منسوب المزاج العام

منسوب المزاج العام

المغرب اليوم -

منسوب المزاج العام

سليمان جودة
بقلم - سليمان جودة

جاءتنى رسائل كثيرة من عدد من المواطنين، وكلها تأخذ موضوع إزالة مقبرة يحيى حقى، ومن قبلها مقبرة طه حسين، مدخلًا إلى موضوع آخر تمامًا.

فى الرسائل سؤال واحد هو كالتالى: إذا كان الاهتمام كله قد استأثرت به مقبرة عميد الأدب العربى، ثم مقبرة صاحب «قنديل أم هاشم» من بعدها، فلا اعتراض لنا على ذلك، ولكن أين الاهتمام بالمقابر العادية التى تقرر إزالتها فى منطقة السيدة نفسية وفى غيرها؟!.

وما نفهمه من أصحاب الرسائل جميعًا، أنهم أصحاب مقابر تقع فى طريق التطوير المقرر، وأنه لا اعتراض لهم على التطوير، ولا حتى على الإزالة، ولكن الاعتراض هو على عدم تعويضهم بشكل عادل.. والتعويض الذى يطلبونه هو حصول كل واحد فيهم على قطعة من الأرض تعادل المساحة التى سينتقلون منها من حيث قيمتها، لا من حيث مساحتها.

وأظن أن هذا مطلب عادل، كما أظن أن الحكومة مدعوة إلى الاستجابة له، لأن الرئيس لا يترك مناسبة يفتتح فيها مشروعًا جديدًا إلا ويعود إلى التأكيد على أن الدولة ملتزمة بتعويض كل مواطن يتضرر من أى مشروع تعويضًا مناسبًا وعادلًا.

هذا المعنى كرره الرئيس فى أكثر من مناسبة، وليس من المعقول أن يكون هذا هو التوجه لدى رأس الدولة، ثم يجد أصحاب المقابر التى تقرر إزالتها أنهم لا يحصلون على ما يوازى ما كانوا يملكونه فى مناطق التطوير ليواروا موتاهم بطريقة كريمة.. إن البديل لعدم تعويضهم بالطريقة العادلة هو أن يجدوا أنفسهم واقعين تحت رحمة تجار وسماسرة المقابر الجديدة، التى وصل سعر الواحدة منها إلى ربع مليون جنيه، وأحيانًا يتجاوز السعر هذا الرقم بكثير.. وليس من اللائق أن يحدث هذا فى بلد مساحته مليون كيلو متر مربع، وعنده متسع من الأرض فى كل اتجاه وفى كل مكان.

الموضوع ليس موضوع مقبرة تخص مواطنًا هنا، أو تخص مواطنًا آخر هناك، ولكنه موضوع مواطنين كثيرين متضررين، ولا مطلب لهم سوى التعامل معهم بما تقول به توجيهات الرئيس المشار إليها، فضلًا عن أنهم أصحاب حق فى النهاية.

والموضوع على وجه آخر منه يتصل بشكل مباشر بقضية المزاج العام للناس، والتى أشرت إليها من قبل نقلًا عن الدكتور سامى عبدالعزيز.. إنها قضية حيوية، ولا يجوز تجاهلها أو القفز فوقها، لأنها تتصل بالمزاج العام، الذى لا بديل عن مراقبة منسوبه ومراعاته باستمرار.. إن المزاج العام ترمومتر، ولا بد أن تظل عين الحكومة عليه، وألا يغيب عنها فى كل الأوقات!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

منسوب المزاج العام منسوب المزاج العام



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

هيفاء وهبي تتألق بتنسيق اللون الزهري والأسود مع لمسة الذهبي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:28 2025 الثلاثاء ,17 حزيران / يونيو

لمحة عن أبرز صيحات ديكور المنزل لصيف 2025
المغرب اليوم - لمحة عن أبرز صيحات ديكور المنزل لصيف 2025

GMT 16:23 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 17:54 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 21:53 2025 الخميس ,03 إبريل / نيسان

أداة سحرية لنسخ أي نص من شاشة جهاز ماك بسهولة

GMT 21:07 2025 الأربعاء ,09 إبريل / نيسان

"إنستغرام" تختبر خاصية "الريلز" المقفلة

GMT 18:58 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

القنوات المجانية الناقلة لمباراة المغرب والكوت ديفوار
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib