شخص واحد متعدد المواصفات

شخص واحد متعدد المواصفات

المغرب اليوم -

شخص واحد متعدد المواصفات

سمير عطا الله
بقلم - سمير عطا الله

كان جورج فورست كنان من أبرز الدبلوماسيين الأميركيين، وكبار المؤرخين. رغم مناصبه الدبلوماسية المتعددة، ومؤلفاته الكثيرة، ارتبط اسمه بنظرية «الاحتواء» التي وضعها فيما بعد، في كوريا، وفيتنام، وكوبا، وأفريقيا.

لم يُنهِ الاحتواء حالة الصراع الرهيب في العالم، ولم يقمع الشر في طباع البشر، ولم يحدّ من ثقافة الغزو والاحتلال والاعتداء، لكنه أنقذ العالم مما هو أسوأ من كل ذلك. هُزم الأميركيون في فيتنام، على يد فيتناميين، وليس على أيدي الروس. وهُزم السوفيات في كوبا، ولكن، بلا مبارزة نووية تدمِّر العالم أجمع.

بعد الحرب العالمية الثانية، اكتشف العالم أن في إمكانه أن يكون شريراً وظالماً ورهيباً، لكن قبل الخط الأحمر، لا بعده. لأن ما بعده يعني السقوط في العدم التام.

يعيش العالم على حافة هذا الخط اليوم، مثلما كان منذ الحرب العالمية الأولى. والعنصر الوحيد المطمْئن هو إمكان احتواء الأسوأ. أميركا وروسيا في مواجهةٍ هي الأسوأ منذ صواريخ كوبا، وكلياً في أوكرانيا، وجزئياً في إسرائيل. ولا يتردد فلاديمير بوتين وسيرغي لافروف، في التهديد بالحرب النووية. لكنَّ سياسة الاحتواء لا تلبث أن تظهر وتؤخِّر، أو تعلِّق كل شيء. وتبدو هزيمة أميركا في أوكرانيا هي الأكثر احتمالاً، لأن الاستنزاف الروسي سوف يصل إلى نقطة لا يعود معها الكونغرس قادراً على الموافقة على مزيد من المساعدات. وسوف يندم الفريقان. لأنهما لم يتذكرا «الاحتواء» من قبل.

لا يحل الوضع العالمي الرهيب كما هو الآن، سوى العودة إلى فكر جورج فورست كنان، الذي نشر قبل سنوات قليلة، واحدة من أدق المذكرات وأكثرها شفافية في عالم الدبلوماسية، تدور حول نزوات الجنون ولحظات العقل في عالم الهبوب والواقع أبداً بين الريح والعاصفة.

رغم تلك المعرفة بشؤون العالم والثقافة السياسية النادرة، كان كنان البروتستانتي المنشأ، يعتقد أيضاً بـ«قوة الشيطان»، وأنه يخيّب مداراته. وكان ذلك يثير استغراب الجو الأكاديمي في البلاد. ورغم مكانته العلمية في الدبلوماسية، لم يستطع حمل حقيبة الخارجية، كما كان يتمنى. في مثل هذه الأيام الحالكة، ربما تتذكر الولايات المتحدة تلك النظرية المفيدة، وتعمل على احتواء حلفائها، أولاً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شخص واحد متعدد المواصفات شخص واحد متعدد المواصفات



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

هيفاء وهبي تتألق بتنسيق اللون الزهري والأسود مع لمسة الذهبي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 14:07 2025 الأربعاء ,18 حزيران / يونيو

توم كروز يحصل على أول جائزة أوسكار فخرية في مسيرته
المغرب اليوم - توم كروز يحصل على أول جائزة أوسكار فخرية في مسيرته

GMT 02:17 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

القبعات القش تتصدر قائمة أحدث صيحات الموضة

GMT 05:46 2020 الإثنين ,27 كانون الثاني / يناير

شركة "لفيت" تنافس بأقوى سيارات الدفع الرباعي في العالم

GMT 10:29 2019 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

أجمل ألوان احمر الشفاه لشتاء 2020

GMT 15:59 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

شركة "هوندا" تكشف عن سيارة تعتمد على الذكاء الاصطناعي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib