النشاط الأثري في السعودية

النشاط الأثري في السعودية

المغرب اليوم -

النشاط الأثري في السعودية

زاهي حواس
بقلم : زاهي حواس

نستطيع أن نقول إن النشاط الأثري في المملكة العربية السعودية بدأ في خمسينات القرن الماضي. وكانت البدايات تعتمد على ما يتم العثور عليه مصادفةً في أثناء أعمال البحث الجيولوجي والتنقيب بحثاً عن حقول وآبار البترول. وقد كان لشركة «أرامكو السعودية» دور ملحوظ في ذلك الوقت من خلال بحوثها الجيولوجية. ويُحسب للجيولوجيين العاملين في الشركة مع بعض المستشرقين الأجانب، القيام بأعمال التسجيل العلمي للمواقع الأثرية في المملكة.
وعلى الرغم من إدراك المملكة العربية السعودية أهمية ما تملكه من تراث أثري متنوع وفريد، وبالتالي أهمية الحفاظ عليه، فإنه لم تكن هناك في ذلك الوقت جهة رسمية محددة مسؤولة عن ذلك التراث، وكانت وزارة الداخلية هي الجهة الرسمية التي يلجأ إليها الجهات والأفراد للحصول على التراخيص اللازمة لزيارة المواقع الأثرية، حيث لم تكن إدارات المناطق المحلية تسمح بالتجول في مواقع الآثار دون وجود تصريح رسمي بذلك. كذلك ومنذ هذا الوقت المبكر لم يكن من المسموح إلحاق أي نوع من الضرر، حتى مجرد لمس الآثار.
وفي عام 1964م صدر المرسوم الملكي بإنشاء إدارة خاصة بالآثار والمتاحف التي تتبع في عملها وزارة المعارف. بدأت الإدارة المنشأة حديثاً عملها من إحدى قاعات معهد العاصمة النموذجي في الرياض قبل أن تنتقل إلى مقرها الرئيسي الذي تم تخصيصه لها. ومنذ ذلك التاريخ مرّت الإدارة بالكثير من التطورات التي تصبّ في مصلحة الحفاظ على التراث الأثري بالمملكة العربية السعودية حتى تحولت إلى مديرية عامة للآثار، واستمر التطوير إلى أن تحولت إلى مجلس أعلى للآثار برئاسة وزير المعارف. وكان من إنجازات وكالة الآثار المهمة، بعيداً عن دورها الأساسي في حفظ وصيانة التراث الأثري للمملكة، إصدار أول حولية علمية للآثار العربية السعودية أُطلق عليها اسم «أطلال». وقد صدر عددها الأول عام 1977م باللغتين العربية والإنجليزية، وتُعنى بنشر المقالات والأبحاث والأوراق العلمية الخاصة بنتائج الدراسات الحقلية من أعمال مسح وتنقيب في المواقع الأثرية في المملكة العربية السعودية.
كان إصدار «أطلال» من الأهمية بحيث شجع الباحثين والعلماء على الاهتمام بنشر نتائج أعمالهم في دورية تَصدر من داخل المملكة، وكذلك مكَّنت أعمال النشر باللغة العربية الكثير من الباحثين من دخول مجال النشر العلمي لأعمالهم وتجاوز عائق اللغة، وكانت بداية مهمة لظهور أبحاث العلماء العرب بلغتهم الأم إلى جانب اللغات الأجنبية الأخرى التي أبدعوا كذلك في نشر أعمالهم بها لتكون متاحة للعالم كله. ليس هذا فقط، بل لقد ظهرت مقالات لعلماء وباحثين أجانب باللغة العربية مع الإصدار الأول للمجلة التي يمكن، إلى يومنا هذا، الاطلاع عليها بعد أن أتاحتها هيئة التراث بالمملكة العربية السعودية مجاناً على موقعها على الإنترنت.
ويتبنى قطاع الآثار في هيئة التراث إصدار هذه الحولية العلمية الآن، حيث تنشر التقارير العلمية لبعثات التنقيب الأثري المنتشرة في مناطق المملكة تحت إشراف الهيئة، إضافةً إلى الأبحاث والدراسات العلمية عن الآثار في المملكة مما جعلها من أهم المجلات العلمية في المنطقة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النشاط الأثري في السعودية النشاط الأثري في السعودية



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أمينة خليل تتألق بفستان زفاف ملكي يعكس أنوثة ناعمة وأناقة خالدة

القاهرة - سعيد الفرماوي

GMT 06:18 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 17:42 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 22:00 2023 الثلاثاء ,09 أيار / مايو

الشرطة المغربية تضبط شخصين في مدينة أكادير

GMT 17:36 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

الذهب يرتفع بنسبة 1.5% وسط إقبال قوي على الشراء

GMT 08:31 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

الاتحاد السكندري في المجموعة الأولي للبطولة العربية للسلة

GMT 03:22 2018 الأحد ,23 أيلول / سبتمبر

فخامة مطعم Fume العصري في فندق Manzil Downtown

GMT 12:08 2024 الإثنين ,11 آذار/ مارس

مواعيد عرض مسلسل صدفة على قناة الحياة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib