بقلم: د.أسامة الغزالي حرب
يوم السبت الماضى (31 مايو) احتفلت الإذاعة المصرية بعيدها الحادى والتسعين! نعم... واحد وتسعون عاما هو عمر إذاعتنا العريقة، منذ أن انطلقت، فى مثل ذلك اليوم من عام 1934، كلمة «هنا القاهرة»، كواحدة من أقدم إذاعات العالم! ومن منظور الجيل الذى أنتمى إليه، وأنا الآن فى الثامنة والسبعين من عمرى فقد كانت ولاتزال للإذاعة مكانتها الخاصة عندي، التى لم ينازعها أبدا أى وسيط إعلامى آخر مرئيا (التليفزيون) أو مقروءا (الصحف)، أو السوشيال ميديا التى تعج بها الآن أجهزة الموبايل! نعم.. للإذاعة، ولأجهزة الراديو، مكانة خاصة عندي، أقرب للارتباط العاطفي! ويحيط بى فى مكتبى بالمنزل نحو عشرة أجهزة ، كل منها مضبوط على إذاعة معينة، فلا أستهلك وقتا فى إدارة مؤشر المحطات! هذا للبرنامج العام، وذلك للبرنامج الموسيقي، وذلك لإذاعة القرآن الكريم، وآخر لإذاعة الأغاني.. إلخ. وفى الحقيقة..، فإن حبى وارتباطى بالإذاعة يعود مبكرا للغاية إلى أيام الطفولة البعيدة..، وأتصور أن مما يجمع بين العواجيز من أبناء جيلي، استماعنا القديم إلى «على الناصية» لآمال فهمي، و«ألف ليلة وليلة»، لطاهر أبو فاشا ومحمد محمود شعبان، و«ما يطلبه المستمعون» لسامية صادق، و«إلى ربات البيوت» لصفية المهندس، الذى كانت أمى رحمها الله تحرص على سماعه كل صباح. والأصوات المميزة للمذيعين الكبار: حسنى الحديدى وجلال معوض وفاروق شوشة ووجدى الحكيم وأحمد سعيد..إلخ. وهل أنسى إنصاتى الشديد للإذاعة عندما كان يقول احدهم، فى شبابى «بعد قليل.. نذيع نبأ هاما!» فألتصق بالراديو منتظرا سماعه؟! ولم يقلل ظهور التليفزيون أبدا عندى من ميلى لسماع الإذاعة التى لاتحتاج أن «تتفرغ» لها، مثل التليفزيون! وذلك مايفسر الارتباط القوى بالإذاعة لمن يستمعون لها فى ساعات عملهم، سواء كانوا فلاحين فى حقولهم أو سائقين فى سياراتهم. تحية حارة مستحقة لإذاعاتنا العريقة العديدة، فى ذكرى مولدها!