عصيد ومنطق داعش
إيران تعلن تنفيذ ضربة صاروخية دقيقة استهدفت منزل عائلة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بلدة قيسارية وقوع خمسة انفجارات متتالية لسيارات مفخخة في مواقع مختلفة داخل مدينة طهران وسط حالة من الغموض الملك عبد الله الثاني يؤكد أن بلاده تبذل أقصى الجهود الدبلوماسية على المستويين الإقليمي والدولي لضمان “التهدئة الشاملة” في المنطقة الأردن يطلق صافرات الإنذار وإسرائيل تصعد بغارات جوية على طهران وسط توتر غير مسبوق إيران تُسقط 44 طائرة مسيرة وصغيرة تابعة لجيش الاحتلال وتتوعد برد حاسم على إسرائيل الاحتلال الإسرائيلي يقصف 11 هدفاً في إيران بينها منشآت نووية ومحطات كهرباء الملياردير إيلون ماسك يؤكد أن خدمة الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية "ستارلينك" مفعّلة للشعب الإيراني إنستغرام يتيح للمستخدمين إعادة ترتيب الصور ومقاطع الفيديو القصيرة على الملف الشخصي ميتا تقاضى شركةً تستخدم إعلانات فيسبوك للترويج لتطبيق يُنشئ صورًا عارية مزيفة ويكيبيديا تلغى خطة ملخصات المقالات بالذكاء الاصطناعي بعد سخرية المحررين من الفكرة
أخر الأخبار

عصيد ومنطق داعش

المغرب اليوم -

عصيد ومنطق داعش

عبد العالي حامي الدين

كثيرا ما فكرت في مناقشة أحمد عصيد في بعض الأفكار التي ينشرها، لأني من الذين يؤمنون بالحوار لتطوير المناخ السياسي والفكري في بلادنا

 ولكني أتراجع عن ذلك، لما ألمسه من سعي لدى الرجل إلى إشاعة منطق استفزازي يبحث عن ردود فعل غاضبة من «الإسلاميين»، وهو ما تأتى له عندما «تطوع» شيخ غاضب يدعى أبو النعيم لتكفيره..

مبدئيا، المنطق التكفيري والتهديد بالقتل منطق مرفوض، ومن حق عصيد أن يعبر عن أفكاره في إطار الضوابط القانونية والثوابت الدستورية.

عصيد نفسه لجأ هذه المرة إلى اللغة نفسها، وهي لغة التكفير السياسي، وذلك بإجراء مقارنة عجيبة بين العدالة والتنمية والتيارات الجهادية. اسمعوا ماذا قال الأستاذ: «لم نعان مع طرف سياسي قدر ما عانينا مع حزب العدالة والتنمية، فهو الذي يتصدى لكل الحقوق... في المقابل، فإن الجهاديين لم نعان معهم لأنهم لا يخوضون النقاش الفكري السياسي، وذلك لعدم توفرهم  على الإمكانيات وأدوات ذلك، في حين حزب البي جي دي ينسب نفسه إلى الوسط والاعتدال، لكنه في الواقع أكثر تشددا من المتشددين..»!!

هذا الكلام خطير جدا، لأنه في الواقع يستبطن دعوة استئصالية ضد حزب سياسي قائم، حتى ولو صرح الكاتب بعكس ذلك، لأن تفضيل تيارات العنف والتكفير الديني على تيار سياسي يشتغل في إطار المؤسسات ويؤمن بالديموقراطية، هي دعوة تحريضية ضد حزب العدالة والتنمية، وفي المقابل هي دعوة إلى التساهل مع تيارات الغلو والتشدد ـ فقط، لأنها عاجزة على مقارعة منطق عصيد ومواجهته بالحجة الفكرية والسياسية!!

إنها قمة الأنانية والاستعداد للتضحية باستقرار البلد وأمنه، حتى يخلو الجو للسيد عصيد وأمثاله لنشر أفكاره بدون مناقشة من أحد، أما تيارات الغلو والتطرف، فإنها تقدم الإسلام في صورة مشوهة يسهل القضاء عليها..!

إن الخطاب غير المعلن هنا هو: «استأصلوا العدالة والتنمية، واتركونا مع أبي النعيم وأمثاله، فهؤلاء أسهل علينا ويقدمون لنا خدمات جليلة لفصل الدين عن الحياة العامة ومنع حضوره في حياتنا الاجتماعية والسياسية».

إن المقارنة الموضوعية مع التيار الجهادي، كانت تقتضي الاعتراف لحزب العدالة والتنمية ومدرسته الفكرية والسياسية بإسهامها في تجنيب عدد كبير من الشباب المتدين في الوقوع في منطق الغلو والتشدد الديني.

إنها مفارقة عجيبة: كان على عصيد، وهو الذي تعرض للتهديد بالقتل من طرف فكر سلفي متشدد، أن يواجه هذا الفكر المتطرف، لا أن يستهدف حزب العدالة والتنمية ويعتبره أكثر تشددا من الجهاديين!

كان على عصيد وبلادنا تتعرض لتهديدات إرهابية من طرف تيارات الغلو والتكفير، أن يتجاوز الحسابات السياسوية، وأن يغلب مصلحة الوطن وأمنه واستقراره على أنانيته الشخصية..

كان على عصيد أن يلتقط إشارة دالة ويفهم معنى أن يتعرض وزير العدل والحريات مصطفى الرميد للتهديد بالقتل من طرف جماعات الغلو والتشدد، وأن يعبر عن موقف حازم ضد مبدإ العنف، عوض أن يدخل في مقارنات سياسوية على حساب أمن المجتمع واستقراره.

إنه منطق داعش..لكنه هذه المرة على لسان صوت محسوب على التيار الحداثي..

ياحسرة..

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عصيد ومنطق داعش عصيد ومنطق داعش



GMT 15:55 2025 الأحد ,15 حزيران / يونيو

حرب... حرب

GMT 15:53 2025 الأحد ,15 حزيران / يونيو

إيران وإسرائيل... حرب مختلفة

GMT 15:51 2025 الأحد ,15 حزيران / يونيو

النقد ونقد النقد للعقل العربي الإسلامي ولكن!

GMT 15:50 2025 الأحد ,15 حزيران / يونيو

مقولة «التخادم» الإسرائيلي الإيراني

GMT 15:48 2025 الأحد ,15 حزيران / يونيو

الشرق الأوسط الجديد: إنَّه الاقتصاد...

GMT 15:45 2025 الأحد ,15 حزيران / يونيو

مخطوطة ديغول

GMT 15:44 2025 الأحد ,15 حزيران / يونيو

لا يزال في الخندق

أمينة خليل تتألق بفستان زفاف ملكي يعكس أنوثة ناعمة وأناقة خالدة

القاهرة - سعيد الفرماوي

GMT 14:57 2025 الثلاثاء ,06 أيار / مايو

بورسيا دورتموند يؤجل تمديد عقود نجومه الأربعة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib