في اليوم العالمي لحرية الصحافة، يواصل الإعلاميون الفلسطينيون بقطاع غزة أداء واجبهم المهني والإنساني بنقل جرائم الإبادة التي ترتكبها إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، رغم الاستهداف المباشر الذي يتعرضون له بالقصف والقنص والاعتقال.
يأتي ذلك وسط صمت المجتمع الدولي والمؤسسات العالمية المعنية بحقوق الصحفيين، الأمر الذي اعتبرته مؤسسات حكومية وحقوقية تشجيعا لإسرائيل على مواصلة جرائمها.
إسرائيل قتلت منذ بدء الإبادة 212 صحفيا فلسطينيا بينهم 13 صحفية، وفق المكتب الإعلامي الحكومي في عمليات قال إنها “اغتيال” مباشر لهم.
هذا العدد هو “الأعلى في العالم منذ بدء الإحصاء للقتلى الصحفيين في العام 1992″، وفق ما أكده بيان للمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان في 26 أبريل/ نيسان الماضي.
ودائما ما تندد مراكز حقوقية ومؤسسات أممية بالاستهداف المتواصل للصحفيين بغزة دون اتخاذ إجراءات تحول دون استهدافهم وتمنحهم حقهم في حرية الصحافة.
ويوافق 3 مايو/ أيار من كل عام اليوم العالمي لحرية الصحافة، بموجب قرار من الأمم المتحدة في 20 ديسمبر/ كانون الأول 1993.
وأسوة بنحو 2.4 مليون فلسطيني في القطاع المحاصر إسرائيليا منذ 18 عاما، يواجه الصحفيون بغزة وعائلاتهم مخاطر كبيرة بدءا من الاستهداف والقتل مرورا بالاعتقال وصولا للمعاناة اليومية من حصار وتجويع وتعطيش وصعوبة في الوصول للحق في العلاج.
وفي 18 أبريل الماضي، استنكر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان صمت مؤسسات صحفية دولية حيال مقتل صحفيين، واستنكر صمت مدافعين عن حقوق الإنسان إزاء مقتل أطفال في غزة على يد إسرائيل.
واستهجن، في كلمة ألقاها خلال اجتماع مجموعة البرلمانات الداعمة لفلسطين، الذي عقد في إسطنبول، لا مبالاة المتشدقين بالحرية والحقوق والقانون وحرية الصحافة إزاء سياسة المجازر الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من 18 شهرا.
حتى 25 أبريل الماضي، قتل الجيش الإسرائيلي 212 صحفيا في مناطق مختلفة من قطاع غزة ضمن جرائم الإبادة التي يواصل ارتكابها بحق المدنيين.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة في بيان آنذاك، إن عدد الشهداء الصحفيين ارتفع منذ 7 أكتوبر 2023 إلى 212.
بدوره، قال مدير عام المكتب إسماعيل الثوابتة، بحديثه للأناضول، إن الصحفيين المستهدفين إما “محليون أو مراسلو وكالات أنباء أو مراسلو قنوات فضائية دولية”.
وذكر الثوابتة أن إسرائيل أصابت منذ بدء الإبادة نحو 409 صحفيين وإعلاميين واعتقلت 48 آخرين، واغتالت 21 ناشطا إعلاميا مؤثرا عبر الإعلام الاجتماعي.
وذكر أن عدد أسر الصحفيين التي اغتالتها إسرائيل بلغت 28 عائلة منذ بدء الإبادة، لافتا إلى أن إسرائيل دمرت 44 منزلا لصحفيين بشكل كلي أو جزئي.
واعتبر استهداف قوات الاحتلال للصحفيين في قطاع غزة “جريمة ممنهجة ترتقي إلى جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية”.
وأكد أن هذه الجرائم “تكشف عن نية إسرائيلية متعمدة لإسكات صوت الحقيقة ومنع توثيق جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي التي تُرتكب بحق المدنيين الفلسطينيين”.
واعتبر الثوابتة قتل إسرائيل عشرات الصحفيين وقصف المقرات الإعلامية وتقييد حركة التغطية “انتهاكا صارخا لاتفاقيات جنيف والقانون الدولي الإنساني، الذي ينص بوضوح على وجوب حماية الطواقم الصحفية أثناء النزاعات المسلحة”.
ولفت إلى أن هذا “السلوك العدواني الذي تمارسه إسرائيل جزءا من حرب شاملة لا تستثني حتى حملة الكاميرا والقلم”.
ودعا “المنظمات الدولية المعنية بحرية الصحافة وحقوق الإنسان، وفي مقدمتها الأمم المتحدة، ومجلس حقوق الإنسان، ومنظمة مراسلون بلا حدود، إلى التحرك العاجل والفاعل لوقف استهداف الصحفيين الفلسطينيين، وفتح تحقيقات دولية مستقلة في هذه الجرائم، ومحاسبة مرتكبيها أمام المحاكم الدولية”.
وطالب بتوفير حماية دولية فورية “للطواقم الإعلامية العاملة في مناطق النزاع، وضمان حرية التغطية، والعمل على كسر الحصار الإعلامي المفروض على غزة”.
وأشار المسؤول الفلسطيني إلى أن استمرار صمت المجتمع الدولي أمام هذه الجرائم “يشكل غطاءً ضمنيًا لاستمرارها، بما يهدد القيم الإنسانية العالمية”.
قال الثوابتة إن القطاع الإعلامي تكبد خسائر أولية مبدئية تقدر بنحو 400 مليون دولار جراء الإبادة المتواصلة منذ أكثر من 19 شهرا.
وأكمل: “هذه الخسائر التقديرية الأولية المباشرة، تشمل تدمير مقرات عمل المؤسسات الإعلامية وفروعها المختلفة وأدواتها ومستلزماتها من فضائيات وإذاعات ووكالات إخبارية ومراكز إعلامية تدريبية”.
وأوضح أن عدد المؤسسات الصحفية (الورقية) التي تعرضت للتدمير بشكل كلي أو جزئي بلغ 12 مقرا، فيما تعرضت 23 مؤسسة رقمية للتدمير الكلي أو الجزئي.
وذكر أن 11 مؤسسة إذاعية ومقرات 16 فضائية بينهم 4 محلية و12 مقراتها بالخارج، تعرضت للتدمير الكلي أو الجزئي.
في السياق، أشار الثوابتة إلى أن 5 مطابع كبرى و22 مطبعة صغيرة تعرضت للتدمير الكلي أو الجزئي منذ بدء الإبادة.
كما قال إن 5 مؤسسات نقابية مهنية وحقوقية معنية بحرية الصحافة تعرضت للتدمير الكلي أو الجزئي.
وأكد على أن 143 مؤسسة إعلامية مختلفة تواصل عملها في القطاع رغم الإبادة والقتل.
ومن أبرز المؤسسات المحلية التي تم تدميرها، وفق الثوابتة: “مقرات قناة وإذاعة الأقصى، ومقر وكالة شهاب للأنباء، ومقر وكالة الصحافة الفلسطينية (صفا)، و مقرا وكالة وإذاعة الرأي الفلسطينية، ومقر وكالة فلسطين اليوم، ومقر قناة القدس اليوم، ومقر قناة فلسطين اليوم، ومقر إذاعة القدس”.
ومن أبرز المؤسسات العربية والإقليمية المستهدفة، قال الثوابتة إن الجيش دمر “مقر قناة الغد الفضائية، ومقر قناة الجزيرة مباشر، ومقر قناة العالم الفضائية، ومقر قناة المسيرة الفضائية، ومقر قناة المنار الفضائية”.
إلى جانب ذلك، ذكر الثوابتة أسماء أبرز المقرات الإعلامية العالمية المستهدفة ومنها “مقر إذاعة مونت كارلو (برج بث)، و مقر CNN (برج بث)، ومقر وكالة APA”.
كما استهدف الجيش الإسرائيلي منذ بدء الإبادة “سيارات البث التابعة للمؤسسات الإعلامية وأجهزة البث وعشرات الكاميرات وسيارات تابعة للصحفيين ووسائل الإعلام وعليها شارة press”، وفق الثوابتة.
وفي تعقيبه على اليوم العالمي لحرية الصحافة، قال الثوابتة: “الحديث عن حرية الإعلام يبقى بلا معنى إذا استمر الصمت الدولي على جرائم قتل الصحفيين واستهدافهم الممنهج”.
وتابع: “نقول للعالم إن حرية الصحافة لا تقاس بالخطب أو البيانات، بل بمدى القدرة على حماية الصحفيين ومنحهم حرية التغطية”.
في 26 أبريل، قال المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان إن إسرائيل تتعمد قتل الصحفيين بغزة بهدف ترهيبهم ومنعهم من نقل الحقيقة ووقائع الإبادة الجماعية.
وأضاف المركز (مستقل) في بيان أن “استمرار استهداف وقتل الصحفيين بشكل متصاعد يظهر بما لا يدع مجالا للشك أن القتل عمدي ومقصود بهدف ترهيبهم وتخويفهم ومنعهم من نقل الحقيقة للعالم وتغييب نقل وقائع الإبادة ضد المدنيين بغزة”.
وذكر المركز الحقوقي أن الغالبية العظمى من الصحفيين قُتلوا خلال “غارات جوية، سواء من الطائرات الحربية أو طائرات الاستطلاع، بينما قتل آخرون جراء إطلاق النار عليهم من قناصة”.
وعد القتل العمد للصحفيين “جريمة حرب تقع ضمن اختصاص المحكمة الجنائية الدولية، وفقًا للمادة 8 من نظام روما الأساسي المنشئ للمحكمة”.
وأكد المركز على أن حرية الصحافة والتعبير مكفولة وفقا للقانون الدولي لحقوق الإنسان، خاصة المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمادة 19 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، بحسب البيان.
وحذر من أن استمرار إفلات إسرائيل من العقاب “يشجعها على ارتكاب المزيد من الجرائم بحق الصحفيين وعائلاتهم بلا رادع”.
وطالب المركز، المجتمع الدولي بـ”توفير حماية دولية للمدنيات والمدنيين بغزة”، داعيا المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان لـ”التسريع باتخاذ إجراءات عملية لإنجاز التحقيق بالجرائم المرتكبة على إقليم دولة فلسطين، بما فيها جرائم قتل الصحفيين، الذين يدفعون حياتهم ثمنًا لإظهار الحقيقية”.
وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 170 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
]]>في مقهى صغير دافئ وسط العاصمة دمشق، تتذكر الصحفية الشابة، زينة شهلا، جلسة التحقيق معها عندما اعتقلت في فرع فلسطين في دمشق قبل أكثر من عشر سنوات.هناك، فوجئت زينة بتفاصيل حياتها الخاصة مرصوصة في صفحات مجلد كبير على طاولة المحقق، "كانت مكالماتي الهاتفية مفرغة بالكلمة والحرف بمجلد بهذا الحجم"، تقول لي مباعدةً بين كفيها. منذ ذلك اليوم، تتابع، باتت تشعر بوجود رقيب قابع فوق رأسها يقرأ كل كلمة تكتبها. وتعلق "كنت أفكر إذا كان عنصر الأمن يقرأ الآن ماذا ستكون ردة فعله؟".
اليوم ودون أن يبدو عليها خوف ولا ارتباك، تحكي شهلا قصتها أمام الكاميرا في مقهى عام وسط دمشق، وهو مشهد كان أقرب للمستحيل قبل سقوط النظام في الثامن من ديسمبر/كانون الأول الماضي.
بانهيار النظام انهارت القيود الصارمة التي فرضها على الإعلام، وتدفق الصحفيون الدوليون عبر الحدود المفتوحة، وعاد إعلاميون سوريون كثر من المنفى، وتقاطعت لغات ولهجات متنوعة في ساحة الأمويين حيث انتشرت عربات البث المباشر التلفزيونية في كل مكان.
لكن بعد قرابة خمسة أشهر من تلك اللحظة الفارقة في تاريخ سوريا، لم يعد المشهد الإعلامي بالاحتفالية ذاتها، واختلفت تجارب الإعلاميين السوريين الذين تواصلتُ معهم، بين متفائل وخائف أوتاركٍ للبلاد. فهل كانت تلك الحرية مجرّد حالة مؤقتة نتجت عن الفوضى التي صاحبها تحولٌ سياسيٌ كبير؟
"كانت تجربة جديدة تماماً بالنسبة لي كصحفي، فيها حرية مطلقة"، يقول ملاذ الزعبي، الصحفي والكاتب السوري، مضيفاً: "لكنها كانت ناتجة عن غياب سلطات جديدة متمكنة، أو عن غياب تنظيم للعمل الإعلامي". يؤكد الزعبي أنه تمكّن من العمل "بسقفٍ عالٍ جداً ومن دون خوف، لعدة أسابيع" - خلال زيارتين متتاليتين إلى دمشق عقب سقوط النظام.
يتذكر ملاذ فترة عمله في سوريا عقب اندلاع الاحتجاجات في 2011، فرغم أن "سقف الحرية ارتفع قليلاً حينها، إلا أن التعبير عن بعض المواضيع بقي خطيراً"، على حد تعبيره، ولذلك بدأ يكتب مقالات ساخرة وتعاون مع جهات إعلامية دولية باسم مستعار.
حتى العام الماضي، كانت سوريا تعد من أخطر الدول للعمل الصحفي، ووصلت للمرتبة ما قبل الأخيرة، بعد إريتريا، في مؤشر حرية الصحافة العالمي، وفقاً لمنظمة مراسلون بلا حدود.
يعلّق على ذلك جوناثان داغر، مدير مكتب الشرق الأوسط لمنظمة صحفيون بلا حدود بأن "الحريات الإعلامية كانت شبه منعدمة" في البلاد، وقد تعرّض الصحفيون للقتل والتعذيب والإخفاء القسري "تحديداً في مناطق نفوذ نظام الأسد".
واتهمت المنظمة في بيان سابق حكومة الأسد وحلفاءها بقتل181 صحفياً في سنوات الحرب الأهلية سواء بالاستهداف المباشر أو تحت التعذيب في السجون، بحسب داغر. كما اتهمت فصائل أخرى مثل تنظيم داعش وهيئة تحرير الشام بارتكاب جرائم بحق صحفيين.
لكنّ الخوف والهاجس الأمني اللذَيْنِ لازما الصحفيين لعقود، لم يمنعا كثيرين من العمل والتأقلم مع المزاج المتغير للتعاطي الحكومي مع الإعلام ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة الدولة. بالنسبة إلى كثيرين، كانت الخطوط الحمراء مبهمة ومؤشر المسموح والممنوع يتأرجح وفقاً لميزان القوة العسكرية على الأرض.
يصف مدير إذاعة "شام أف إم"، سامر يوسف، الفترة بين2011 و 2014 بـ"الفترة الذهبية" بالنسبة للإذاعة المحلية الخاصة: "كان سقف الحرية عالياً، كنا قادرين أن نقول كل شيء، نستضيف معارضين للحكم، وكانوا يتهجمون على قوات الأمن على الهواء، وكنا نغطي الاحتجاجات"، يتذكر يوسف، "لكن لاحقاً عندما شعر النظام أن الأمور استقرت وشارف على الانتصار - بدأت تزداد الضغوط وتكثر الخطوط الحمراء، وانخفضت سقوف الحرية".
كحال البلاد، انقسم المشهد الإعلامي في سوريا منذ اندلاع الاحتجاجات في عام 2011. فبينما عمل صحفيون تحت الرقابة الشديدة للسلطات، وعمل آخرون وفقاً لأجندتها، برزت أسماء كثيرة على المنقلَب الآخر للوطن، سواء في مناطق التمرد ضمن العاصمة أو المدن التي أعلنت لاحقاً استقلالها عن نظام الحكم.
جريدة "عنب بلدي" رأت النور للمرة الأولى على يد مجموعة من الصحفيين الهواة من مدينة داريا غربي العاصمة دمشق، بعد عام على اندلاع الثورة ووسط مواجهات وأحداث عنف قاسية خيمت على محيط العاصمة.
يصف مدير تحرير الجريدة، علي عيد، بأن "عنب بلدي" خرجت "من رحم قضية الدفاع عن الحرية والمظلومين وكانت مواضيعها تركز على هموم الناس."مع تصاعد العنف، اضطر الفريق للعمل من لبنان ثم تركيا، لكنه عاد إلى سوريا بعد انهيار نظام الأسد، واتخذ مقراً جديداً للجريدة يطل على القسم المدمَّر من داريا. في إحدى زوايا المكتب، تكدست النسخ الورقية للصحيفة المطبوعة في دمشق، للمرة الأولى بعد سنوات طويلة. يعلّق عيد على تجربة صحيفته بالقول إن "الصحيفة تطورت لكنها حافظت على المفهوم الأساسي ولم تتخلَّ عن استقلاليتها".
كفريق عنب بلدي، عاد العديد من المواطنين الصحفيين والناشطين الإعلاميين الذين واكبوا اندلاع الاحتجاجات وامتدادها على مستوى البلاد. وباتوا اليوم مقترنين بالوجه الإعلامي الجديد لسوريا، غالباً ما يظهرون في محيط الدائرة الضيقة للسلطات الجديدة، ويرافقون قوات الأمن في عمليات المداهمة والاعتقالات التي تشنها بين وقت وآخر.
أحد هؤلاء الصحفيين ظهر في مشهد أثار استهجاناً بين روّاد شبكات التواصل الاجتماعي منتصف فبراير/شباط، أثناء مواكبته حملة للقوى الأمنية على موقع وصف بمقبرة جماعية في ريف دمشق، عندما رفع أمام الكاميرا ما قال إنه عظمة بشرية لجثة مدفونة هناك. كذلك تداول ناشطون وصانعو محتوى فيديوهاتٍ عديدةً من المعتقلات السابقة والمراكز الأمنية - نشروا خلالها وثائق خاصة بالضحايا المغيبين قسرياً وأظهروا بطاقاتهم الشخصية. أثارت هذه السلوكيات انتقادات في الأوساط الإعلامية السورية حول معايير العمل الصحفي اليوم.
يصف الزعبي المشهد الإعلامي اليوم في سوريا بـ"العبثي إلى حدٍ ما" سواء كان الأمر يتعلق بالمواطنين الصحفيين أو محترفين يعملون مع وسائل إعلامية كبيرة، على حد تعبيره. ويتابع أن المواطنين الصحفيين، خاصة المقربين من السلطات، يرتكبون ما يصفه بـ"الكوارث" في ما يتعلق بالتعامل مع "مناطق القبور الجماعية والمعتقلات واحترام مشاعر أهل الضحايا".
من جهتها، تعزو شهلا ذلك إلى ما تصفه بـ"قلة الخبرة" بتوثيق كل تلك الانتهاكات التي برزت على السطح عقب سقوط الحكم. وتضيف أن "التدريبات التي يتلقاها الصحفيون للتعامل مع هذه الأمور قليلة "لذلك، ليست هناك الخبرة اللازمة لتغطية قضايا كفتح السجون، ولقاءات مع ضحايا ناجين، ومعتقلين سابقين".
تجارب مختلفة وتجاذبات سياسية تعيد تشكيل المشهد الإعلامي السوري اليوم.. فبينما يتفرد بعض الإعلاميين في كثير من الأوقات بنقل وجهة نظر الإدارة الجديدة، يعبّر صحفيون آخرون، تحدثت إليهم بي بي سي، ممن عملوا لسنوات طويلة في الإعلام في المناطق التي كانت خاضعة لسيطرة الحكومة - عن إحباطهم بسبب ما وصفوه بـ"إقصاء" يشعرون أنه يمارَس ضدهم، خاصة عندما يتعلق الأمر بهذا النوع من التغطيات الميدانية.
تصف مراسلة لصحيفة عربية، فضّلت عدم ذكر اسمها، الحصول على المعلومة بـ"المهمة الصعبة" اليوم، مشيرة إلى أن الأمر مرتبط بتفضيلات لـ"صحفيين معينين". وتتابع الصحفية الشابة أنها غالباً ما تلجأ لطلب مساعدة من صديق في إدلب للحصول على معلومات تحتاجها. كذلك، تقول الصحفية إن تفاعل الناس مع الإعلام اختلف أيضاً، " فالناس باتت أكثر خوفاً من الحديث للإعلام" - مشيرةً إلى أن "هذا الخوف لم يكن موجوداً في الأسابيع الأولى لسقوط النظام، لكنه ازداد بشكل كبير بعد مجازر الساحل، حتى بين المؤيدين للنظام الحالي".
مجازر الساحل وضيق الهوامش
يبدو أن الأحداث الدموية التي شهدها الساحل السوري في شهر مارس/آذار الماضي شكّلت منعطفاً في أسلوب تعاطي الإدارة السورية الجديدة مع الحريات الإعلامية، كما ظهرت بوادر انقسام بين السرديات التي تناولت تلك الأحداث. إذ يروي مراسل وسيلة إعلام عربية، فضّل عدم الكشف عن اسمه، أنه تلقى اتصالاً هاتفياً من مسؤول شؤون الصحفيين في وزارة الإعلام، سأله فيه عن مدى ثقته بالمعلومات التي ينشرها حول المجازر على صفحات التواصل الاجتماعي. ويتابع "صار يقول لي أين كنتم عندما كنا نُقصف (في إدلب)؟" - في إشارة لقصف القوات الحكومية السورية وحلفائها الروس للمدينة. ويضيف "بعدها قال لي بوضوح لا تنشر أي شيء على صفحتك بعد الآن".
قبيل ذلك تحدث إعلاميون يوصفون بالمقربين من السلطات السابقة عن تعرضهم لمضايقات وضغوطات مشابهة انتهت بالاستحواذ على مكاتبهم وحساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي.
يروي لنا يوسف، مدير "شام أف أم" كيف تعرّض بدوره لمضايقات على خلفية نشر بعض الأخبار، عقب سقوط النظام واستلام حكومة تسيير الأعمال زمام الأمور في البلاد. يقول: "يبدو أنه كان هناك خطاب معين وكليشيهات جاهزة كان على كل من يعمل بالإعلام بسوريا أن يتبناها"، ويضيف: "لم أستطع. ناقشت كثيراً، وقلت لـ (موظفي وزارة الإعلام) إنه بهذه الطريقة سنخسر كل متابعي الإذاعة. طلبت أن نغيّر اللغة، لكنهم رفضوا، ووصلنا إلى طريق مسدود".
قدم فريق الإذاعة استقالات جماعية، بحسب يوسف الذي غادر بدوره البلاد، وتابعت الإذاعة بثها بفريق جديد.
بحسب منظمة مراسلون بلا حدود، تم بالفعل تسجيل حالات "تضييق وإقصاء لبعض الصحفيين واعتداء جسدي ولفظي، وملاحظات تُعطَى للصحفيين بهدف التضييق عليهم وقمعهم وفرض الرقابة الذاتية". ويضيف داغر، مدير مكتب الشرق الأوسط للمنظمة أن "حرية الصحافة ستكون الملف الأساسي الذي سيحدد مصداقية وشرعية الإدارة الجديدة".
في نهاية مارس/آذار الماضي شُكّلت الحكومة السورية الجديدة، وعُين وزير جديد للإعلام. وأعلن الوزير حمزة المصطفى عبر صفحته على فيسبوك عن حاجة سوريا إلى "مدونة أخلاقيات موسعة وتفصيلية تشارك في صياغتها مؤسسات إعلامية ونقابات وقوى اجتماعية مختلفة، قبل أن تقرها الدولة مرجعية قانونية لضبط الخطاب الإعلامي والسياسي، وتوضيح الحدود الفاصلة بين حرية التعبير، التي يجب أن تكون مكفولة، والفوضى". وأضاف أن الوزارة بصدد وضع استراتيجيات وأدوات مختلفة سترى النور قريباً.
وفي حين يتفق صحفيون سوريون على ضرورة وضع أطر مهنية تحدّ من خطاب الكراهية وتكفل حرية التعبير، يتخوف آخرون من أن تتحول تلك الإجراءات لوسيلة جديدة للقمع.
وإلى أن تتبلور تلك المرجعية القانونية المنتظرة، سألت الصحفيين الذين التقيتهم إن كانوا يشعرون بأنهم أحرار اليوم؟
بادر الزعبي للإجابة بـ"نعم،" واستطرد "أنا أشعر أنني أكثر حرية لكن لست متأكداً إلى متى" سيستمر ذلك. أما الصحفي الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه فقال إنه كان يكتب بحرية، في الشهرين اللذين أعقبا سقوط النظام "لكنني عدت الآن لإخفاء اسمي"، كما كان الحال أيام حكم الأسد.
وقالت شهلا إنها لا تزال تتساءل عن "الخطوط الحمراء" في ما تكتبه، مضيفة: "ربما لا أعتبر نفسي صحفية حرة تماماً بعد، فالأمر يحتاج إلى وقت". وتتابع بنبرة متفائلة: "أتمنى إن التقينا بعد سنة أو سنتين أن أقول لك: نعم، أنا صحفية حرة".
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا
طالب رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عبّاس، حركة حماس بإطلاق سراح الرهائن لـ "سد الذرائع" أمام إسرائيل التي تواصل قصفها وعملياتها العسكرية في قطاع غزة. واستخدم عبّاس في كلمته خلال افتتاح أعمال الدورة الـ 32 للمجلس المركزي الفلسطيني في رام الله، الأربعاء، تعبيراً وصف بالجارح غداة مخاطبته حركة حماس.
وطالب عبّاس، حماس بتسليم الرهينة الأمريكي، عيدان ألكسندر، المحتجز في قطاع غزة منذ هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأثار استخدام التعبير، الذي اعتبر جارحا، جدلاً واسعا على منصات التواصل الاجتماعي، خاصّة وأنه تعبير عامّي قلّما يخرج من شخصيات سياسية، أو خلال خطابات رسمية. وقال أحد المستخدمين على منصة إكس، إن تسمية محمود عبّاس لـ "شركائه في الوطن" بهذه التسمية، تعني أنه قد آن أوان تنحيه عن السلطة.
و رأى مستخدم آخر أن انتقاد "تشبث حماس بالسلطة" في غزة أمر ضروري.
وأبدى المستخدم استغرابه من استنفار حسابات من وصفهم بـ "الإخوان" على منصات التواصل الاجتماعي، يقصد الإخوان المسلمين، عقب كلمات أبو مازن "الجارحة" بحق حماس، فالحركة برأيه ليست رمزاً دينياً، بل "منظمة سياسية ارتكبت خطأ فادحاً".
ووصف عبّاس ما يتعرض له "الشعب الفلسطيني بالنكبة الجديدة التي تهدد وجوده"، متهماً حماس بمنح إسرائيل ذريعة "لارتكاب جرائم في قطاع غزة". وأضاف: "أنا من يدفع الثمن، وشعبنا هو من يدفع الثمن".
وشدد في خطابه على ضرورة أن تتحاور حماس مع السلطة الفلسطينية بدلاً من الولايات المتحدة الأمريكية، قائلاً إن "العالم ظالم وأمريكا ظالمة".
وأشار مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي إلى ما وصفوها بـ "ممارسات الاحتلال في الضفة الغربية"، وتساءلوا عن "الذرائع" التي لدى إسرائيل في الضفة الغربية، حيث "لا أنفاق، ولا رهائن، ولا صواريخ".وطرح عبّاس في كلمته أربع أولويات للقيادة الفلسطينية في هذه المرحلة؛ وهي "وقف الحرب على غزة وانسحاب الجيش الإسرائيلي، ورفع الحصار عن القطاع وضمان تدفق المساعدات الإنسانية، ومنع تهجير السكان وتثبيتهم في أرضهم، وحماية القضية الفلسطينية على المستوى الدولي والعمل وفق الشرعية الدولية".
وأكد على أن الفلسطينيين يسعون إلى السلام العادل، ويطالبون بحقوقهم المعترف بها دولياً، مشيراً إلى أن أهالي غزة "باقون ويرفضون هجرة أبنائهم عن الوطن".
تشكيلات عسكريّة معقدة: ماذا نعرف عن الفصائل الفلسطينية المسلحة في الضفة؟
واتهم عبّاس حركة حماس بارتكاب "نكبة الانقلاب"، في إشارة إلى سيطرة الحركة على غزة في العام 2007 بعد الإطاحة بحكم السلطة الفلسطينية في القطاع.
وأضاف أن حماس "ألحقت أضراراً بالغة بالقضية الفلسطينية ووفرت للاحتلال ذرائع مجانية لمؤامراته وجرائمه في الضفة وغزة"، على حدّ تعبيره.
واتهم عبّاس كذلك الولايات المتحدة وإسرائيل بـ "محاولات محمومة لتصفية الشعب الفلسطيني في قطاع غزة عبر الترويج للتهجير القسري أو الطوعي".
لماذا تجدد تبادل الاتهامات بين الرئاسة الفلسطينية وحركة حماس ؟
وبدأ المجلس المركزي الفلسطيني، وهو هيئة تشريعية عليا في النظام السياسي الفلسطيني، اجتماعاً الأربعاء، يستمر ليومين، ومن المتوقع أن يتم خلاله استحداث منصب نائب رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
ولم تردّ حركة حماس بشكل رسمي على انعقاد المجلس، أو على تصريحات عبّاس، لكن القيادي في الحركة، باسم نعيم، شنّ هجوماً لاذعاً عبر صفحته على فيسبوك، واصفاً الاجتماع بـ " المغتصب لشرعية قيادة الشعب الفلسطيني".
وانتقد نعيم وصف عبّاس "جزءاً كبيراً من الشعب الفلسطيني بألفاظ نابية"، متهماً إياه "بتحميل الشعب الفلسطيني مسؤولية جرائم الاحتلال وعدوانه المستمر"، على حدّ تعبيره.
ولطالما شهدت العلاقات بين حركة فتح برئاسة عبّاس وحركة حماس توتراً في ظل وجود انقسامات سياسية عميقة.
ويتّهم عبّاس حركة حماس بتقويض الوحدة الفلسطينية، بينما تنتقد حماس عبّاس وتتهمه بالتعاون مع إسرائيل وقمع المعارضة في الضفة الغربية المحتلة.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
]]>أُعلن صباح الأربعاء عن وفاة الإعلامي السوري صبحي عطري عن عمر ناهز 48 عاماً، إثر ذبحة صدرية مفاجئة أثناء وجوده في ألمانيا في زيارة قصيرة.ووفقاً لما أكده مقربون منه، تأخر الإعلان حتى تم إبلاغ والدته.شهد الإعلان تفاعلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تصدر خبر الوفاة قوائم اهتمامات رواد المواقع في عدد من الدول العربية، متحولاً إلى محور نقاش واستعادة لأرشيف عطري التلفزيوني ومقاطع من مقابلته الأخيرة التي بدت أقرب إلى شهادة شخصية عن حياة مهنية قيد الانتهاء.
ظهوره الأخير كان مع الإعلامية هبة الحيدري. كان اللقاء طويلاً، وبُنيت فكرته على استعراض مسيرته المهنية، لكن نهايته المبكرة أعطته بُعداً مختلفاً.
في وقت سابق، نشر عطري مقطعاً من المقابلة عبر صفحاته على وسائل التواصل الاجتماعي، وكتب معلقاً: "يمكن لأول مرة بسرد بالحديث عن حالي... لأنني كنت حابب في هذا اللقاء أحكي عن أشياء صارت معي في حياتي، التي لم تكن سهلة. عسى أن يستفيد من يسمع من تجربة إنسانية وحياتية مررت بها بكل مشاعرها المتضاربة التي شكلت شخصاً اسمه صبحي عطري".
في الحلقة التي بثتها قناة المشهد، روى عطري كيف غادر سوريا لتفادي الخدمة العسكرية، متجهاً إلى الإمارات، ثم إلى مصر، حيث بدأ أولى خطواته الإعلامية بمحاولة لقاء مع الفنان الراحل كمال الشناوي.
"طرقت بابه دون موعد، وقلت له: أريد إجراء مقابلة. لم أكن أعرف أين ستُنشر. فقط أردت أن أبدأ"، قال.
نجح في إنجاز اللقاء، وعاد إلى دبي باحثاً عن جهة تنشره. وبعد محاولات عدة، نشرته مجلة "دبي الثقافية"، وكانت تلك نقطة الانطلاق، كما وصفها، إذ سمحت له ببناء ملفه المهني تدريجياً.
بعد سنوات من الكتابة الصحفية، تعرض عطري لأزمة فقدان عمله إثر إغلاق الشركة التي كان يعمل بها. قَبِل وظيفة في متجر لبيع الأحذية، لكنه لم يستمر فيها طويلاً، إذ سرعان ما انضم إلى شبكة روتانا.
كانت تلك بداية التحول، إذ التحق بشبكة القنوات كمقدم، ومن هناك صعد اسمه تدريجياً حتى أصبح وجهاً مألوفاً على شاشة MBC وبرامجها الفنية.
تلقّى عدد من نجوم الفن والإعلام خبر وفاة صبحي عطري بكلمات نُشرت عبر حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، عبّروا فيها عن صدمتهم برحيله.
كتبت الفنانة هيفاء وهبي: "ربنا يرحم الإعلامي الخلوق وصاحب الابتسامة الدائمة".
فيما قالت إليسا: "كان مثالاً للرقي والروح الطيبة... حضوره على الشاشة كان خفيفاً وقريباً من القلب".
الفنانة ديانا حداد أشارت إلى خسارة الوسط الإعلامي لشخصية بارزة، قائلة إننا "سنفتقد بصمته ووجوده".
أما الحساب الرسمي لبرنامج ET بالعربي، الذي كان أحد أبرز وجوهه، فقد نشر: "في خبر حزين وقاسٍ على فريق ET بالعربي ومجموعة كاريزما للإعلام، ننعى زميلنا العزيز صبحي عطري. رحم الله صبحي وألهمنا جميعاً الصبر والسلوان".
أدار عطري علاقاته الإعلامية مع النجوم بقدر عالٍ من الخصوصية. حين سئل عن صداقته بالفنانة شيرين عبد الوهاب، قال: "نعم، كانت تلجأ إليّ لأنها تشعر بالأمان. كانت تعرف أني لن أُسرب شيئاً لا تريده أن يُقال".
كان وجهاً ثابتاً في برنامج "تريندينغ" على ام بي سي، ومراسلاً في "ET بالعربي"، إلى جانب مشاركته في فعاليات عربية كبرى كان آخرها تقديمه السجادة البنفسجية في حفل "جوي أووردز" في العاصمة السعودية الرياض.
لكن توقُّف برامجه مؤخراً جعله يراجع موقعه المهني. قال في اللقاء: "لم أُخذل من القنوات، لكن ما عُرض عليّ لم يكن الخطوة التالية التي أبحث عنها".
في المقابلة نفسها، كشف عطري عن عمله على مشروع برنامج جديد، لم تتضح تفاصيله بعد. وتحدث عن تجربة تمثيلية في مسلسل لم يُعرض.
بدا عليه التوتر، بحسب هبة الحيدري، التي قالت لبي بي سي عربي: "منذ توقف برنامجه، شعر أنه لا يفعل شيئاً مهماً. حتى دخول التمثيل لم يكتمل".
وأضافت: "كان كتوماً، لا يشارك همومه. تحدثنا طويلاً بعد انتهاء التصوير. كان صريحاً جداً، ومتوتراً من تراجع الصحافة الفنية".
تصف الحيدري اختيار توقيت المقابلة بأنه جاء صدفة، رغم أنه كان مخطَّطاً منذ مدة. "كان يجب أن تكون في الموسم الأول. لكنها تأجلت، وكأن القدر أراد أن تُعرض قبل وفاته بأيام، لتكون آخر مساحة يتحدث فيها صبحي عن نفسه كما هو".
وأضافت: "كان يتصرف على سجيّته، وهذا ما قاله لي أيضاً. هو لا يرتب الأمور، بل يعتمد على العفوية. كان يقول: لما أترك عفويتي تشتغل، بيطلع اللقاء أحلى".
امتدت مسيرة صبحي عطري لأكثر من عقدين، تنقل خلالها بين الصحافة المكتوبة والتلفزيون.
كتب في مجلات عدة منها "زهرة الخليج" و"إنفنتي"، وعمل في قنوات مثل "روتانا خليجية" و"إل بي سي" و"دي إم تي في".
قدّم أكثر من 2500 ساعة بث، وأجرى قرابة 3000 مقابلة، وشارك في تغطية مهرجانات فنية كبرى، مثل مهرجان البحر الأحمر السينمائي، وحفل "جوي" في الرياض. كما شارك على خشبة المسرح في أعمال محدودة، وأصدر كتاباً بعنوان "سفينة روح" عام 2017.
أُعلن عن وفاته صباح الأربعاء بعد التواصل مع والدته. وقالت الحيدري: "كانت تزوره في الإمارات، ولم تكن تعرف أنه توفي. انتظرنا حتى أُبلغت والدته، ثم أعلنا الخبر".
وكان خال الإعلامي الراحل سمير أسعد قد نشر عبر حسابه على منصة فيسبوك نعياً قال فيه إن ابن شقيقته رحل جراء "ذبحة صدرية"، إلا أنه عاد وحذف التدوينة في وقت لاحق.
أمر قاض فيدرالي في واشنطن، الثلاثاء، إدارة الرئيس دونالد ترمب بالتراجع عن سعيها لإغلاق وسائل إعلام حكومية موجّهة للجمهور في الخارج، وفي مقدمّها إذاعة "صوت أميركا"، في ثاني انتكاسة قضائية في هذا الملف للرئيس الجمهوري.
ومني ترامب بانتكاسة أولى في هذا الملف في نهاية مارس (آذار) حين علّق قاض فيدرالي آخر قرار الإدارة الجمهورية وقف أنشطة هذه المؤسّسات الإعلامية العامّة. ويومها أصدر ذلك القرار القاضي الفيدرالي في نيويورك، بول أويتكين. والثلاثاء، أصدر القاضي الفيدرالي في العاصمة الاتحادية رويس لامبيرث، بناء على مراجعة قُدّمت إليه بصورة عاجلة، قرارا أمر بموجبه الحكومة الأميركية بالعودة عن مسعاها لإغلاق هذه المؤسسات.
وفي قراره أمر القاضي لامبيرث الحكومة بأن تعيد موظفي "الوكالة الأميركية للإعلام الدولي"، الهيئة الموكلة بالإشراف على عمل هذه المؤسّسات الإعلامية، إلى وظائفهم وأن تستأنف دفع الإعانات المالية المخصّصة لهذه المؤسسات من قبل الكونغرس والمعلّقة منذ مارس (آذار). كما أمر القاضي بإعادة برامج صوت أميركا، وهي مؤسّسة عامة تنتج مواد تلفزيونية وإذاعية ونصية موجّهة للجمهور غير الأميركي.
وتأسّست إذاعة صوت أميركا في 1942 كأداة للدعاية المضادّة تستهدف على وجه الخصوص الشعوب الخاضعة للأنظمة الاستبدادية، وبخاصة في الكتلة السوفيتية في أوروبا الشرقية خلال الحرب الباردة. وفي قراره، وجد القاضي لامبيرث أنّ الحكومة لم تقدّم أدلّة تثبت أنّ هذه المؤسّسات الإعلامية لم تكن تؤدي المهمّة الموكلة إليها من قبل الكونغرس.
كما اعتبر القاضي أنّ إدارة ترامب لا تمتلك أيّ سلطة على الأموال الفيدرالية التي يقرّها الكونغرس وأنّ "الوكالة الأميركية للإعلام الدولي" ليست سوى قناة لتحويل هذه الأموال إلى وسائل الإعلام المعنية. وتشمل هذه المؤسّسات، بالإضافة إلى إذاعة صوت أميركا، كلا من إذاعة آسيا الحرة وشبكات البث في الشرق الأوسط (MBN)، وهي منصة إخبارية لمنطقة الشرق الأوسط.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
]]>بعدما أكدت مصادر مطلعة أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يدرس توقيع أمر تنفيذي لإصلاح جذري في وزارة الخارجية، وتقليص عملها في أفريقيا، أطل وزير الخارجية ماركو روبيو معلقاً.
ففي تغريدة على حسابه بمنصة "إكس"، نفى الوزير الأميركي، الأحد، تلك المعلومات، مؤكدا أنها أخبار كاذبة.
كما اعتبر أن صحيفة "نيويورك تايمز" وقعت ضحية خدعة أخرى.
أتى ذلك، بعدما أفادت مصادر مطلعة بأن وزارة الخارجية الأميركية سترسل إشعارات نهاية الخدمة لعدد كبير من الموظفين، وفق ما نقلت "نيويورك تايمز".
كما أشارت إلى أن ترامب قد يصدر أمرا تنفيذيا، الأسبوع المقبل، يقلص بموجبه عمل وزارة الخارجية في أفريقيا، ويغلق عددا من السفارات والقنصليات "غير الأساسية".
ويهدف هذا الأمر إلى إجراء "إعادة تنظيم منضبطة" للخارجية، و"تبسيط تنفيذ المهام" من خلال الحد من "الهدر والاحتيال وإساءة الاستخدام"، وفقا لـ"نيويورك تايمز".
كما يهدف إلى إغلاق سفارات وقنصليات "غير أساسية" في دول أفريقية، وجنوب الصحراء الكبرى بحلول الأول من أكتوبر، على أن يرسل الدبلوماسيون إلى القارة في "مهام مستهدفة".
كذلك من المتوقع إلغاء مكتب الشؤون الأفريقية الذي يتعامل مع السياسة في أفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى.
تغير المناخ والمهاجرين
بالإضافة إلى ذلك، يجري الحديث عن خفض عدد الإدارات في مقر وزارة الخارجية التي تتعامل مع قضايا تغير المناخ والمهاجرين، فضلا عن الديمقراطية وحقوق الإنسان.
وفي وقت سابق، أفادت مصادر مطلعة بأن ترامب يخطط لخفض وزارة الخارجية بشكل جذري، وتقليص عدد الدبلوماسيين، وعدد السفارات، وتضييق نطاق الأنشطة، حسب ما نقل موقع "بوليتيكو".
يشار إلى أن حملة ترامب لتقليص عدد الموظفين في الحكومة الفيدرالية، تعد واحدة من أبرز سياسات إدارته في ولايته الثانية التي بدأت في يناير 2025. وتهدف إلى خفض الإنفاق الحكومي بشكل كبير من خلال تقليص قوة العمل المدنية، وتقليل الميزانيات المخصصة للوكالات الحكومية.
وكان روبيو نفسه أعلن قبل أيام أن وزارة الخارجية ألغت 139 منحة بقيمة 214 مليون دولار. واعتبر أنه لا ينبغي على دافعي الضرائب الأميركيين تمويل برامج لا طائلة منها، مؤكدا أن الوزارة "تصلح الفوضى التي خلفتها الإدارة السابقة، وتعيد بناء وكالة تُركز على وضع أميركا أولاً"، وفق تعبيره.
قد يهمك ايضا
تنظم الفيديرالية المغربية لتكنولوجيا المعلومات والإتصالات والخدمات المرحلة (APEBI) بشراكة مع منظمة الإعلام الذكي من أجل إفريقيا (Smiafrica)، من خلال برنامج "Creator Economy"، فعاليات معرض GITEX Africa Morocco 2025 الذي يسلط الضوء على التحولات الكبرى في صناعة المحتوى الرقمي
ويهدف إلى تعزيز التحول الرقمي في القارة .. ومن المتوقع أن يشارك في المعرض أكثر من 1400 شركة دولية .. بما في ذلك 700 شركة ناشئة من 45 دولة .. سيتم التركيز بشكل خاص على الذكاء الاصطناعي وتأثيره على مختلف القطاعات مثل الأمن السيبراني .. الصحة الرقمية .. والمدن الذكية.
وتشهد الصحافة في العصر الرقمي تحولات جذرية في أشكالها واقتصادياتها. لم يعد الجمهور متلقٍ سلبيًا، بل أصبح شريكًا فاعلًا في صناعة المحتوى الصحفي. هذا التحول يطرح تحديات كبيرة أمام المؤسسات الإعلامية التقليدية، خاصة مع ظهور أشكال جديدة من الصحافة تعتمد على تحليل البيانات وتوظف تقنيات الذكاء الاصطناعي.
اللقاء سيعرف تناول محاور رئيسية للتحول الرقمي في الصحافة من خلال التحول من الاعتماد على الإعلانات التقليدية إلى نماذج أكثر استدامة مثل الاشتراكات والتمويل المجتمعي ، واعتماد مفهوم "الصحافة كخدمة تقدم محتوى مختضا حسب احتياجات الجمهور.الى جانب الاستفادة المثلى من التقنيات الرقمية مع الحفاظ على المصداقية والاستقلالية المهنية.
ويهدف اللقاء الحواري الى تقديم ملامح مستقبل الصحافة في ظل التحول الرقمي، والى تحقيق التوازن بين تبني الابتكارات الرقمية والحفاظ على القيم الصحفية الأصيلة،. كذلك ضمان جدوى اقتصادية تمكن المؤسسات الإعلامية من الاستمرار في أداء دورها المجتمعي الحيوي.
وتعتبر التحديات التي يفرضها العصر الرقمي فرصا لإعادة التوازن للصحافة المهنية، وتعزيز دور الصحافة في بناء مجتمعات أكثر وعيًا، مع الاستفادة من إمكانات التقنية لخدمة أهدافها المستقبلية .
قد يهمك أيضــــــــــــــا
]]>كشف تقرير أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتفوّق بشكل لافت على سلفه جو بايدن في عدد الأسئلة التي أجاب عنها لوسائل الإعلام خلال اجتماعات مجلس الوزراء.
وقد أشادت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، كارولين ليفيت، بهذا التفاوت بين الرئيسين، معتبرة ذلك دليلا واضحا على مستوى الشفافية في عهد ترامب.
وقالت ليفيت في إيجاز صحفي: "كما قلت من قبل وسأكرره اليوم، كل من في هذه القاعة يتمتع بإمكانية الوصول إلى أكثر رئيس شفافية وتواصلا في تاريخ الولايات المتحدة".
وأضافت: "كان اجتماع مجلس الوزراء يوم أمس دليلًا إضافيًا على ذلك".
ووفقا لما أوردته صحيفة "واشنطن تايمز"، فقد أجاب ترامب على نحو 20 سؤالا خلال اجتماعه الثالث مع مجلس الوزراء يوم الخميس، وذلك بعد أن أجاب على 55 سؤالا في الاجتماع الأول من ولايته الجديدة، و15 سؤالا في الشهر الماضي، ليبلغ بذلك إجمالي عدد الأسئلة التي أجاب عنها نحو 90 سؤالا حتى الآن.
وفي المقابل، تشير التقارير إلى أن بايدن أجاب على خمسة أسئلة صحفية فقط خلال تسعة اجتماعات لمجلس الوزراء طيلة فترة ولايته، وكانت تلك الاجتماعات لا تتجاوز مدتها عادة خمس دقائق لكل منها.
وقد عقد ترامب 25 اجتماعا لمجلس الوزراء خلال ولايته الأولى، بينما عقد الرئيس الأسبق باراك أوباما 19 اجتماعا خلال السنوات الأربع الأولى من رئاسته.
وأثار اجتماع بايدن الأخير مع مجلس وزرائه تساؤلات واسعة، حيث عقد في شهر سبتمبر وكان أول اجتماع له منذ قرابة عام. وخلاله، فاجأ الحاضرين حين سلم إدارة الجلسة لزوجته جيل، التي كانت تجلس في رأس الطاولة، قائلا: "الأمر لك، يا صغيرتي".
وفي معرض استشهادها بتقرير صحيفة "واشنطن تايمز"، قالت ليفيت: "الرئيس ترامب أجاب على ما يقارب 100 سؤال من الصحفيين، منكم جميعا، خلال أول ثلاثة اجتماعات مفتوحة لمجلس الوزراء هذا العام. وهذا يمثل قرابة 20 ضعف عدد الأسئلة التي أجاب عنها جو بايدن خلال اجتماعات مجلس الوزراء طيلة فترة ولايته التي امتدت لأربع سنوات".
قد يهمك أيضــــــــــــــا
بعد تهديدات ترامب لطهران مستشار خامنئي يهدد بطرد المفتّشين
دونالد ترامب يؤكد تحقيق تقدم في ملف إعادة الرهائن من قطاع غزة
]]>ما تزال زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو للبيت الأبيض، الاثنين 6 أبريل/ نيسان، ولقائه بالرئيس الأمريكي، دونالد ترامب تحظى بمساحة مهمة من تغطية وسائل إعلام دولية.
وعملت وسائل إعلام على تحليل تصريحات ومواقف عدة ذُكرت في الاجتماع، من أهمها تعليق ترامب الإيجابي عن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بحضور نتنياهو.
ففي صحيفة يني شفق التركية، كتب ياسين أكتاي -مستشار سابق للرئيس التركي وعضو في حزب العدالة والتنمية الحاكم-مقالاً بعنوان "هل يتمكن ترامب من جعل إسرائيل تتصرف بعقلانية"؟
تحدث أكتاي عن استهداف إسرائيل لمواقع عسكرية وأسلحة في سوريا بعد سقوط حكم بشار الأسد و"بروز إمكانية تحقيق الاستقرار في سوريا".
وقال أكتاي إن إسرائيل شنت هجماتٍ على جميع الأهداف التي حددتها مسبقاً في سوريا، "وركّزت خصوصاً على قصف جميع المناطق التي يُحتمل أن تنشئ فيها تركيا قواعد عسكرية".
واستشهد أكتاي بتصريحات إسرائيلية ترى في النفوذ التركي المتنامي في سوريا بعد "الثورة" تهديداً لها.
ويعتبر أكتاي أن هذا التصور الإسرائيلي غير منطقي.
يرى أكتاي أن سوريا كانت البند الأبرز على أجندة نتنياهو خلال زيارته الثانية للولايات المتحدة.
ولفت إلى أن سياسة ترامب الداعية لسحب القوات الأمريكية من سوريا، والتي يتبناها منذ ولايته الأولى، لا تتناسب مع السياسة الإسرائيلية تجاه سوريا.
ويعتقد أكتاي بوجود خلاف جوهري بين الطرفين في هذا الشأن، إلا أن إرادة ترامب في ولايته الأولى اصطدمت بمقاومة البنتاغون ووكالة الاستخبارات المركزية، واعتراضات من داخل الحزب الجمهوري نفسه، فلم تتحقق بالكامل.
"يبدو أن ترامب في ولايته الثانية مصمم على موقفه رغم كل الأطراف، بما فيهم إسرائيل نفسها"، يوضخ أكتاي.
وبرأي الكاتب فأن رد ترامب على طلب نتنياهو مساعدته ضد تركيا يُقدِّم دليلاً قوياً جديداً على معالم "الترامبية" التي بدأت تتضح أكثر فأكثر.
ويشرح الكاتب أن مديح ترامب لأردوغان كان "بمثابة تحذير وتنبيه لإسرائيل ولنتنياهو ليأخذوا حذرهم".
ويعتقد أن استعداد ترامب للوساطة بين أردوغان ونتنياهو يتطلب من الأخير أن يكون أكثر عقلانية.
وأضاف: "يمكن اعتبار هذه التصريحات على أنها أول اعتراض جاد من الولايات المتحدة على المطالب الإسرائيلية المتكررة والمعتادة بأن تنصاع واشنطن لإسرائيل دون تردد".
ويعتقد أيضاً أن ترامب يرى في تركيا حليفاً جديداً وقوياً، وبالتالي فإن تهديدات نتنياهو لا تهمه كثيراً، لأن "ما يهم ترامب هو من يأتي بالمنفعة أو الضرر للولايات المتحدة".
وتساءل: هل يستطيع ترامب أن يُعلم إسرائيل كيفية التحلي بالعقلانية في قضية غزة؟
"خيارات محدودة أمام إسرائيل في وجه تركيا"
قدمت الكاتبة نوريت يوحنان، تحليلاً في صحيفة تايمز أوف إسرائيل، بعنوان "إسرائيل ستضطر للتأقلم مع النفوذ التركي المتنامي في سوريا".
ترى يوحنان أن "تدخل تركيا المتزايد في سوريا بلغ مؤخراً نقطة توتر مع إسرائيل، بعد ضربات جوية إسرائيلية لثلاث قواعد جوية سورية كانت تركيا تسعى لاستخدامها".
رغم أن وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، في مقابلة مع قناة سي إن إن تورك، كشف أن تركيا وإسرائيل تجريان محادثات على المستوى الفني لتجنب "المواجهات العسكرية" في سوريا، وفق الكاتبة.
تعتقد يوحنان أن لدى إسرائيل "خيارات محدودة" لمواجهة "القلق المتزايد في إسرائيل من ترسخ تركيا في سوريا".
وأشار التحليل إلى أن دعم ترامب لأردوغان "يقيّد قدرة إسرائيل على المناورة، تبني نهج الحد الأدنى في سوريا".
وعرّج التحليل إلى دور الرئيس الأمريكي في القضية وجاء فيه "ترامب يدفع إسرائيل إلى اتباع نهج الحد الأدنى في سوريا. ولتحديد الأولويات، سيتعين على إسرائيل الإصرار فقط على أهم خطوطها الحمراء، مثل منع نقل الأسلحة الإيرانية إلى حزب الله عبر جنوب سوريا".
وتطرق التحليل للعلاقة التي تربط أنقرة بالإدارة السورية الجديدة.
وتقول أن نوايا تركيا في سوريا واضحة منذ اندلاع الاحتجاجات ضد حكم بشار الأسد، وهي "ضمان وجود نظام مستقر وودود على حدودها الشرقية، يمكن حتى أن يدعم مصالح أنقرة الأمنية".
وفي ظل الأزمة الاقتصادية التي تعيشها سوريا، يبين التحليل أن رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا، أحمد الشرع، يبحث عن "ممولين وحلفاء استراتيجيين للحفاظ على الاقتصاد وعلى السيطرة العسكرية".
"لا تزال إسرائيل قلقة من الجانب العسكري في التدخل التركي المتنامي"، وفق يوحنان.
وتحدث التحليل عن عدم رصد أدلة مرئية على وجود قوات تركية في سوريا، خلافاً للوجود الروسي في عهد الأسد، الذي لا يزال قائماً.
"ترامب ونتنياهو يتجهان نحو عالم قبيح معاً"
وكتب توماس فريدمان في صحيفة نيويورك تايمز، مقالاً بعنوان "ترامب ونتنياهو يتجهان نحو عالم قبيح معاً"، معلقاً على لقاء ترامب ونتنياهو في البيت الأبيض الأسبوع الحالي.
يرى فريدمان أن ترامب ونتنياهو يسعيان لتقويض الدولة العميقة والسياسة التقليدية في الولايات المتحدة وإسرائيل والانتقال لمرحلة "ما بعد أمريكا" و"ما بعد إسرائيل".
يعتقد فريدمان أن "كلاً منهما يسعى إلى الاستبداد، ويعمل على تقويض سيادة القانون…وسحق الدولة العميقة".
ويعتقد الكاتب أن الزعيمين يحاول كل منهما توجيه أمته "نحو قومية عرقية ضيقة الأفق".
"كلٌّ منهما لا يُعامل معارضيه السياسيين كشرعيين، بل كأعداء داخليين، وكلٌّ منهما ملأ حكومته بأشخاص غير أكفاء، اختيروا عمداً للولاء له بدلاً من القوانين"، يقول فريدمان.
من يقف في وجه ترامب؟
يضيف الكاتب: "كلٌّ منهما يُبعد بلاده عن حلفائها الديمقراطيين التقليديين. ويدّعي كل منهما التوسع الإقليمي كحقٍّ إلهي من (خليج أمريكا إلى غرينلاند) و(من الضفة الغربية إلى غزة)".
وتحدث الكاتب عن انشغال ترامب ونتنياهو في بناء عالم "ما بعد أمريكا" و"ما بعد إسرائيل".
ويرى أن الولايات المتحدة تتخلى عمداً عن هويتها الجوهرية كدولة ملتزمة بسيادة القانون في الداخل وتحسين أوضاع البشرية جمعاء في الخارج.
ويعتقد الكاتب أن ترامب تتعامل بازدراء مع حلفائها الديمقراطيين، المتمسكين بالسوق الحرة وسيادة القانون، مثل الاتحاد الأوروبي.
ووفق رؤية الكاتب فإن الإدارة الأمريكية الحالية غير مهتمة على الإطلاق بالحفاظ على قوتها الناعمة.
"يجهلون تماماً حقيقة مفادها أنه إذا فقدناها (القوة الناعمة) فإننا نفقد قدرتنا على إقناع الدول الأخرى بالانضمام إلينا في تشكيل عالم أكثر تقبلاً لمصالحنا وقيمنا، وهي الميزة الأعظم التي كانت لدينا دائما على حساب روسيا والصين"، يقول فريدمان.
وتحدث فريدمان عن إقدام نتنياهو على إقالة مسؤولين بسبب "عدم الولاء الكافي"، وتعرضه للمحاكم بتهم فساد، ومحاولته تقويض سلطة المحكمة العليا.
"اندمجت استراتيجيات ترامب ونتنياهو الداخلية تماماً مع تسليح معاداة السامية كوسيلة لإسكات المنتقدين أو نزع الشرعية عنهم"، وفق فريدمان.
ويضيف: "بصفتي يهودياً أمريكياً، لا أحتاج ولا أرغب في دفاع ترامب الساخر. فهو لا يزال الرجل الذي دافع، عن القوميين البيض والنازيين الجدد الذين احتجوا في شارلوتسفيل بولاية فرجينيا…وتبنى حزب البديل من أجل ألمانيا الألماني المتعاطف مع النازية …".
قد يهمك أيضــــا
قررت محكمة الاستئناف الكويتية استمرار حبس الإعلامية فجر السعيد في السجن المركزي حتى موعد جلسة محاكمتها المقبلة، المقررة في 13 يوليو 2025، وذلك وفقًا لصحيفة "السياسة" الكويتية .تواجه السعيد اتهامات بإذاعة أخبار كاذبة حول عزم الكويت على التطبيع مع إسرائيل، ما أدى إلى إثارة الفزع بين المواطنين.
وكانت محكمة الجنايات قد أصدرت في 13 فبراير 2025 حكمًا بحبسها لمدة ثلاث سنوات مع الشغل والنفاذ، بعد إدانتها بتهم تتعلق بأمن الدولة، بما في ذلك إذاعة أخبار كاذبة وإساءة استعمال شبكة المعلوماتية .
من الجدير بالذكر أن المحكمة برّأت السعيد من تهمة الدعوة إلى التطبيع مع إسرائيل، لكنها أدانتها بالتهم الأخرى المتعلقة بنشر الأخبار الكاذبة .
قد يهمك أيضــــاً:
]]>أفادت وسائل إعلام أميركية بأن شركة مايكروسوفت أقدمت على فصل مهندسة البرمجيات المغربية ابتهال أبو السعد وزميلتها فانيا أغراوال، على خلفية احتجاجهما العلني ضد تزويد الشركة لإسرائيل بأنظمة ذكاء اصطناعي تُستخدم في العمليات العسكرية الجارية في قطاع غزة.
وبحسب ما نقلته وكالة "أسوشيتد برس" مساء الإثنين، فإن قرار الفصل جاء بعد مشاركة الموظفتين في وقفة احتجاجية داخل مقر الشركة، تزامناً مع احتفال مايكروسوفت بالذكرى الخمسين لتأسيسها، والذي شهد حضور مؤسسها الشهير بيل غيتس.
وأضافت الوكالة أن ابتهال أبو السعد تلقت اتصالاً عبر الفيديو من قسم الموارد البشرية بالشركة، حيث تم إبلاغها رسميًا بإنهاء عملها بشكل فوري.
ولم تصدر شركة مايكروسوفت أي تعليق رسمي على الواقعة حتى الآن، رغم محاولات "أسوشيتد برس" للحصول على تصريح.
وقد آثار موقف المهندسة المغربية في شركة مايكروسوفت ابتهال أبو السعد تفاعلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد مقاطعتها الرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي في الشركة مصطفى سليمان، احتجاجاً على "تورط الشركة في عقود تكنولوجية مع الجيش الإسرائيلي"، خلال احتفال مايكروسوفت بمرور 50 عاماً على تأسيسها.
وفي مقطع مصوّر انتشر بشكل واسع على مواقع التواصل، ظهرت أبو السعد وهي تقترب من منصة الاحتفال، وتقول بصوت مرتفع أمام الحضور: "عار عليك"، في إشارة إلى سليمان، البريطاني من أصل سوري.
وتابعت: "تزعم أنك تستخدم الذكاء الاصطناعي من أجل الخير، لكن مايكروسوفت تبيع أسلحة ذكاء اصطناعي للجيش الإسرائيلي .. 50 ألف إنسان قتلوا، ومايكروسوفت تساهم في الإبادة الجماعية في منطقتنا".
وبينما حاولت إحدى المنظّمات إخراجها من الفعالية، تابعت القول: "أنتم تجار حرب، أوقفوا استخدام الذكاء الاصطناعي لارتكاب الإبادة في منطقتنا".
"الدم على أيديكم، أيدي كل مايكروسوفت، كيف تجرؤون على الاحتفال.. عار عليكم"، خرجت وهي تلوّح بهذه الكلمات للحاضرين.
وألقت الموظفة الكوفية الفلسطينية، رمز التضامن مع الشعب الفلسطيني، على المسرح قبل إخراجها من الفعالية، بينما اكتفى مصطفى سليمان بشكر ابتهال.
لم تكن ابتهال أبو السعد الموظفة الوحيدة التي احتجت خلال الفعالية على دعم الشركة لإسرائيل في تقنيات الذكاء الاصطناعي، بل في وقت لاحق قاطعت موظفة أخرى، تُدعى فانيا أغراوال، فقرةً ضمت الرئيس التنفيذي السابق بيل غيتس، والرئيس التنفيذي السابق ستيف بالمر، والرئيس التنفيذي الحالي ساتيا ناديلا، وكان ذلك أول ظهور علني مشترك لهم منذ عام 2014.
وأصدرت مايكروسوفت بياناً أكدت فيه التزامها بتوفير سبلٍ للموظفين للتعبير عن مخاوفهم، لكنها أشارت إلى ضرورة تجنب تعطيل العمليات التجارية.
ولم تؤكد الشركة ما إذا كانت ستتخذ إجراءات تأديبية، لكن كلا الموظفتين المحتجتين فقدتا إمكانية الوصول إلى حسابات عملهما عقب الحادث.
"لم أجد خياراً أخلاقياً آخر"
ولاحقاً، بعثت أبو السعد رسالة إلكترونية لعدد كبير من موظفي الشركة، أوضحت فيها دوافعها، قائلة: "عبرت عن رأيي بعد أن علمت أن مؤسستي تقوم بالمساهمة في إبادة شعبي في فلسطين.. لم أجد خياراً أخلاقياً آخر".
وقالت في الرسالة التي كشف عنها موقع "ذا فيرج" المختص بالصحافة الإلكترونية: "تعرض مجتمعنا العربي والفلسطيني والمسلم في مايكروسوفت للإسكات والترهيب والمضايقة والتشهير، دون أي عقاب من مايكروسوفت. في أحسن الأحوال، لم تُجدِ محاولاتي للتحدث آذاناً صاغية، وفي أسوأ الأحوال، أدت إلى فصل موظفين لمجرد تنظيمهما وقفة احتجاجية".
أوضحت أبو السعد كيف أن حماسها للعمل في مجال الذكاء الاصطناعي كان يهدف إلى المساهمة في تطوير تقنيات تخدم الإنسانية، مثل منتجات تسهيل الوصول وخدمات الترجمة وأدوات تمكين الأفراد.
لكنها اكتشفت لاحقاً أن عملها في مايكروسوفت قد أسهم في "تجسس الجيش الإسرائيلي على المدنيين، بما في ذلك الصحفيين والأطباء وعُمّال الإغاثة".
وقالت أبو السعد: "لم أُبلَغ بأن مايكروسوفت ستبيع عملي للجيش والحكومة الإسرائيليين، بهدف التجسس على الصحفيين والأطباء وعُمّال الإغاثة وعائلات مدنية بأكملها وقتلهم. لو كنتُ أعلم أن عملي سيساعد في التجسس على المكالمات الهاتفية ونسخها لاستهداف الفلسطينيين بشكل أفضل، لما انضممتُ إلى هذه المنظمة وساهمتُ في الإبادة الجماعية. لم أوقع على كتابة شيفرة تنتهك حقوق الإنسان."
وقالت في رسالتها نقلاً عن تحقيق لوكالة أسوشييتد برس إن هناك "عقداً بقيمة 133 مليون دولار بين الشركة ووزارة الدفاع الإسرائيلية لتزويد الأخيرة ببرامج ذكاء اصطناعي، من بينها تقنيات للتجسس على صحفيين وأطباء".
واختتمت بأسئلة وجهتها لموظفي الشركة: "بغض النظر عن مواقفكم السياسية، هل هذا هو الإرث الذي نريد أن نتركه وراءنا؟ هل العمل على أسلحة الذكاء الاصطناعي الفتاكة أمرٌ يمكنكم إخبار أطفالكم عنه؟ هل نريد أن نكون على الجانب الخطأ من التاريخ؟".
الشركة عطّلت حساب أبو السعد بعد الحادثة، ولم تعد المهندسة المغربية قادرة على تسجيل الدخول مرة أخرى، وهذا قد يشير إلى فصلها من العمل.
ومن المرجح أن تكون أبو السعد قد كتبت رسالتها قبل وقوع الحادثة، لترسلها للموظفين قبل تعطيل حساباتها في الشركة.
انتشر فيديو ابتهال أبو السعد بشكل واسع بين المستخدمين على منصتي إكس وفيسبوك، ولاقى تفاعلاً غير مسبوق لا سيما أنه يأتي في وقت تستأنف فيه إسرائيل هجماتها على قطاع غزة، بعد خلافات بشأن مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني، إثر حرب استمرّت 15 شهراً في القطاع.
وثمنت حركة حماس "الموقف البطولي" لابتهال أبو السعد، وقالت في بيان لها على تلغرام إن "رفضها المشاركة في جرائم هذه الشركات، وانحيازها لقيم الإنسانية والعدالة التي تمثلها قضية شعبنا الفلسطيني، يجسد نقاء الضمير الإنساني، وقوة المبدأ الأخلاقي".
وعلى منصة إكس، يصف حمدي شفيق المهندسة المغربية بأنها "مثال مشرف للشجاعة والبطولة ويقظة الضمير"، ويقول إنها "ضّحت بوظيفتها المرموقة في مايكروسوفت في سبيل كلمة حق".
ويرى أحمد العمري في تغريدة على إكس أن صرخة ابتهال أبو السعد "كسرت الصمت الجبان"، معبراً عن استيائه من دعم شركات التكنولوجيا الكبرى للأنظمة العسكرية.
وقال: "تزويد الجيش الإسرائيلي بآلة قتل فعّالة فتّاكة ليس تطوراً، بل قتال جنباً إلى جنب، وسقوط أخلاقي وإنساني مدوٍ".
إيمان فريد، قالت إن وقفة أبو السعد في وجهة "آلة عملاقة" في إشارة إلى مايكروسوفت، ليست مجرد موقف "شجاع"، بل "تاريخ".
وقالت إن "دعم القضية يبدأ من كلمة، من موقف، من شخص قرر قول (لا) وهو يعرف أن الثمن كبير".
وأشادت ولاء محمد بما فعلته أبو السعد، وخاطبت بالقول "أنت متخيل تستثمر مذاكرتك واجتهادك ونجاحك وكل اللي عملته في حياتك في كلمة حق"، وقالت إن موقف أبو السعد "لم يقدر عليه من هم أكبر نفوذاً منها".
أما على صعيد الدعم الفلسطيني المؤسسي، فنشر الحساب الرسمي لمركز "صدى سوشال" المختص في حماية المحتوى الفلسطيني عبر منصات التواصل الاجتماعي، تغريدة على إكس دعم فيها المهندسة المغربية، وقال إن موقفها "يُسلّط الضوء على شراكة شركات التكنولوجيا الكبرى- وعلى رأسها مايكروسوفت وغوغل وأمازون- في توفير أدوات وتقنيات تُستخدم في العدوان المستمر على غزة، وهو ما قد يرقى إلى مستوى التواطؤ في ارتكاب جرائم حرب".
انتقل هذا التفاعل إلى شبكة "لينكد إن" الموجهة بشكل خاص للأعمال والتوظيف، حيث أصبح حديث المستخدمين في الساعات الأخيرة. بعد محاولات البحث عن حساب "ابتهال أبو السعد" على المنصة، لاحظنا انتشار العديد من المنشورات التي استنكرت اختفاء الحساب بشكل مفاجئ.
وقد أثار هذا الحذف تساؤلات عديدة بين المستخدمين، الذين عبروا عن استغرابهم وقلقهم بشأن المسؤول عن هذا الإجراء.
كما طالب البعض شركة "لينكد إن"، التي أصبحت منذ ديسمبر/كانون الأول 2016 مملوكة بالكامل لشركة "مايكروسوفت"، باعتماد "الشفافية" وتوضيح أسباب حذف الحساب والأسباب الكامنة وراءه.
كانت وكالة أسوشيتد برس قد نشرت تحقيقاً في 18 فبراير/شباط الماضي، أكدت فيه أن "تقنيات الذكاء الاصطناعي المطورة من قبل مايكروسوفت وأوبن إيه آي- OpenAI استخدمت في برنامج عسكري إسرائيلي لاختيار أهداف القصف في غزة ولبنان"، ما أثار موجة غضب داخل وخارج الشركة.
وأشار التحقيق إلى "غارة جوية إسرائيلية خاطئة في عام 2023" استهدفت سيارة مدنية، وأدت إلى مقتل ثلاث فتيات وجدتهن في جنوب لبنان.
واستند التحقيق إلى وثائق وبيانات ومقابلات مع مسؤولين إسرائيليين حاليين وسابقين، بينهم 3 ضباط استخبارات في الاحتياط، وكذلك مقابلات مع موظفين حاليين وسابقين في شركات مايكروسوفت وأوبن إيه آي وغوغل وأمازون.
وأشار التحقيق إلى طفرة كبيرة في استخدام إسرائيل لتقنيات شركتي "مايكروسوفت" و"أوبن إيه آي" في تلك الأنشطة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ونقلت الوكالة عن ضابط استخبارات إسرائيلي قوله إن الضباط الشباب يتعرضون لضغوط للعثور على الأهداف بسرعة فيقعون في أخطاء.
وفي يناير/كانون الثاني الماضي، نشرت صحيفة غارديان البريطانية تحقيقاً قالت فيه إن "شركة مايكروسوفت الأمريكية عززت علاقاتها مع إسرائيل لتقديم الدعم التكنولوجي للجيش خلال حرب غزة".
وأوضحت الصحيفة أن منتجات مايكروسوفت كانت تستخدمها وحدات في القوات الجوية والبرية والبحرية الإسرائيلية، كما كانت وزارة الدفاع الإسرائيلية تكلف مايكروسوفت بالعمل في مشاريع حساسة وسرية للغاية.
وأظهر التحقيق أن اعتماد الجيش الإسرائيلي على تكنولوجيا السحابة والذكاء الاصطناعي من مايكروسوفت تزايد خلال ما وصف بالمرحلة الأكثر كثافة من قصف غزة، كما جرى إبرام صفقات بقيمة لا تقل عن 10 ملايين دولار لتوفير آلاف الساعات من الدعم الفني.
هذا وواجهت شركات ومؤسسات عالمية أخرى احتجاجات على علاقاتها مع إسرائيل في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، جراء الحرب المستمرة.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
]]>قُتل شخصان وأصيب خمسة في قصف استهدف خيمة للصحفيين في مجمع ناصر الطبي في خان يونس جنوبي قطاع غزة، بحسب ما أفاد مدير مستشفى شهداء الأقصى.
وأوضح مدير المستشفى، خليل الدقران، لبرنامج غزة اليوم أن الجيش الإسرائيلي "استهدف خيمة ملاصقة لمجمع ناصر الطبي، مما أدى إلى مقتل صحفيين اثنين، وإصابة خمسة بإصابات حرجة".
وقال مراسل قناة الغد في قطاع غزة إبراهيم قنن، والذي كان شاهداً على الحادث، إن "طائرة إسرائيلية أطلقت صاروخاً واحداً على الأقل باتجاه خيمة للصحفيين داخل مركز أمام مجمع ناصر الطبي".
وأشار إلى أن الخيمة "استهدفت بشكل مباشر" حين كان عدد من الصحفيين عائدين من تغطية قصف منزل إحدى العائلات في خان يونس.
ويضم مركز الصحفيين في المجمع الطبي 30 صحفياً يعملون لصالح وكالات أنباء دولية وعربية ومحلية، وفق ما قاله قنن .
وقال الصحفي الفلسطيني أحمد الآغا لبرنامج غزة اليوم إنه كان متواجداً في الخيمة وقت القصف وإنه تعرض لإصابة في كتفه وأسفل بطنه وفي رجله بسبب شظية ناجمة عن القصف.
ولم يعلق الجيش الإسرائيلي على الواقعة حتى الآن.
وارتفع عدد القتلى الفلسطينيين في غزة إلى 25 منذ الليلة الماضية جراء القصف الإسرائيلي لمناطق متفرقة من القطاع، بعد مقتل 11 شخصاً، صباح الاثنين، بينهم 9 أشخاص من عائلة واحدة وصحفيين اثنين، بحسب ما أفادت مصادر طبية.
وقُتل أكثر من 200 صحفي منذ بدء الحرب، بحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
وقال مدير مستشفى شهداء الأقصى، خليل الدقران، إن "الجيش الإسرائيلي استهدف خيمتين في مستشفى شهداء الأقصى"، مما أدى إلى "إصابة عدد من النازحين داخل المستشفى بينهم إصابة واحدة خطيرة".
وأصدر الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء جديدة في أحياء عدة في منطقة دير البلح وسط قطاع غزة.
ودعا الناطق باسم الجيش، افيخاي ادرعي، عبر منصة إكس "جميع سكان قطاع غزة المتواجدين في منطقة دير البلح في الأحياء: الصحابة، السماح، العودة، الزوايدة والصلاح" إلى "الانتقال بشكل فوري جنوباً إلى مراكز الإيواء المعروفة في المواصي".
وقال إن "هذا إنذار مسبق وأخير قبل الهجوم"، لافتاً إلى أن الجيش "سيهاجم بقوة شديدة كل منطقة يتم إطلاق قذائف صاروخية منها"، محملاً "المنظمات الإرهابية، وفي مقدمتها حماس، المسؤولية الكاملة عن نزوح ومعاناة المدنيين".
يأتي ذلك بعدما أعلن الجيش الإسرائيلي رصد إطلاق نحو عشرة صواريخ من قطاع غزة، ليل الأحد، باتجاه أراضٍ إسرائيلية، مشيرا إلى اعتراض معظمها.
وأمر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بـ "رد قوي" بعد إطلاق الصواريخ.
وجاء في بيان لمكتب نتنياهو، أن "رئيس الوزراء أعطى أوامر برد قوي، ووافق على استمرار عمليات الجيش الإسرائيلي المكثّفة ضد حماس في غزة"، مشيراً إلى أن نتنياهو تحدّث إلى وزير الدفاع يسرائيل كاتس من الطائرة خلال توجّهه إلى واشنطن.
نتنياهو يهدد بـ"رد قوي" على إطلاق كتائب القسام صواريخ صوب إسرائيل، وحماس تدين "جريمة" استهداف أطفال بحي التفاح
وقالت كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، إنها قصفت مدينة "أسدود المحتلة" برشقة صاروخية رداً على "المجازر الصهيونية بحق المدنيين".
وفي الضفة الغربية المحتلة، قُتل طفل فلسطيني يحمل الجنسية الأمريكية في بلدة ترمسعيا برصاص الجيش الإسرائيلي، بحسب ما ذكر مسؤولون فلسطينيون الأحد. وذكر الجيش الإسرائيلي أنه "أطلق النار على إرهابي، عرّض المدنيين للخطر بإلقاء الحجارة."
وقال رئيس بلدية ترمسعيا، أديب لافي، إن ثلاثة فتيان أصيبوا برصاص مستوطن إسرائيلي عند مدخل البلدة، منهم عمر محمد ربيع البالغ من العمر 14 عاما.
وأضاف: "نُقل اثنان بسيارة إسعاف إلى مركز طبي مجاور في بلدة أبو فلاح، وبعد ذلك إلى المستشفى. حضر الجيش إلى المكان واحتجز المصاب الثالث البلغ من العمر 14 عاماً وهو يحمل الجنسية الأمريكية".
وقال لافي إن الجيش أعلن لاحقاً مقتل ربيع.
وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية، الواقعة، واعتبرتها امتداداً "لمسلسل جرائم القتل خارج القانون". وقالت إن "جريمة إعدام الطفل ربيع في ترمسعيا نتيجة مباشرة لإفلات إسرائيل المستمر من العقاب".
وأصدر الجيش الإسرائيلي بيانا قال فيه: "خلال عملية لمكافحة الإرهاب في منطقة ترمسعيا، رصد جنود جيش الدفاع ثلاثة إرهابيين يقذفون الحجارة على الطريق السريع مما عرّض حياة المدنيين للخطر".
وأضاف: "فتح الجنود النار على الإرهابيين الذين كانوا يعرضون حياة المدنيين للخطر مما أدى إلى مقتل إرهابي وإصابة اثنين آخرين".
قد يهمك أيضــــــــــــــا
الجيش الإسرائيلي يبدأ عملية برية جديدة في الشجاعية لتوسيع السيطرة على غزة
]]>قرار استقالة، وبيان رسمي، وردود فعل غاضبة على مواقع التواصل… هكذا تحوّلت استقالة الإعلامية زينب ياسين من تلفزيون لبنان إلى قضية رأي عام.ياسين أعلنت أنها مُنعت من الظهور على الشاشة بسبب الحجاب، في خطوة أعادت فتح النقاش حول حرية المظهر في الإعلام الرسمي، وحدود ما يُعرف بـ"الحياد البصري" داخل المؤسسات الرسمية.
وبين من رأى في المنع تمييزاً، ومن دافع عن قواعد القناة، انقسمت الآراء في مشهد يعكس حساسية القضية وتعدد زوايا النظر إليها.
ياسين التي عملت أخيراً مراسلةً، وغطّت حدث الحرب الأخيرة على لبنان، توجهت في استقالتها إلى وزير الإعلام اللبناني بول مرقص، متسائلة عن ما سمّته "الوطنية المجتزأة"، ومعتبرة أن المؤسسة "لم تكن وطنية لجميع موظفيها، بل فقط لأولئك الذين لا يرتدون الحجاب".
ودعت اللقيس في الوقت نفسه إلى مقاربة أكثر واقعية، مشيرة إلى أن زينب كانت على دراية مسبقة بقوانين المؤسسة: "زينب قبلت تشتغل بهالمؤسسة وهي عارفة بهالقواعد... اليوم، لما تفتح الملف من جديد بعد سنة، وتحمّل وزير جديد المسؤولية، هيدا بيطرح علامات استفهام".
كما اعتبرت الصحافية زينب كحيل أن المسألة لا تتعلق فقط بياسين، بل تشمل المحجبات عموماً في المؤسسات الإعلامية، وكتبت: "إذا الوحدة محجبة مسلمة وعم تقوم بشغلها الصحفي، ليه ننحرم من حلم درسناه وحبينا نحققوا؟ عم ننظلم كلنا بهالموضوع ولازم يغيروا هالنظام الفاشل".
من جهته، رأى الصحافي حسين شعبان أن القضية تتجاوز البعد الفردي، وكتب: "زينب ياسين تخوض معركة مفصلية لانتزاع حق مسلوب، معركة قد تُشكّل محطة تأسيسية لكسر منظومة التمييز ضد الصحافيات والنساء والمحجبات، وتُكرّس حق كل فرد في العمل وتحقيق الذات، بعيداً عن كل تمييز طائفي أو مذهبي أو عنصري".
أما الإعلامية فاطمة المولى فرأت أن هذه الحادثة تسلّط الضوء على خلل أعمق في مفهوم الحياد الإعلامي، وكتبت: "تلفزيون لبنان، الذي يُفترض أن يكون منبراً لجميع اللبنانيين، أصبح اليوم نموذجاً للتفرقة والتمييز... منع مراسلة من الظهور أمام الكاميرا بسبب حجابها هو اعتداء على حقها في التعبير وعلى حرية الإعلام".
في المقابل، أيّد مغردون سياسة القناة المُتّخذة، إذ قال الإعلامي توني منصور: "لطالما كان تلفزيون لبنان نموذجاً للتعايش المهني، حيث جمع الزملاء من مختلف الطوائف في بيئة يسودها الاحترام بعيداً من أي شعارات دينية... هذا النهج لم يكن موضع جدل، بل كان جزءاً من هوية المؤسسة".
من جهتها، رأت الإعلامية فينيوس فرحات أن القضية اتخذت بعداً دعائياً، وكتبت: "واضح إنو 'المراسلة' المذكورة كان همها جذب النظر ولعب دور الضحية... صحيح تم الاستعانة بها فقط بأيام الحرب، وهي كانت على علم بذلك، يلي عم تسعى تعملوا هو بروباغندا واضحة، وتجييش لكسب التعاطف، ونجحت فيه بتفوق".
في خضم هذا الجدل، أصدرت ندى صليبا، المديرة العامة المساعدة في تلفزيون لبنان، بياناً نفت فيه وجود استهداف شخصي، موضحة أن "تلفزيون لبنان لا يعتمد تاريخياً وعُرفاً أي إشارات أو شعائر أو رموز دينية لإبرازها على الشاشة"، وأن المعايير المطبقة "لا تميز بين الأديان"، مشددة على أن "أي تغيير في هذه السياسة هو من صلاحيات مجلس الإدارة حصراً".
وقالت إن "جميع مجالس الإدارة السابقين التزموا بهذا التوجه، ولم يُسمح للمذيعات من الطوائف المسيحية والإسلامية ارتداء أو وضع أي رمز ديني خلال الظهور على الشاشة"، مضيفةً "أما الموضوع المُثار اليوم بشأن الحجاب مع إحدى المتعاقدات، فالجدير ذكره أنها ليست مراسلة في قسم الأخبار، وهي تعمل في قسم السوشيال ميديا وتحديداً في الشريط الإخباري، وقد استُعين بها كمراسلة في فترة الحرب الإسرائيلية على لبنان".
وأشارت صليبا أن الصحفية "تضغط اليوم بالاستقالة حتى يُسمح لها بالظهور على الشاشة، وهذا الأمر ليس وليد الساعة، بل أُثير في عهدٍ سابق وحُسم الأمر بعدم تعديل هذا التوجه".
الرد لم يمر مرور الكرام، فقد علّقت ياسين على البيان عبر منصة إكس، قائلة: "يكفيني وضوحاً هذا الحقد الدفين الذي ظهر إلى السطح بهذه 'الهفوة' من السيدة المُوقّرة... تلفزيون_لبنان ليس لكل اللبنانيين، بل هو تماماً كلبنان يتمتع بفصول أربعة: الطائفية والعنصرية والطبقية والمحسوبية الاستنسابية".
برلمانياً، أعلنت النائبة عناية عز الدين أنها تواصلت مع وزير الإعلام لمتابعة القضية، وقالت: "حرية المعتقد وعدم التمييز بين المواطنين بسبب معتقدهم، هي حقوق يكفلها الدستور والقوانين اللبنانية"، وأعربت عن تفاؤلها بأن "تصل هذه القضية إلى خواتيم منصفة وعادلة"، مشيرة إلى تعاون سابق مع الوزير بول مرقص في قضايا حقوقية مشابهة.
بينما أجاب الوزير موجزاً خلال مؤتمر صحفي، أن الأمر مرده "مجلس إدارة التلفزيون الجديد، الذي سيبحث مثل هذا الموضوع".
وأعربت لجنة دعم الصحفيين عن استنكارها لما وصفته بالتمييز الذي تعرّضت له الصحفية زينب ياسين بسبب ارتدائها الحجاب، ما دفعها لتقديم استقالتها من تلفزيون لبنان احتجاجاً على منعها من الظهور على الشاشة، رغم أدائها المهني خلال تغطية العدوان الإسرائيلي الأخير.
واعتبرت اللجنة أن ما تعرضت له ياسين يشكّل انتهاكاً لحرية المعتقد والدستور اللبناني والاتفاقيات الدولية، داعية إلى فتح تحقيق شفاف ومحاسبة المسؤولين، وضمان احترام الحريات الفردية داخل المؤسسات الإعلامية، لا سيما الرسمية منها.
كما طالبت اللجنة بإعادة النظر في السياسات التحريرية المعتمدة في تلفزيون لبنان، بما ينسجم مع الدستور والبيان الوزاري للحكومة اللبنانية، مشيرة إلى أن ما حدث مع ياسين ليس حادثة فردية، بل اختبار جدي لمدى التزام الدولة بحماية الحقوق والحريات، خاصة حقوق النساء في بيئات العمل العامة.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
]]>قال وزير الإعلام اللبناني، بول مرقص، الأربعاء، أن السلطات اللبنانية ستضاعف الجهود لبسط سلطة الدولة في جنوب البلاد. كما قال في مقابلة "الجيش أجرى مداهمات في الجنوب والبقاع بحثا عن مطلقي الصواريخ". وأشار إلى أنه "قد يكون هناك متورطون من جنسيات أخرى في إطلاق الصواريخ".
وبين أن تنفيذ ما جاء في البيان الوزاري وحصر السلاح يحتاج لوقت.
وأعلن الأمن العام اللبناني، يوم الأحد، توقيف مشتبه بهم بعد يومين من إطلاق صواريخ باتجاه الأراضي الإسرائيلية، تلاه قصف إسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت في التصعيد الأخطر منذ إعلان وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل أواخر نوفمبر (تشرين الثاني).
يأتي ذلك في أعقاب إطلاق صاروخين، الجمعة، من جنوب لبنان بعد أيام من إطلاق ثلاثة صواريخ في أول عملية من نوعها منذ دخول وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله حيز التنفيذ.
وفي فبراير الماضي، أكدت الحكومة اللبنانية في مسودة بيانها الوزاري الذي أقرته،التزامها بـ"تحرير" جميع الأراضي اللبنانية، ووجوب "احتكار" الدولة لحمل السلاح، متعهدة بتنفيذ مضمون القرار الدولي 1701 "من دون اجتزاء"، وفق ما صرح وزير الإعلام، بول مرقص.
وإثر جلسة في القصر الرئاسي، أفاد مرقص بالتزام الحكومة في بيانها الوزاري بـ"تحرير جميع الأراضي اللبنانية، وواجب احتكار الدولة لحمل السلاح، وبسط سيادة الدولة على جميع أراضيها بقواها الذاتية حصرا"، إضافة إلى التزامها بتطبيق القرار 1701 "كاملا وبدون اجتزاء ولا انتقاء"، في إشارة إلى القرار الذي أنهى صيف 2006 حربا بين إسرائيل وحزب الله، ونص على حصر السلاح بيد القوى الشرعية.
قد يهمك أيضــــاً:
]]>