أزمة الجزائر
وسائل إعلام إسرائيلية تقول إن الجيش الإسرائيلي رصد إطلاق صواريخ جديدة من إيران، و يُطلب من "الإسرائيليين تقليل حركتهم ودخول المناطق المحمية فور تلقي الإنذار في الدقائق المقبلة . استهداف مباشر لمقر الحكومة الاسرائيلية في تل ابيب وسقوط قتلى ، ومسيّرات إيرانية تعبر سماء لبنان باتجاه الداخل و محاولات فاشلة لإسقاطها. تم الإبلاغ عن سقوط العديد من الصواريخ الباليستية في جنوب إسرائيل، ومن المرجح أن تكون حول بئر السبع أو إيلات. شركة مصر للطيران تطلب 6 ست طائرات إضافية من طراز "إيرباص إيه 350-900" إلغاء 20 رحلة جوية من إلى جزيرة بالي الإندونيسية بعد ثوران بركان هبوط أول رحلة طيران تعيد إسرائيليين إلى بلادهم في مطار بن غوريون شركة ميتا تعبر عن قلقها من مطالبة إيران مواطنيها بالتوقف عن استخدام واتساب دونالد ترمب يلمّح إلى تمديد المهلة أمام مالك تيك توك لبيع التطبيق الصيني عائلة الرئيس الأميركي تعلن عن إطلاق "ترمب موبايل" بسعر 499 دولاراً ولا يمكن تصنيعه إلا خارج أميركا مبعوث إيران في الأمم المتحدة يتهم إسرائيل بالهجوم دون مبرر واستهداف المدنيين دون إنذار
أخر الأخبار

أزمة الجزائر

المغرب اليوم -

أزمة الجزائر

خيرالله خيرالله
بقلم: خيرالله خيرالله

الأزمة تكمن في تركيبة النظام نفسه الذي صار في حال طلاق مع المواطن الجزائري العادي الذي أنهكته سياسات قائمة على تحكّم المؤسسة العسكرية بكلّ شاردة وواردة في البلد.
عندما يحاول الرئيس الجزائري الجديد عبدالمجيد تبون عزل المغرب ويفشل في ذلك، فإنّما يعمل عمليا على عزل الجزائر. أكثر من ذلك، إن مجمل تصرفات الرئيس الجزائري الجديد تصبّ في الهرب إلى الخارج، بدل مواجهة الواقع الجزائري. يهرب تبون في اتجاه المغرب بدل التعاطي مع الوضع الداخلي الجزائري بجرأة وشجاعة. ولكن ما العمل عندما يكون الرئيس الجزائري مجرد أداة لدى المؤسسة العسكرية الجزائرية التي تعتقد أنّها استعادت دورها؟
من آخر ارتكابات تبون تعيينه لمستشار جديد له مكلف الشؤون الأمنية والعسكرية. اسم هذا المستشار هو اللواء المتقاعد عبدالعزيز مجاهد، عضو “اللجنة الجزائرية للتضامن مع بوليساريو”. إنّه معروف بعدائه الشديد للمغرب. هل العداء للمغرب صفة لابدّ من التمتع بها كي يصبح جنرال متقاعد من مستشاري رئيس الجمهورية في الجزائر؟
ثمّة أمور تدعو إلى الضحك أكثر من أيّ شيء آخر. من بين هذه الأمور إصرار النظام الجزائري على لعب دور القوّة الإقليمية في وقت لا يمتلك البلد أيّ قدرة على تلبية المطالب الشعبية المشروعة للجزائريين أنفسهم، وهي مطالب يعبّر عنها حراك مستمر منذ عام. نجح هذا الحراك في منع عبدالعزيز بوتفليقة من ترشيح نفسه لولاية خامسة. اضطر بوتفليقة إلى تقديم استقالته بضغط من الشارع قبل انتهاء ولايته الرابعة. ما يفوتُ النظام الذي اعتقد أنّه استعاد عافيته هو الاعتراف بالواقع. يقول الواقع إن التخلّص من بوتفليقة الذي لم يكن سوى واجهة لعصابة حاكمة لم يكن ممكنا لولا التحرّك الشعبي المطالب بتغيير النظام عن بكرة أبيه.
هذا التغيير الكبير المطلوب جزائريا يغيب عن تفكير تبون المضطر للعب الدور المطلوب منه لعبه. إنّه دور الواجهة للمؤسسة العسكرية التي تعتقد أنّها استعادت المبادرة التي افتقدتها عندما أصبح عبدالعزيز بوتفليقة رئيسا للجمهورية في العام 1999، وأراد تصفية حساباته القديمة معها. المفارقة أن بوتفليقة لم يصلْ إلى موقع الرئيس إلّا بفضل المؤسسة العسكرية. هذا الأمر لم يمنعه من الانتقام من العسكر الذين منعوه من خلافة هواري بومدين في مطلع العام 1979.
تبدو أزمة الجزائر أزمة نظام أوّلا. لم يستطع هذا النظام الذي تأسس في عهد بومدين، ابتداء من العام 1965، تطوير نفسه وذلك عن طريق الخروج من حكم الأجهزة الأمنية التي تشرف عليها المؤسسة العسكرية. لم يستطع هذا النظام الخروج من الاعتماد على الدخل الآتي من النفط والغاز، علما أن لدى الجزائر موارد أخرى كثيرة يمكن أن تجعل من اقتصادها اقتصادا متنوّعا.
في السنة 2020، يظنّ النظام الجزائري أنّه استعاد المبادرة، وأن كلّ شيء يسير حسب الخطة التي ترسمها المؤسسة العسكرية. هناك، باختصار، عودة إلى أساليب قديمة وبالية في عالم مختلف. آخر ما يهمّ المواطن الجزائري هو الإساءة إلى المغرب، والعودة إلى إثارة قضية الصحراء، وهي قضيّة مفتعلة من ألفها إلى يائها. إن الطفل الجزائري يعرف أن “بوليساريو” ليست سوى أداة جزائرية تستخدم في لعبة ذات طابع ابتزازي للمغرب.
لن يقدّم الإتيان بمستشار لرئيس الجمهورية الجزائرية يمتلك مواصفات معيّنة، في مقدّمها العداء للمغرب، في شيء. يكشف مثل هذا التوجّه السياسة العقيمة للجزائر من جهة، وعمق الأزمة الداخلية من جهة أخرى. لعلّ أفضل ما يعبّر عن عمق هذه الأزمة استمرار الحراك الشعبي منذ سنة. حقّق هذا الحراك إنجازا كبيرا بمنعه بوتفليقة من الحصول على ولاية خامسة، علما أنه مُقْعد ولا يستطيع التفوّه ولو بكلمة. يتبيّن كلّ أسبوع ومنذ عام كامل أن الجزائر كلها في انتفاضة موجّهة ضد النظام. يريد المواطنون تغييرا جذريا، وذلك ليس في منطقة القبائل فحسب، بل على الصعيد الجزائري ككلّ.
لا مفرّ من الاعتراف بأنّ المؤسسة العسكرية عرفت كيف تجيّر الحراك لمصلحتها بفضل الدور الذي لعبه رئيس الأركان الجنرال أحمد قايد صالح الذي توفّى أخيرا. لكنّ تجيير الحراك في اتجاه معيّن شيء، والتصالح مع الواقع شيء آخر. ما ينقصُ النظام الجزائري هو تلك القدرة على التصالح مع الواقع، بشقّيه الداخلي والخارجي.
على الصعيد الداخلي، لا يمكن للنظام تجاوز أزمته في حال تجاهل مطالب الحراك الشعبي وإبعاده. لا يمكن للرئيس تبّون الدخول في حوار جدّي مع الحراك الذي استعاد حيويته في الـ21 من شباط – فبراير الجاري من دون إدراك أنّ هذا الحراك يسعى إلى قيام جزائر جديدة، لا علاقة لها بالنظام الذي وضعت أسسه في العام 1965 بعد ثلاث سنوات من الاستقلال. هناك هتاف للآلاف من الجزائريين شاركوا قبل أسبوع في تظاهرة في مدينة بجاية في وسط الجزائر. يقول الهتاف، استنادا إلى صحيفة “لوموند” الفرنسية التي كانت تغطي التظاهرة، “لم نأت للاحتفال (بذكرى بدء الحراك)، جئنا من أجل أن ترحلوا”. يوجد بكل بساطة نظام عاجز عن فهم طبيعة الأزمة الداخلية. هذا النظام انتهى. إنّه مصرّ على أنّ في استطاعته إعادة تأهيل نفسه من منطلق أن الأزمة كانت في بوتفليقة وأفراد الحلقة الضيّقة المحيطة به الذين يُحاكَمُون حاليا والذين صدرت في حقّهم عقوبات بالسجن. كلّا، إن هذه الأزمة تكمن في تركيبة النظام نفسه الذي صار في حال طلاق مع المواطن الجزائري العادي الذي أنهكته سياسات قائمة على تحكّم المؤسسة العسكرية بكلّ شاردة وواردة في البلد.
على الصعيد الخارجي، آن أوان التخلّص من عقد الماضي، في مقدّمها عقدة المغرب. هناك حدود برّية مغلقة بين البلدين منذ العام 1994، كيف ترفض الجزائر البحث في كيفية تحويل هذه الحدود منطقة للتعاون المشترك بين البلدين الجارين، على الرغم من كلّ المبادرات التي قام بها المغرب، بما في ذلك مبادرات من الملك محمّد السادس نفسه. هل تخشى الجزائر أن يذهب المواطن إلى المغرب، ويرى بنفسه الفارق بين بلد طبيعي عرف كيف يطور نفسه، على الرغم من عدم امتلاكه ثروات طبيعية مثل النفط والغاز، وبلد بدّد ثرواته الكبيرة خدمة لأهداف لا علاقة لها برفاه المواطن ومستقبل أولاده؟
من حقّ النظام الجزائري السعي إلى البقاء بكل الوسائل الممكنة، بما في ذلك الهرب المستمرّ إلى الخارج. ما ليس من حقّه الاستمرار في العيش على وهم القوّة الإقليمية التي ترفض التصالح مع الداخل الجزائري ومع محيطه المباشر. الأكيد أنّ ابتزاز المغرب لن يقدّم ولن يؤخر، وأن “بوليساريو” لا يمكن أن تكون يوما أكثر من أداة في خدمة الأجهزة الجزائرية. متى تتصالح الجزائر مع نفسها، ومع الواقعين الداخلي والإقليمي؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أزمة الجزائر أزمة الجزائر



GMT 15:56 2025 الأربعاء ,18 حزيران / يونيو

هند صبري.. «مصرية برشا»!

GMT 17:41 2025 الإثنين ,16 حزيران / يونيو

..وإزالة آثار العدوان الإسرائيلى

GMT 22:58 2025 الأربعاء ,04 حزيران / يونيو

سباق التسلح الجديد؟

GMT 11:26 2025 الجمعة ,30 أيار / مايو

مستحيلات يمنيّة… بعد ربع قرن على الوحدة

GMT 11:25 2025 الجمعة ,30 أيار / مايو

سر الأردن.. بعد 79 عاما من الاستقلال

هيفاء وهبي تتألق بتنسيق اللون الزهري والأسود مع لمسة الذهبي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:27 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تتمتع بسرعة البديهة وبالقدرة على مناقشة أصعب المواضيع

GMT 02:03 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

أجمل موديلات فساتين عروس طبقات 2020

GMT 07:33 2023 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد صلاح يُصبح هداف مصر التاريخي في تصفيات كأس العالم

GMT 14:18 2019 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

مصر ترد على وكالة "ناسا" بشأن الإعصار المتجه نحو البلاد

GMT 13:10 2019 الأربعاء ,25 أيلول / سبتمبر

طاليب ينتقد معارضيه بعد انتصاره على الوداد

GMT 04:24 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

برنامج تجسس" يستهدف الهواتف ويسرق محتوياتها في المغرب"

GMT 19:09 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

ليليان تورام يزور أكاديمية نادي الفتح الرياضي

GMT 22:36 2016 الثلاثاء ,15 آذار/ مارس

10 نصائح للعناية بالشعر المعالج بالكيراتين

GMT 03:53 2015 الإثنين ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

روندا روزي تتعرّض لضربة قاضية متوقعة من هولي هولم

GMT 06:38 2014 الأربعاء ,20 آب / أغسطس

توقيف نائب وكيل الملك في ابتدائية الناظور

GMT 19:25 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

نور الشريف يكشف حقيقة اشتراكه في فيلم روسي

GMT 06:13 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ياسمين الخيام تكشف حقيقة خروج الفنانة شادية من المستشفى

GMT 03:25 2017 الجمعة ,29 أيلول / سبتمبر

الرحمة على أعز الناس!
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib