محمد عبد العزيز بورتريه لرجل ميت
إيران تعلن تنفيذ ضربة صاروخية دقيقة استهدفت منزل عائلة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بلدة قيسارية وقوع خمسة انفجارات متتالية لسيارات مفخخة في مواقع مختلفة داخل مدينة طهران وسط حالة من الغموض الملك عبد الله الثاني يؤكد أن بلاده تبذل أقصى الجهود الدبلوماسية على المستويين الإقليمي والدولي لضمان “التهدئة الشاملة” في المنطقة الأردن يطلق صافرات الإنذار وإسرائيل تصعد بغارات جوية على طهران وسط توتر غير مسبوق إيران تُسقط 44 طائرة مسيرة وصغيرة تابعة لجيش الاحتلال وتتوعد برد حاسم على إسرائيل الاحتلال الإسرائيلي يقصف 11 هدفاً في إيران بينها منشآت نووية ومحطات كهرباء الملياردير إيلون ماسك يؤكد أن خدمة الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية "ستارلينك" مفعّلة للشعب الإيراني إنستغرام يتيح للمستخدمين إعادة ترتيب الصور ومقاطع الفيديو القصيرة على الملف الشخصي ميتا تقاضى شركةً تستخدم إعلانات فيسبوك للترويج لتطبيق يُنشئ صورًا عارية مزيفة ويكيبيديا تلغى خطة ملخصات المقالات بالذكاء الاصطناعي بعد سخرية المحررين من الفكرة
أخر الأخبار

محمد عبد العزيز: بورتريه لرجل ميت !

المغرب اليوم -

محمد عبد العزيز بورتريه لرجل ميت

بقلم : المختار الغزيوي

لم  يمت الثلاثاء. مات يوم باع وطنه..
لم يغلبه سرطان الرئة يوم 31ماي فقط، بل غلبته أطماع شخصية ودفع خارجي مستمر منذ 1975 لكي يحلم بجمهورية وهمية على المقاس، وبمنصب رئاسي على المقاس، وبأشياء أخرى كثيرة على المقاس، رغم علمه في دواخل دواخله أن هذا المقاس غير ممكن، بل مستحيل، بل لايوجد له سند على الأرض ولا في السماء أبدا.
إنتهى يوم الثلاثاء جسدا فقط، لكنه انتهى قبل ذلك بكثير سياسيا.
إنتهى يوم انتهت الحرب الباردة، لكنه لم يفهم.
شيء ما في الذهن الجنوبي، المتقد عادة، والذكي عادة، واللماح عادة، انطفأ عند عبد العزيز ولم يسمح له بامتلاك مايكفي من الحياة لالتقاط الحكاية كلها ووضع نقطة النهاية لها قبل أن تنتهي لوحدها مثلما وقع ذلك الثلاثاء.
لم يكن سيد قراره. هذه مسلمة، ولم يكن يستطيع أن يقول للسيدة الأولى مثلما تسمي عقيلته نفسها في المخيمات « ما الذي سيطبخه لنا العبيد هذه الليلة؟ » دون أن يلتفت جهة المرادية ودون أن يحني رأسه بخشوع كبير وهو يسأل الجنرالات المتنفذين هناك « هل مرت الأجرة سادتي؟ »
لذلك بدأ مشهده حزينا جدا، وهو يختلق حكاية كبرى تحولت من المطالبة بحقوق طلابية في الرباط ذات سنة إلى المطالبة بدولة بكاملها على أحضان الوهم في قلب الرمال المتحركة، بين سراب الواحات وبين غبش تلك الرؤية غير الممكنة التي تفرضها الرياح إذ تعلو فوق الكثبان فلاتبقي ولا تذر..
ولذلك تواصل مشهده حزينا، وهو يجر أمامه من لايمكن أن نسميهم إلا بالمهجرين من وطنهم، وليس اللاجئين ولا سكان المخيمات ممن حكمت عليهم الظروف أن يكونوا أسرى له طيلة هاته المدة.
ولذلك انتهى المشهد حزينا، وملك الموت سيدنا عزرائيل يراوح مكانه يوما بعد الآخر بين المرادية يفكر في قبض روح بوتفليقة المريض، أو بين الجزائر العاصمة يقرر التخلص من المراكشي الأكثر مرضا
في النهاية اختار الموت الرجل الثاني لكي ينتهي منه، قبل أن يدخل إلى المداولة من أجل النطق بالحكم مشهد الجزائر الحزينة بجلطتها الدماغية هي الأخرى، لا تتحكم في أطرافها ولا تعرف أي قدر سيسوقها إليه الكرسي المتحرك الذي لايعرف من يدفعه بالتحديد.
في الصحراء ذلك الثلاثاء، قرابة الخامسة بعد الزوال تحركت تيارات هوائية كثيرة. حملت معها ذرات رمل عديدة، وانتقلت من المكان إلى المكان حاملة الخبر للشساعة الممتدة في الزمان كله أن المراكشي – ذلك الذي كان الحسن الثاني رحمه الله يصر على تسميته بالمراكشي – قد رحل
سأل العديدون العديدين « وماذا بعد؟ »
ردت عليهم الصحراء بكل جبروتها : « رحل العديدون ولم يستطيعوا أن يصلوا إلى أن يصبحوا بنفس قامتي لذلك لاخوف. هذا الموت كان قائما منذ مدة غير هينة، والثلاثاء تأكد بشكل مادي فقط، الآن هل سيمتلك الباقون هناك القدرة على بعض من حياء ومن حياة؟ »
رن السؤال في السؤال، وعند المتتبعين إجابة تبدو كالحاسمة « لو اختارت الجبهة استقلاليتها وهربت من أحضان من يدفع لها أكثر أي من الزبون الأول الجزائر لحل الإشكال كله، ولعادت الصحراء إلى مغربها عنوان تاريخ وحضارة وجغرافيا وكل أوجه الانتساب »
أما لو بقيت البوليساريو مجرد فراش يدخله ليلا الجنرالات لكي يبيضوا في فسقه أموال المساعدات الأجنبية ويطيلوا أمد معاناة الجزائريين، ومعهم معاناة المهجرين من وطنهم من المغاربة، وهذا هو المتوقع، فلن يكون لموت  عبد العزيز مثلما حياته تماما أي معنى.
أسوأ شيء في الكون كله أن تكون حياتك بلا معنى، وأن يكون موتك أيضا بلامعنى. أن تعبر أربعين سنة ويزيد حاملا لوهم بين يديكك يعطيك الأجانب القدرة على إبقائه مشتعلا وإن كنت تحس انطفاءه، وأن تنتهي عقودك الأربعة في الحكم المضحك المتخيل، وأن تدفن في مكان ما غير قابل للتحديد، وأن تقيم عليك الجزائر ثمانية أيام حدادا لعلمها هي الأخرى أن عليها الاستعداد لموت قريب.
في الصحراء مثلما تقترحها الجزائر موت كثير، وفي الصحراء التي ننتمي إليها نحن يد مغربية تمتد بالحياة، وآفاق أخرى فتحت نفسها من كوة غسق دافئ بلون جد رومانسي خفيف يحمل إسم مرحلة مابعد عبد العزيز.
لننتظر وسنرى، في انتظار ذلك رحم الله كل من لم يبع وطنه ولم يخن، ألم يقلها المغاربة للمستعمر في النشيد الاستقلالي « والحمد لله رب العالمين، ولعنة الله على الخائنين »؟
بلى قالوها منذ سنوات عديدة ولازالوا يرددونها إلى اليوم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محمد عبد العزيز بورتريه لرجل ميت محمد عبد العزيز بورتريه لرجل ميت



GMT 04:18 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

الملك والشعب…والآخرون !

GMT 04:27 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

أطلقوا سراح العقل واعتقلوا كل الأغبياء !

GMT 06:11 2017 الخميس ,01 حزيران / يونيو

ولكنه ضحك كالبكا…

GMT 05:21 2017 الإثنين ,01 أيار / مايو

سبحان الذي جعلك وزيرا ياهذا!

أمينة خليل تتألق بفستان زفاف ملكي يعكس أنوثة ناعمة وأناقة خالدة

القاهرة - سعيد الفرماوي

GMT 14:57 2025 الثلاثاء ,06 أيار / مايو

بورسيا دورتموند يؤجل تمديد عقود نجومه الأربعة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib