أربعاء الذهول

أربعاء الذهول

المغرب اليوم -

أربعاء الذهول

:سمير عطاالله
سمير عطاالله

الانتخابات في الأنظمة الديمقراطية هي الفرض الأول. هي تحدد الرابح والخاسر. وهي تؤمن التناوب بين القوى والأحزاب، منذ مئات السنين. وحتى في دولة ركيكة الولاءات، مثل إيطاليا، ترتضي الناس نتائج الاقتراع من دون اعتراض، وتبحث الأحزاب الفائزة عن ائتلاف يمثل إرادات الناخبين. وفي دول مثل أميركا وبريطانيا وفرنسا، ينتقل الحكم من حزب إلى حزب، برغم اختلاف الطرق، وخصوصاً الطريقة الأميركية في الاحتساب.

التزوير في دول المسحوق الديمقراطي، أمر تقليدي لا يفاجئ أحداً. وليس هناك في أي حال سوى حزب واحد ورئيس واحد ومرشح واحد وناخب واحد. الذي حدث في واشنطن يوم الأربعاء لا سابقة له في عواصم الدول الديمقراطية: الرئيس يعلن أن الانتخابات التي خسرها مسروقة ومزورة (وبالتالي يرفض نتائجها). ومؤيدوه يقتحمون بعنف مبنى الكابيتول على بعد كيلومترين من البيت الأبيض حيث يعتصم، مالكاً، حتى اللحظة، كل الصلاحيات التنفيذية.

جميع الأفلام الخيالية عن البيت الأبيض، لم يحدث فيها هذا المشهد: الغوغاء تذل شيوخ أميركا ونوابها وتدفعهم إلى الاختباء، فيما المبنى يغرق في الفوضى والدماء والتكسير. وهل هم «متظاهرون» عاديون أولئك الذين تسلقوا الجدران العالية وصارعوا الشرطة ولاكموا رجال الحرس الوطني الأشداء، وهم ما يعادل في البلدان الأخرى، «فرق المكافحة» أو «القوات الخاصة»؟

كيفما تطلعت كان المشهد مفزعاً في واشنطن دي سي يوم الأربعاء. هذه ليست مجرد عاصمة كبرى، أو حتى أولى. العالم كله في انتظار 20 يناير (كانون الثاني)، الدول الكبرى والصغرى، المعادية والحليفة، تترقب سياسات الرئيس الجديد، فيما الرئيس القديم يرفض (حتى اللحظة) قول كلمة واحدة عن تسليمه بالنتائج. إنه جالس في البيت الأبيض يتفرج على ما يجري قبالته، كأنه مجرد مشاهد آخر من ملايين البشر الذين تسمروا في حجور «الكورونا»، يتابعون أكثر المشاهد إثارة في تاريخ العالم.

لكنه أيضاً مشهد «مشين» للأميركيين وللديمقراطية كما قال بوريس جونسون. الغوغاء الأميركية. والجميع خائف من «اليوم التالي» والخطوة التالية. وخصوصاً، طبعاً، الأميركيين، الذين رأوا أنفسهم يقدمون للعالم صورة محزنة جداً عن أعز ما يفاخرون به.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أربعاء الذهول أربعاء الذهول



GMT 15:56 2025 الأربعاء ,18 حزيران / يونيو

هند صبري.. «مصرية برشا»!

GMT 17:41 2025 الإثنين ,16 حزيران / يونيو

..وإزالة آثار العدوان الإسرائيلى

GMT 22:58 2025 الأربعاء ,04 حزيران / يونيو

سباق التسلح الجديد؟

GMT 11:26 2025 الجمعة ,30 أيار / مايو

مستحيلات يمنيّة… بعد ربع قرن على الوحدة

GMT 11:25 2025 الجمعة ,30 أيار / مايو

سر الأردن.. بعد 79 عاما من الاستقلال

هيفاء وهبي تتألق بتنسيق اللون الزهري والأسود مع لمسة الذهبي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 14:07 2025 الأربعاء ,18 حزيران / يونيو

توم كروز يحصل على أول جائزة أوسكار فخرية في مسيرته
المغرب اليوم - توم كروز يحصل على أول جائزة أوسكار فخرية في مسيرته

GMT 02:17 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

القبعات القش تتصدر قائمة أحدث صيحات الموضة

GMT 05:46 2020 الإثنين ,27 كانون الثاني / يناير

شركة "لفيت" تنافس بأقوى سيارات الدفع الرباعي في العالم

GMT 10:29 2019 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

أجمل ألوان احمر الشفاه لشتاء 2020

GMT 15:59 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

شركة "هوندا" تكشف عن سيارة تعتمد على الذكاء الاصطناعي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib