لعنة مقاصير توت عنخ آمون
إيران تعلن تنفيذ ضربة صاروخية دقيقة استهدفت منزل عائلة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بلدة قيسارية وقوع خمسة انفجارات متتالية لسيارات مفخخة في مواقع مختلفة داخل مدينة طهران وسط حالة من الغموض الملك عبد الله الثاني يؤكد أن بلاده تبذل أقصى الجهود الدبلوماسية على المستويين الإقليمي والدولي لضمان “التهدئة الشاملة” في المنطقة الأردن يطلق صافرات الإنذار وإسرائيل تصعد بغارات جوية على طهران وسط توتر غير مسبوق إيران تُسقط 44 طائرة مسيرة وصغيرة تابعة لجيش الاحتلال وتتوعد برد حاسم على إسرائيل الاحتلال الإسرائيلي يقصف 11 هدفاً في إيران بينها منشآت نووية ومحطات كهرباء الملياردير إيلون ماسك يؤكد أن خدمة الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية "ستارلينك" مفعّلة للشعب الإيراني إنستغرام يتيح للمستخدمين إعادة ترتيب الصور ومقاطع الفيديو القصيرة على الملف الشخصي ميتا تقاضى شركةً تستخدم إعلانات فيسبوك للترويج لتطبيق يُنشئ صورًا عارية مزيفة ويكيبيديا تلغى خطة ملخصات المقالات بالذكاء الاصطناعي بعد سخرية المحررين من الفكرة
أخر الأخبار

لعنة مقاصير توت عنخ آمون!

المغرب اليوم -

لعنة مقاصير توت عنخ آمون

زاهي حواس
بقلم - زاهي حواس

نجح المستكشف الإنجليزى هيوارد كارتر فى الكشف عن كنوز مقبرة الملك توت عنخ آمون فى ٤ نوفمبر ١٩٢٢؛ هذا الاكتشاف الذى يعد الأعظم فى تاريخ الاكتشافات الأثرية فى مختلف العصور وليس فقط فى القرن العشرين. وعلى عكس ما يمكن تصوره أن الشهرة والنجاح قد ملأت حياة كارتر بالسعادة، فلم تكن حياة كارتر أبداً بالسهلة المريحة بعد الكشف بل كانت مليئة بالمشاكل والصعاب سواء مع الحكومة المصرية التى كانت تحاول حماية كنوز توت عنخ أمون من أن تنهب وتستقر فى المتحف البريطانى.

وكذلك المشاكل التى كانت شخصية كارتر الصعبة والمعقدة سبباً فيها ومنها علاقته مع المقربين منه أو الذين عملوا معه، وسنضرب لذلك مثلاً باثنين من أشهر علماء المصريات على الإطلاق وهما السير آلان جاردنر والذى يعد إلى يومنا هذا أشهر علماء اللغة المصرية القديمة والذى انضم إلى فريق هيوارد كارتر للعمل تحت إمرته فقط رغبة منه فى ترجمة أى من النصوص المكتوبة داخل المقبرة كمتطوع، وذلك على الرغم من أن مكانة السير آلان جاردنر وخبرته الطويلة فى المجال وكذلك مؤلفاته العلمية تفوق كثيراً مكانة كارتر وإسهاماته فى علم المصريات ولكن الكشف عن مقبرة ملكسة سليمة هو ما جعل اسم كارتر يحلق فى السماء ويجعله اسما يتمنى الجميع العمل معه فى هذا الكشف لمجرد أن يذكر اسمه فى النشر العلمى للكشف.

أما العالم الثانى فهو جيمس هنرى برستد والذى كان بالفعل أقل تحمساً للعمل مع كارتر لأنه لم يكن يحب شخصيته على المستوى الشخصى ويرى أن كارتر نصف متعلم وغير مثقف وهذه بالفعل حقيقة تعرضنا لها فى مقالات سابقة، المهم أن هنرى برستد كان كذلك من علماء المصريات المشهورين وله العديد من المؤلفات. أما عن سبب ضمهما إلى فريق العلماء الذين سيعملون فى نشر المكتشفات من مقبرة توت عنخ آمون فهو أن كارتر اعتقد أن مقبرة توت عنخ آمون سوف تحتوى بلا شك على أعداد كبيرة من البرديات المكتوبة بالإضافة إلى النصوص الموجودة على اللقايا الأثرية بالمقبرة.

أما المفاجأة فكانت عدم وجود أى برديات بالمقبرة ولا حتى قصاصات صغيرة! لقد وصف كارتر هذا بكل ألم فى عبارة بليغة قائلاً: «لقد اكتشفت ما دفن مع توت عنخ آمون لكن فهم توت عنخ آمون استعصى علىّ!» لقد كان كارتر فى الحقيقة يمنى نفسه بالعثور على كتب من البردى المكتوب والتى تحكى عن حياة الملك توت عنخ آمون، بمعنى آخر، كان كارتر يأمل فى العثور على دفتر يوميات الملك فيعرف منه من هو توت عنخ آمون!.

نعود إلى قصة لعنة مقاصير توت عنخ آمون التى كانت تغطى تابوت الملك وتحفظة بداخلها وهى مقاصير ثلاث متداخلة أكبرها حجماً المقصورة الخارجية الكبيرة والتى كانت تسد حجرة الدفن ولا تترك مساحة تذكر بين جدرانها الخشبية المذهبة وبين جدران حجرة الدفن. وتغطى النصوص الهيروغليفية البديعة جدرانها. وما حدث مع هذه المقاصير شىء عجيب فقبل الكشف عنها وإخراجها من المقبرة وإعادة بنائها فى المتحف المصرى بالتحرير كان هيواد كارتر قد تخلص من كل من آلان جاردنر وهنرى برستد! ولم يعد هناك فى فريقه أى من علماء اللغة ليحل شفرة الكتابات الموجودة على المقاصير؟

أما عن السبب الذى جعل هنرى برستد يترك العمل مع كارتر فكان أن طلب برستد من كارتر الإذن بالسماح له بنشر بعض صور المصور هارى برتون فى كتاب يستعد برستد لنشره؟ وكان برتون يعمل مع كارتر ويقوم بتصوير القطع الأثرية المستخرجة من المقبرة. والغريب أن كارتر رفض السماح لبرستد باستخدام الصور مجاناً وأجبره على دفع قيمتها! ولذلك انسحب برستد غاضباً من تصرف كارتر معه.

أما انسحاب جاردنر فكان هو الأغرب على الإطلاق، فالسير آلان جاردنر كان معروفاً بأنه من أغنى علماء المصريات على الإطلاق وكان ينحدر من أسرة أرستقراطية غنية وكان جاردنر يقوم بمساعدة عدد من أصدقائه علماء المصريات الفقراء مثل ياروسلاف تشيرنى. المهم أن كارتر كان يحاول دائماً التودد إلى جاردنر حتى إنه قام بمنحه ذات مرة هدية عبارة عن تميمة فرعونية دون أن يخبره عنها أى شىء وعندما قام جاردنر بعرضها على أحد الأصدقاء فوجئ به يؤكد له أن التميمة من مقبرة توت عنخ آمون!

هنا إنزعج جاردنر للغاية وقام بإرسال رسالة عنيفة إلى كارتر يتساءل فيها كيف يسمح كارتر لنفسه بإهدائه تميمة مسروقة من المقبرة؟ وعلى أثر هذا الحادث انسحب جاردنر من العمل مع كارتر ولم يعد هناك من يقوم بترجمة نصوص المقاصير التى نقلت إلى المتحف المصرى، وأصبح الزائرون من كل أنحاء العالم يقومون بزيارتها فى المتحف والمشى حولها وهم غير مدركين لمعنى الكتابات المدونة عليها حتى استطاع أخيراً عالم اللغة الروسى الأصل ألكسندر بيانكوف من ترجمة نصوص المقاصير الذهبية ويكشف لنا عن أسرارها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لعنة مقاصير توت عنخ آمون لعنة مقاصير توت عنخ آمون



GMT 15:55 2025 الأحد ,15 حزيران / يونيو

حرب... حرب

GMT 15:53 2025 الأحد ,15 حزيران / يونيو

إيران وإسرائيل... حرب مختلفة

GMT 15:51 2025 الأحد ,15 حزيران / يونيو

النقد ونقد النقد للعقل العربي الإسلامي ولكن!

GMT 15:50 2025 الأحد ,15 حزيران / يونيو

مقولة «التخادم» الإسرائيلي الإيراني

GMT 15:48 2025 الأحد ,15 حزيران / يونيو

الشرق الأوسط الجديد: إنَّه الاقتصاد...

GMT 15:45 2025 الأحد ,15 حزيران / يونيو

مخطوطة ديغول

GMT 15:44 2025 الأحد ,15 حزيران / يونيو

لا يزال في الخندق

أمينة خليل تتألق بفستان زفاف ملكي يعكس أنوثة ناعمة وأناقة خالدة

القاهرة - سعيد الفرماوي

GMT 11:13 2025 الأحد ,15 حزيران / يونيو

الفنان محمود حميدة يستعد لخوض تجربة فنية جديدة
المغرب اليوم - الفنان محمود حميدة يستعد لخوض تجربة فنية جديدة

GMT 14:57 2025 الثلاثاء ,06 أيار / مايو

بورسيا دورتموند يؤجل تمديد عقود نجومه الأربعة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib