مفكرة القرية قال لهم غداً يوم ماطر
جيش الاحتلال الإسرائيلي يرصد إطلاق موجة صواريخ جديدة من إيران تجاه الأراضي المحتلة دونالد ترامب يهاجم مديرة الاستخبارات الوطنية بسبب تقييماتها بشأن النووي الإيراني مستشفيات الاحتلال الإسرائيلي تعلن إرتفاع حصيلة الضربة الإيرانية على حيفا إلى 33 مصاباً غارة جوية استهدفت منطقة محيط ميناء الناقورة في جنوب لبنان في تصعيد جديد ضمن التوتر المتصاعد بين إسرائيل ولبنان الدفاعات الجوية الإيرانية تسقط طائرات مسيّرة إسرائيلية فوق مدينة مشهد شمال شرقي البلاد فيسبوك يطلق دعم مفاتيح المرور لمكافحة هجمات التصيد الاحتيالى عودة تدريجية لخدمات الاتصالات الثابتة والإنترنت جنوب قطاع غزة صعوبات فى الوصول إلى خدمات الإنترنت بإيران لدرء الهجمات الإلكترونية الإسرائيلية انفجار مركبة الفضاء "ستارشيب" خلال الاستعدادات للرحلة التجريبية العاشرة وسائل إعلام إسرائيلية تقول إن الجيش الإسرائيلي رصد إطلاق صواريخ جديدة من إيران، و يُطلب من "الإسرائيليين تقليل حركتهم ودخول المناطق المحمية فور تلقي الإنذار في الدقائق المقبلة .
أخر الأخبار

مفكرة القرية: قال لهم غداً يوم ماطر

المغرب اليوم -

مفكرة القرية قال لهم غداً يوم ماطر

سمير عطاالله
سمير عطاالله

مرت مواعيده ولم يأت بعد. كثر البرد، وتنوعت سرعة الرياح، ومرت أسراب الطيور المهاجرة، وظهرت علاماته كلها، وهو يعاند ولا يطل. شتاء بلا مطر. مضى الخريف بكل أوراقه الذابلة، وكثر عواء الثعالب الجائعة تبكي حالها وحال صغارها في الوديان. ولا يطل. ولا هو يحترم طقوسه ودوره بين الفصول. وتشتعل المواقد بلا أنس وصوت زخ المياه على النوافذ. وأين صوت السواقي تغني على هواها نشيد المياه. والنساء تتمتم في صوت خافت أدعية حانية، لعله يتحنن هو أيضاً.

لا يعرف المطر كم تحبه الأرض وتتحرق إليه. وكم يهفو إليه أرباب العائلات والفلاحون والزراعون وتجار المواسم. تأخر السيد المطر هذه السنة. قفل الخريف بعيداً، ولم يعقبه امتداداه.
وجاء برد الشتاء، ومرت في سمائنا غيوم سريعة حائرة لا تعرف أين سترمي حمولتها. الجميع هنا ينتظرون. الحاصدون وزارعو المواسم المقبلة، وقطافو الزيتون، والينابيع التي تخشى أن تجف ضروعها، وتجار موسم الريحان، وبائعو الحطب.

والشتاء لا يطل. ولمرة نادرة لا تفرح القرية بالقمر صافياً من دون غيوم ملبدة تتسابق من حوله حاجبة بهجته الوديعة والمسلية. ويسود قلق على التلال والروابي والأودية والهضاب. يتساءل القرويون في صوت خافت وهم يتبادلون التحيات، هل هو غضب الله؟ فإذا ما تأخر الهطول كثيراً سوف يكون العقاب قاسياً: لا مياه من السماء تعني لا مياه من الأرض. ولا وفرة. ولا رعي. وسوف يردد الرعيان المواويل اليائسة لحبيباتهم اللواتي في انتظار المحاصيل ومواعيد الأعراس في كل الحارات تقريباً: الحارة الفوقا، وحارة السهل، وحارة المطل، والحارات الصغيرة التي أهملت بلا أسماء، كأنها مجرد فواصل في نص جميل.

لكن المفاجآت لا تتأخر طويلاً. وها هي تلمع فوق جميع الأمكنة. برق متواتر ورعود مرعبة مثل سيوف الغاضبين. وليعطِ المعلم «رفول» ما شاء من الدروس، وكيف تحيط المياه بالأرض، وكيف تسخنها أشعة الشمس في البحار والبحيرات، وترفعها ثم تتركها تتساقط ثلجاً أو بَرَداً أو مياهاً. دائماً سابح في العلم هذا المعلم رفول. يلف الدنيا بمخيلته كما يلف تبغه بالورق الناعم. ولا يعتب على شيء أو على أحد. لكنه يفقد شيئاً من سكينته إذا ما تأخر الشتاء موعداً بعد آخر. ولا يتوقف عن إعطاء الدروس المعقدة التي تزيد من هيبته أمام الصغار وأهلهم. ويتحدث عن شيء هائل يدعى المحيطات ورطوبة الهواء، ويسمي أسماء صعبة عن الرطوبة والبوتاس والسوديوم، وسلسلة طويلة من الأسماء المملة، فيغفوا التلاميذ مللاً وضجراً في مقاعدهم، إلى أن يوقظهم رعد عظيم فيستيقظون فوراً على صوت رفول يقول في فرح علماء الطقس، «ألم أقل لكم أمس، غداً يوم ماطر في كل النواحي»! ويضحك منه التلاميذ ويتغامزون. ويشعر بذلك لكنه يتجاهل طفولتهم. ويترك كل واحد منهم لمخيلاته البعيدة. واحد يقود سيارة، وواحد طائرة، وواحد يحلم بشاحنة كي يساعد والده في شحن الحجارة. ويقطع أحلامهم هطول هاطل. ويستبقون العودة إلى المنازل لرؤية الفرح على وجوه العائلة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مفكرة القرية قال لهم غداً يوم ماطر مفكرة القرية قال لهم غداً يوم ماطر



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

هيفاء وهبي تتألق بتنسيق اللون الزهري والأسود مع لمسة الذهبي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 22:12 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

"سانغ يونغ" تعّدل سيارات "Korando" الشهيرة

GMT 20:09 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشفِ أفضل الأماكن لقضاء "شهر العسل" في إندونيسيا

GMT 00:32 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

بسيسو يُثمن الدور المصري في دعم القضية الفلسطينية

GMT 04:32 2018 الخميس ,27 أيلول / سبتمبر

"Stratos" أول مطعم دوار في أبو ظبي لعشاق الرفاهية

GMT 13:55 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

"HP" تطرح رسميًا "لاب توب "Elitebook 800 بمواصفات حديثة

GMT 02:28 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

أسرع طريقة لتنظيف الشعر في فصل الصيف

GMT 10:50 2015 الجمعة ,22 أيار / مايو

إصدار نسخة أقوى من سيارة "Land Rover Defender"

GMT 02:59 2014 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

سينما الفن السابع تعرض فيلم "حمى" في الرباط
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib