ولاد الشمس غير قابل للرحيل

(ولاد الشمس).. غير قابل للرحيل!!

المغرب اليوم -

ولاد الشمس غير قابل للرحيل

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

انتهت، قبل يومين، أحداث الشوط الأول من ماراثون الدراما، وصعد للقمة نحو ستة مسلسلات، لم تتجاوز كل منها خمس عشرة حلقة، استحقت البقاء، لأنها حافظت على تفردها.

(أشغال شقة جدا) و(قلبى ومفتاحه) و(٨٠ باكو) و(النص) و(ولاد الشمس) و(إخواتى).

المسلسل الأخير أضاف فى نصف الحلقة الأخيرة (ترنيمة) إبداعية، لمحة ذكية غير مسبوقة، أشرف عليها زميلنا الكاتب والناقد مصطفى حمدى، عندما كسر الخط الوهمى بين الشاشة والواقع.

تعودنا فى الحلقة الأخيرة من المسلسل أو مع نهاية أحداث الفيلم وقبل أن نقرأ كلمة النهاية، نروى على عجالة مصير الشخصيات، هذا تم إلقاء القبض عليه، وذاك لايزال مطلوبا للعدالة، بينما الثالث صعدت روحه للسماء، والرابع يمضى شهر العسل فى جزر (المالديف)، وتعددت النهايات، سواء كانت تلك الأحداث حقيقية، أو متخيلة، الناس تترقب مصير الأبطال، إلا أننا هذه المرة تابعنا إطلالة مختلفة، أضاف المخرج شادى عبدالسلام والكاتب مهاب طارق بعدا آخر وهو الإمساك بإحساسنا النفسى تجاه الأبطال، وتقديمه برؤية واقعية مباشرة.

أطفال الملجأ هم (أولاد الشمس)، الذين يخجلون من الإفصاح عن هويتهم.

هل يظل الإنسان مكسورا طوال حياته بسبب ذنب لم يرتكبه، سواء خطيئة ارتكبها الأب أو الأم أو بسبب العوز المادى، من يتربى فى الملجأ، ليس شرطا أن يكون مجهول الأبوين، ضيق ذات اليد يدفع الأهل أحيانا للذهاب بأبنائهم للحماية داخل جدران الملجأ لضمان العيش والأمان ولو فى حدوده الدنيا.

لدينا نموذجان الشاعر (الفاجومى) أحمد فؤاد نجم، والمطرب عبدالحليم حافظ.

نجم منذ زمن بعيد حطم الإحساس بالخجل، ولا تعنيه نظرات الناس، وكان يعلن فى كل مناسبة، وأحيانا بدون مناسبة، أنه أمضى نحو ٩ سنوات بالملجأ، لأنه من الفرع الفقير لعائلة (نجم)، وكان زميلا بل منافسا لعبدالحليم حافظ فى الغناء داخل الملجأ، عندما كان يتم تعليمهم العزف والموسيقى، ملحوظة خارج النص، لهذا السبب لم يتحمس عبدالحليم للغناء بأشعار نجم، برغم حماس الموسيقار الكبير كمال الطويل لكلماته، وذلك لإحساسه أنه عندما يرى نجم، سوف يستعيد لا شعوريا ذكريات سنوات الملجأ التى يريد أن يمحوها من الذاكرة.

عبدالحليم أنكر ذلك فى حياته والورثة لايزالون على الدرب ينكرون.

المسلسل فى نهايته استطاع المشى على الأسلاك الشائكة، وقدم لنا عددا منهم وجها لوجه يقدمون لنا حياتهم ونفخر بإنجازهم فى حياتهم العملية، ونفخر أكثر بقدرتهم على مواجهة المجتمع، وأظن أن الجزء الأخير من الحلقة لن يبرح الذاكرة، وسيظل قادرا على الإشارة العملية لسلاح نادر، قدرة الشريط الفنى على اختراق حاجز الحياة.

فى الملجأ نعيش التفاصيل بكل أبعادها، وبشاعتها، ونشعر مثل أحمد مالك وطه دسوقى بأننا نتحمل مسؤولية (إخواتنا)، الحالة الاجتماعية التى كتبها مهاب وعبر عنها شادى بداية الخيط لزرع الثقة فى تحقيق التواصل، البناء الدرامى والنفسى لكل الشخصيات هو ما منحنا فيضا من تلك النشوة، مسحة الميلودرامية تسيطر على الأحداث كانت مقننة وعمقت بداخلنا الكثير.

كل التفاصيل فى المسلسل دفعت به لتلك المكانة الخاصة، بعد أن اخترق ببراعة الحاجز الوهمى بين الشاشة والحياة، (ولعة) أحمد مالك و(مفتاح) طه دسوقى و(بابا ماجد) محمود حميدة و(سحر) فرح يوسف و(قطايف) معتز هشام و(أمينة) دنيا ماهر و(عبيد) مينا أبوالدهب.

حالة خاصة سكنت قلوبنا، وحررتنا، ومنحتنا قراءة ورؤية مختلفة للدنيا ولأنفسنا!!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ولاد الشمس غير قابل للرحيل ولاد الشمس غير قابل للرحيل



GMT 19:06 2025 الثلاثاء ,17 حزيران / يونيو

ما بدأ في غزة… انتهى في داخل إيران

GMT 19:04 2025 الثلاثاء ,17 حزيران / يونيو

الدمار والتدمير

GMT 18:59 2025 الثلاثاء ,17 حزيران / يونيو

تحليل الحروب على طريقة الأهلى والزمالك!

GMT 18:52 2025 الثلاثاء ,17 حزيران / يونيو

الأهمّ هو بقاء النظام وليس بقاء النووي

GMT 18:50 2025 الثلاثاء ,17 حزيران / يونيو

الصفقة الكبرى أو الحرب الكبرى

GMT 18:49 2025 الثلاثاء ,17 حزيران / يونيو

إيران وأحصنة طروادة

GMT 18:48 2025 الثلاثاء ,17 حزيران / يونيو

دول الخليج ورسائل الوسطية

GMT 18:47 2025 الثلاثاء ,17 حزيران / يونيو

طبقية في زمن الحرب!

هيفاء وهبي تتألق بتنسيق اللون الزهري والأسود مع لمسة الذهبي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:28 2025 الثلاثاء ,17 حزيران / يونيو

لمحة عن أبرز صيحات ديكور المنزل لصيف 2025
المغرب اليوم - لمحة عن أبرز صيحات ديكور المنزل لصيف 2025

GMT 16:23 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 17:54 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 21:53 2025 الخميس ,03 إبريل / نيسان

أداة سحرية لنسخ أي نص من شاشة جهاز ماك بسهولة

GMT 21:07 2025 الأربعاء ,09 إبريل / نيسان

"إنستغرام" تختبر خاصية "الريلز" المقفلة

GMT 18:58 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

القنوات المجانية الناقلة لمباراة المغرب والكوت ديفوار
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib