مقهى ويستفاليا
جيش الاحتلال الإسرائيلي يرصد إطلاق موجة صواريخ جديدة من إيران تجاه الأراضي المحتلة دونالد ترامب يهاجم مديرة الاستخبارات الوطنية بسبب تقييماتها بشأن النووي الإيراني مستشفيات الاحتلال الإسرائيلي تعلن إرتفاع حصيلة الضربة الإيرانية على حيفا إلى 33 مصاباً غارة جوية استهدفت منطقة محيط ميناء الناقورة في جنوب لبنان في تصعيد جديد ضمن التوتر المتصاعد بين إسرائيل ولبنان الدفاعات الجوية الإيرانية تسقط طائرات مسيّرة إسرائيلية فوق مدينة مشهد شمال شرقي البلاد فيسبوك يطلق دعم مفاتيح المرور لمكافحة هجمات التصيد الاحتيالى عودة تدريجية لخدمات الاتصالات الثابتة والإنترنت جنوب قطاع غزة صعوبات فى الوصول إلى خدمات الإنترنت بإيران لدرء الهجمات الإلكترونية الإسرائيلية انفجار مركبة الفضاء "ستارشيب" خلال الاستعدادات للرحلة التجريبية العاشرة وسائل إعلام إسرائيلية تقول إن الجيش الإسرائيلي رصد إطلاق صواريخ جديدة من إيران، و يُطلب من "الإسرائيليين تقليل حركتهم ودخول المناطق المحمية فور تلقي الإنذار في الدقائق المقبلة .
أخر الأخبار

مقهى ويستفاليا

المغرب اليوم -

مقهى ويستفاليا

سمير عطاالله
سمير عطاالله

أبعد الخوف من الوباء الناس عن المقاهي التي صُنفت أماكن مغلقة. وأحزنت الإجراءات الصحية صناعة الخمول اللذيذ هذه، خصوصاً في باريس. والباريسيون لا يذهبون إلى المقاهي ولعاً بها، بقدر ما هو هرب من بيوتهم الصغيرة التي تباع بالقطع، لا بالغرف. الإعلان لا يقول. شقة من ثلاث غرف وحمام، بل ثلاث قطع ونصف. والنصف هو الحمام. وأحياناً يحسب معها مدخل الدرج، وفقاً لقانون «كاريز».

حبست «كورونا» الناس في قِطعها وأبعدتها، عن مقاهيها الجميلة. لكن البلدية اضطرت إلى توسيع حصة المقاهي بالأرصفة التي غيرت وجه المدينة: رصيف خشبي إضافي أمام الرصيف الأب. وزبائن قدامى وجدد. وعندما ترمي باريس عنها مظلتها الرمادية، يخرج أهلها إلى الشمس بسرعة قبل أن تعود إلى عادتها القديمة: السماء الرمادية، ولا شمسي ولا قمري، كما قال الأخطل الصغير.

هذه السنة أمطرت في أغسطس (آب) وأشرقت شمس سبتمبر (أيلول). وامتلأت الأرصفة الإضافية. وخرقتُ عادة – أو تعوّد – الامتناع عن المقاهي واتخذت لنفسي مقعداً يطل على برج إيفل. وبدت باريس كما كانت في أغنية جاك ديترونك، الذي من زمن شبابنا: «إنها الساعة الخامسة. باريس تستفيق».
تمر أمام المقهى وجوه من ملامح جميع أهل الأرض. ويجلس فيه المسنون وقراء الصحف وذوات الحسن أهل الحي والغرباء. وينقضي الوقت وفقاً للتقاليد والاتفاقيات المعقودة: لا هو يشعر بوجودك ولا أنت تشعر بمروره.

من قرأ بعضاً أو كلاً أو شيئاً من الرفوف التي كتبها هنري كيسنجر، يرى أنه يعيد كل شيء إلى اتفاقية ويستفاليا، الموقعة العام 1648. أو اتفاقيتين. لكن تكتشف أيضاً أن المنطقة المعروفة بهذا الاسم تركيبة جغرافية من تراكيب وكراكيب الحروب والسلم. لكن الدكتور كيسنجر أراد، فيما أراد، أن يدور تاريخ العالم، قديمه وحديثه، حول الموضوع الذي وضع عنه أطروحة الدكتوراه. والأرجح أن رئيسه نيكسون، أو وزيره وليم روجرز، لم يكونا قادرين على مناقشته في الموضوع. لذلك أحرقت كمبوديا فيما كان الدكتور يكمل حديثه عن ويستفاليا.

وهذا ما يحدث معي كلما عدت إلى لقاء الأصدقاء في باريس. كل واحد منهم يضع دفتر ذكرياته على الطاولة ويروح يتذكر أيام ويستفاليا. وحربها. وسلمها. وأحياناً يتحدث عنها باعتبارها كانت من شقراوات السين، وأحياناً باعتبارها سائحة من الأرجنتين لها قرابة عائلية مع تشي غيفارا. الأكثر صدقاً بين الرفاق هذه الأيام، هو الذي ينعس ثم يغفل قليلاً ويفيق مستحياً، يريد استئناف الحكي عن «ويستفاليا»: أيوه، شباب، وين كنا؟ يُطرب «الشباب» لهذا اللقب الذي لم يسمعوه منذ توقيع اتفاقية ويستفاليا الثانية. وأمتع ما يطرب الإنسان هو الإطراء الكاذب. هنري كيسنجر لم يعد يكتفي بأنه مفكر كبير، بل صدق أنه دون جوان العصر. ولا تزال أميركا تدفع ثمن الكذبتين: ويستفاليا والوسامة. وكم يبدو زهيداً ثمن القهوة الذي يدفعه «الشباب»، قبل أن تدركهم الساعة الخامسة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مقهى ويستفاليا مقهى ويستفاليا



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

هيفاء وهبي تتألق بتنسيق اللون الزهري والأسود مع لمسة الذهبي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 22:12 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

"سانغ يونغ" تعّدل سيارات "Korando" الشهيرة

GMT 20:09 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشفِ أفضل الأماكن لقضاء "شهر العسل" في إندونيسيا

GMT 00:32 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

بسيسو يُثمن الدور المصري في دعم القضية الفلسطينية

GMT 04:32 2018 الخميس ,27 أيلول / سبتمبر

"Stratos" أول مطعم دوار في أبو ظبي لعشاق الرفاهية

GMT 13:55 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

"HP" تطرح رسميًا "لاب توب "Elitebook 800 بمواصفات حديثة

GMT 02:28 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

أسرع طريقة لتنظيف الشعر في فصل الصيف

GMT 10:50 2015 الجمعة ,22 أيار / مايو

إصدار نسخة أقوى من سيارة "Land Rover Defender"

GMT 02:59 2014 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

سينما الفن السابع تعرض فيلم "حمى" في الرباط
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib