ما سبب الزيارة
إيران تعلن تنفيذ ضربة صاروخية دقيقة استهدفت منزل عائلة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بلدة قيسارية وقوع خمسة انفجارات متتالية لسيارات مفخخة في مواقع مختلفة داخل مدينة طهران وسط حالة من الغموض الملك عبد الله الثاني يؤكد أن بلاده تبذل أقصى الجهود الدبلوماسية على المستويين الإقليمي والدولي لضمان “التهدئة الشاملة” في المنطقة الأردن يطلق صافرات الإنذار وإسرائيل تصعد بغارات جوية على طهران وسط توتر غير مسبوق إيران تُسقط 44 طائرة مسيرة وصغيرة تابعة لجيش الاحتلال وتتوعد برد حاسم على إسرائيل الاحتلال الإسرائيلي يقصف 11 هدفاً في إيران بينها منشآت نووية ومحطات كهرباء الملياردير إيلون ماسك يؤكد أن خدمة الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية "ستارلينك" مفعّلة للشعب الإيراني إنستغرام يتيح للمستخدمين إعادة ترتيب الصور ومقاطع الفيديو القصيرة على الملف الشخصي ميتا تقاضى شركةً تستخدم إعلانات فيسبوك للترويج لتطبيق يُنشئ صورًا عارية مزيفة ويكيبيديا تلغى خطة ملخصات المقالات بالذكاء الاصطناعي بعد سخرية المحررين من الفكرة
أخر الأخبار

ما سبب الزيارة؟

المغرب اليوم -

ما سبب الزيارة

بقلم : جمال بودومة

النحس هو أن تسافر مع “الخطوط الملكية المغربية”، وتجد الرحلة عن آخرها مليئة بالركاب، ويكون مقعدك في “قزيبة” الطائرة، وأمامك “بعلوك” لا يتوقف عن الصراخ… كأنك في حمام بلدي، أو في عرس أو عقيقة أو ختان، حيث الأطفال يبكون بصوت جماعي، بسبب الجوع والتعب والجو الصاخب الذي لا يناسب أعمارهم. الموسيقى الأندلسية “تشنف” آذان المسافرين وتزيدك اقتناعا أنك في عرس. الطفل يبكي  وأمه تحاول أن تسكته دون جدوى. لماذا لا تشرّبه ملعقتين من “السيرو ديال النعاس”، ذلك المشروب السحري، الذي يحل معضلة صراخ الأطفال خلال الأفراح والمناسبات؟ فكرت أن أقترح عليها الفكرة، وخشيت أن تعتقد أنني مجنون!

أنا فعلا مجنون لأنني أسافر مع الخطوط الملكية المغربية. لأسباب غامضة، أحرص دائماً على ذلك وأندم في النهاية. خدمات “لارام” تتدنى مع مرور الرحلات والسنين. الطائرات تتأخر والطاقم أكثر تجهما والأكل أقل جودة. من المفروض أن تعرض عليك الشركة وجبتين لتختار واحدة: اللحم أو الدجاج. عندما تجلس في مؤخرة الطائرة لا يعود بإمكانك أن تختار، لأن عدد الركاب أكثر من عدد الوجبات. عليك أن تقبل بما “شاط”. وعليك أن تختار بين عصير البرتقال أو كأس ماء لأن المشروبات الأخرى نفذت. الطامة الكبرى أن العصير ليس طبيعيا، بل مجرد “نكتاري” من النوع الرخيص، كله سكر وملونات! وإذا كنت محظوظا يصلك فنجان قهوة في نهاية الوجبة، أما إذا كنت “منحوسا” مثلي، ستطلب من المضيف أن يملأ فنجانك وسيعتذر وهو يحرك “التيرموس” في الهواء، علامة على أنه فارغ، ويهز كتفيه متأففا.

أما القراءة على متن “الخطوط الملكية المغربية” فمتعة أخرى. الشركة تقترح على زبنائها الكرام جرائد من النوع النادر، قلما تصادفها في الأكشاك: “الصحراء المغربية” و”ليزيكو”… كل ذلك على نغمات الأندلسي: يانّنا ويانّنا وياّننا… ليس عندي مشكلة مع طرب الآلة، لكن الموسيقى المغربية متنوعة، ولا أفهم لماذا لا تزاوج الشركة بين مختلف الألوان الموسيقية: مرة الأندلسي ومرة العيطة ومرة الرگادة ومرة الطقطوقة ومرة البلدي… إلخ.

لا صوت يعلو على صوت الآلة. ما عدا بكاء الطفل الذي تحول إلى حشرجة رتيبة، فيما الأم تحاول إسكاته، والشاشات تعرض تعليمات السلامة. لا أحب الإنصات لهذه الترهات. حين تسقط الأقنعة وسترات النجاة وتضاء الممرات الآمنة… يكون الأوان قد فات. عندما تكون في السماء ينتابك خشوع غريب، تحس أنك قريب من الله، ويمكن في أي لحظة أن تكمل رحلتك إلى الأعلى!

ما تبدأه “لارام” في السماء، تكمله الشرطة على الأرض. الإجراءات المشددة في مطارات المملكة لا تتغير. صفوف طويلة لختم الجوازات، وعليك أن تعبئ ورقة الاستعلام البيضاء، وبالفرنسية من فضلك: الاسم والنسب، تاريخ الازدياد ومكانه، رقم جواز السفر وتاريخ تسليمه، المهنة والعنوان الذي ستنزل فيه أثناء مقامك في البلاد… بطاقة استعلام، بخط اليد، لا توجد إلا في المملكة. متى سيتخلى البوليس المغربي عن هذه الطريقة العتيقة في جمع المعلومات؟ المراقبة ضرورية والاستعلام مبرر، خصوصا في زمن الإرهاب، لكنهما مزعجان حين يمسان بحرية الأفراد. الشيء إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده. من المفيد أن يجمع الأمن أقصى ما يمكن من المعلومات حول الأشخاص الوافدين على المملكة، لكن لا بأس لو يصنع ذلك بقليل من الكياسة واللباقة. ما معنى أن يفتش شرطي المطار عن العنوان الذي ستقيم فيه بالمغرب؟ وما معنى أن يسألك عن “سبب الزيارة”؟… أي زيارة؟ “مالي جاي لمولاي ادريس!”

المصدر : جريدة اليوم 24

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما سبب الزيارة ما سبب الزيارة



GMT 16:20 2020 الخميس ,30 كانون الثاني / يناير

سعيد في المدرسة

GMT 11:52 2020 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

تيفيناغ ليس قرآنا!

GMT 14:26 2019 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

«بيعة» و «شرية» !

GMT 05:27 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

«لا يُمْكن»!

GMT 03:32 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

!الوهم الأبیض

أمينة خليل تتألق بفستان زفاف ملكي يعكس أنوثة ناعمة وأناقة خالدة

القاهرة - سعيد الفرماوي

GMT 14:57 2025 الثلاثاء ,06 أيار / مايو

بورسيا دورتموند يؤجل تمديد عقود نجومه الأربعة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib