انتهاء صفحة دبلوماسية
إيران تعلن تنفيذ ضربة صاروخية دقيقة استهدفت منزل عائلة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بلدة قيسارية وقوع خمسة انفجارات متتالية لسيارات مفخخة في مواقع مختلفة داخل مدينة طهران وسط حالة من الغموض الملك عبد الله الثاني يؤكد أن بلاده تبذل أقصى الجهود الدبلوماسية على المستويين الإقليمي والدولي لضمان “التهدئة الشاملة” في المنطقة الأردن يطلق صافرات الإنذار وإسرائيل تصعد بغارات جوية على طهران وسط توتر غير مسبوق إيران تُسقط 44 طائرة مسيرة وصغيرة تابعة لجيش الاحتلال وتتوعد برد حاسم على إسرائيل الاحتلال الإسرائيلي يقصف 11 هدفاً في إيران بينها منشآت نووية ومحطات كهرباء الملياردير إيلون ماسك يؤكد أن خدمة الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية "ستارلينك" مفعّلة للشعب الإيراني إنستغرام يتيح للمستخدمين إعادة ترتيب الصور ومقاطع الفيديو القصيرة على الملف الشخصي ميتا تقاضى شركةً تستخدم إعلانات فيسبوك للترويج لتطبيق يُنشئ صورًا عارية مزيفة ويكيبيديا تلغى خطة ملخصات المقالات بالذكاء الاصطناعي بعد سخرية المحررين من الفكرة
أخر الأخبار

انتهاء صفحة دبلوماسية

المغرب اليوم -

انتهاء صفحة دبلوماسية

أمينة خيري
بقلم : أمينة خيري

كان يفترض أن يكون المقال الأول فى شهر رمضان المبارك خفيفًا لطيفًا ظريفًا يناسب روح رمضان. الأفكار كانت كثيرة: روحانيات رمضان التى نتمنى ألا تفسدها الميول الاستهلاكية والانتهازية، فرصة رمضان لإعادة النظر فيما ينبغى النظر فيه، أيام رمضان التى تمر سريعًا وتساعدنا على أخذ عهود على أنفسنا، مثلها مثل نهاية عام وبداية آخر، تجديد الخطاب الدينى وتنقيحه وتطهيره فى هذه الأجواء الروحانية التى ربما تقنع من يرفض الاقتناع بأن الدين يسر لا عسر، وأن الدين سماحة وتسامح وقبول لا عبوس وكراهية وفوقية، وغيرها الكثير من القضايا والأفكار والموضوعات المناسبة لرمضان، على الأقل الأيام الأولى منه.

لكن أتى لقاء الرئيسين الأمريكى ترامب والأوكرانى زيلينسكى ليعصف بكل ما سبق. ما جرى أمس الأول فى البيت الأبيض سيُدوّن فى كتب التاريخ ووثائقه باعتباره صفحة جديدة عجيبة غريبة مريبة من صفحات تاريخ الدبلوماسية. هذه الصفحة سيكتب فيها بالبنط العريض أن المناكفات والمشادات التى تحدث فى سوق الخضار أو محل العطارة أو مزرعة الفراخ يمكنها أن تحدث فى لقاءات رئاسية، لا بين دول صغرى، بل بين دول ذات شأن، أو ذات الشأن الأكبر بين دول العالم. وسيكتب التاريخ أن لقاء ترامب وزيلينسكى أنهى مقولة أن اللغة الدبلوماسية لا مجال فيها للعراك العلنى، أو الإهانة على الملأ، أو التراشق بالكلمات، أو التلاكم بالعبارات، أو توجيه الإهانات لا خلف الأبواب المغلقة، بل أمام الكاميرات، وفى مشهد أقرب ما يكون إلى المعد مسبقًا لتضييق الخناق وإحراج زيلينسكى الذى جلس إلى جوار ترامب جلسة غير مسبوقة فى تاريخ الدبلوماسية، بل ربما الحروب أيضًا.

تسلم ترامب ونائبه جاى دى فانس زيلينسكى وكأنهما يشويانه على نار مشتعلة. يمطره هذا باتهامات وتنديدات، وبينما زيلينسكى يحاول أن يستجمع لغته الإنجليزية ليرد، إذا بالآخر يصوب عليه قائمة أكثر حدة من التهديد والوعيد، لدرجة دفعت سفيرة أوكرانيا لدى أمريكا أوكسانا ماراكوفا غير مرة إلى طأطأة رأسها وإغماض عينيها ووضع أصابعها على عينيها، ولسان حالها يقول: أتمنى أن تتوقف عجلة الزمن.

لغة جسد الرئيسين، بين الرئيس ترامب المهاجم والملوح بالسبابة كما يفعل المعلم مع التلميذ، والرئيس زيلينسكى وهو عاقد يديه وعيناه مليئتان بالدموع الجامدة، ويبذل جهدًا رهيبًا ليخفى مشاعر الغضب والصدمة والإهانة التى يتعرض لها على الهواء مباشرة أمام سكان الأرض الثمانية مليارات، ستبقى محل بحث ودراسة من خبراء التنمية البشرية وعلم النفس والطب النفسى والعلوم السياسية.

هذا اللقاء أنهى صفحة من صفحات تاريخ الدبلوماسية، وبدأ صفحة جديدة غير مسبوقة. ترامب قال لزيلينسكى إنه يخاطر بإشعال حرب عالمية ثالثة، لكن الحقيقة أن ما تمت المخاطرة به فى هذا اللقاء التاريخى هو كل ما كنا نعرفه أو نتصوره أو ندرسه عن العلاقات الدولية واللقاءات الرئاسية والقواعد السياسية.

ورغم كل ما سبق، رمضان كريم.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انتهاء صفحة دبلوماسية انتهاء صفحة دبلوماسية



GMT 15:55 2025 الأحد ,15 حزيران / يونيو

حرب... حرب

GMT 15:53 2025 الأحد ,15 حزيران / يونيو

إيران وإسرائيل... حرب مختلفة

GMT 15:51 2025 الأحد ,15 حزيران / يونيو

النقد ونقد النقد للعقل العربي الإسلامي ولكن!

GMT 15:50 2025 الأحد ,15 حزيران / يونيو

مقولة «التخادم» الإسرائيلي الإيراني

GMT 15:48 2025 الأحد ,15 حزيران / يونيو

الشرق الأوسط الجديد: إنَّه الاقتصاد...

GMT 15:45 2025 الأحد ,15 حزيران / يونيو

مخطوطة ديغول

GMT 15:44 2025 الأحد ,15 حزيران / يونيو

لا يزال في الخندق

أمينة خليل تتألق بفستان زفاف ملكي يعكس أنوثة ناعمة وأناقة خالدة

القاهرة - سعيد الفرماوي

GMT 14:57 2025 الثلاثاء ,06 أيار / مايو

بورسيا دورتموند يؤجل تمديد عقود نجومه الأربعة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib