ملفات «تويتر»

ملفات «تويتر»

المغرب اليوم -

ملفات «تويتر»

طارق الحميد
بقلم - طارق الحميد

هناك أمر مثير للاستغراب؛ فبينما تعج الأخبار بقصص إدارية عن قرارات إيلون ماسك، ومنذ امتلاكه لـ«تويتر»، فإن الخبر الأهم حول الشركة لم يحظَ بتغطية إعلامية، وهو ما عُرف بـ«ملفات تويتر» التي كشف فيها ماسك، أن «تويتر» لم تكن ذات نزاهة حقيقية، ولم تضمن حرية التعبير للجميع.
ومن أهم الملفات: كيف حجب «تويتر» قصة كمبيوتر ابن الرئيس هانتر بايدن، التي نُشرت في صحيفة «نيويورك بوست» الأميركية. وحجب حساب الرئيس السابق دونالد ترمب، والحملة التي شاركت بها زوجة الرئيس الأسبق باراك أوباما من أجل ذلك.
وكذلك تدخل «إف بي آي» - مكتب التحقيقات الفيدرالي - في الرقابة على «تويتر» بحجة حماية الانتخابات، وهو الأمر الذي علّق عليه مكتب التحقيقات الفيدرالي بالقول إن ذاك كان إجراء عادياً!
وهذا ليس كل شيء، بل إن الصحافي الذي استعانت به «تويتر»، مات تايبي، كشف أن فريق الرئيس بايدن تواصل بشكل روتيني مع «تويتر» من أجل حذف تغريدات محددة تهاجمه، ومقدماً أدلة على ذلك.
كما تم الكشف عن أن «تويتر» كان على علم بحسابات سرية تابعة للجيش الأميركي تُستخدم للدعاية وتعزيز مصالحه في الشرق الأوسط، ولم يتم إيقافها رغم انتهاكها للقوانين التي تحظر الحسابات الدعائية.
وتعليقاً على ذلك، قال الشريك المؤسس لـ«تويتر»، جاك دورسي، إنه يلوم نفسه على منح الشركة الكثير من السلطة لتنظيم «حرية التعبير»، وإن أكبر خطأ ارتكبه هو الاستثمار بالأدوات التي تسمح لـ«تويتر» بإدارة المحادثات بدلاً من ترك ذلك للمستخدمين، مما جعل الشركة تحت «ضغوط خارجية».
كما انتقد دورسي قرار «تويتر» حظر حساب ترمب، لكنه دافع عنه أيضاً باعتباره قراراً تجارياً؛ إذ يقول: «لقد فعلنا الشيء الصحيح لأعمال الشركة العامة في ذلك الوقت، لكن ارتكبنا خطأ بحق الإنترنت والمجتمع».
ورغم كل ذلك، لم تحظَ «ملفات تويتر» بالتغطية الصحافية المستحقة، بالولايات المتحدة والغرب، وكذلك بالإعلام العربي. وللإنصاف، فإن أعمق من تابع هذه القصة كانت صحيفة «إندبندنت عربي»، وعبر الصحافي النابه عيسى النهاري.
بالنسبة للإعلام الأميركي والغربي الأمر مفهوم، رغم أنه معيب؛ وذلك بسبب الانقسام الآيديولوجي، وانحياز الإعلام اليساري هناك إلى أجندة «تويتر» ما قبل ماسك، حيث التضليل وخدمة الأجندة الليبرالية اليسارية، إلا أن السؤال هنا هو: ما تبرير غياب جل الإعلام العربي عن هذه القصة المهمة، والتي من شأنها أن تقود إلى نقاش جاد عن أجندة وسائل التواصل، وتوعية المتلقي بخطورة التوجه الآيديولوجي المضلل، وكشف زيف مقولة «حرية وسائل التواصل».
وكلنا يذكر وقت ما عُرف زوراً بـ«الربيع العربي»، كيف كانت إدارة الرئيس أوباما تصور «فيسبوك»، و«تويتر»، على أنهما باتا من حقوق الإنسان، وقامت بشيطنة دول الاعتدال بحجة أنها تحاول تكميم الأفواه بالتحكم في وسائل التواصل.
والحقيقة التي نراها اليوم، وبالأدلة، هي العكس؛ إذ اتضح أن الإدارة الأميركية والسلطات الفيدرالية هي من تتدخل، وتراقب، وتوجّه. وعليه، فإن السؤال المُلحّ هو: لماذا يتجاهل الإعلام العربي هذه القصة الخطرة؟ هل من إجابة؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ملفات «تويتر» ملفات «تويتر»



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أمينة خليل تتألق بفستان زفاف ملكي يعكس أنوثة ناعمة وأناقة خالدة

القاهرة - سعيد الفرماوي

GMT 06:18 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 17:42 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 22:00 2023 الثلاثاء ,09 أيار / مايو

الشرطة المغربية تضبط شخصين في مدينة أكادير

GMT 17:36 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

الذهب يرتفع بنسبة 1.5% وسط إقبال قوي على الشراء

GMT 08:31 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

الاتحاد السكندري في المجموعة الأولي للبطولة العربية للسلة

GMT 03:22 2018 الأحد ,23 أيلول / سبتمبر

فخامة مطعم Fume العصري في فندق Manzil Downtown

GMT 12:08 2024 الإثنين ,11 آذار/ مارس

مواعيد عرض مسلسل صدفة على قناة الحياة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib