عصر «امشى على رمشى وعدى على خدى»

عصر: «امشى على رمشى.. وعدى على خدى!»

المغرب اليوم -

عصر «امشى على رمشى وعدى على خدى»

عماد الدين أديب

هل نحن نخبة تحسن بيع الكلام ولا تعرف معنى الفعل والإنجاز؟

إنها ثقافة استمرت أكثر من نصف قرن قائمة على التلاعب بالمفردات وتمييع المعانى وعدم تحديد المسئوليات.

انظروا إلى الثقافة الشعبية حينما يتأخر الإنسان منا عن موعد القطار أو الطائرة، ماذا يقول؟ إنه يقول «القطر فاتنى!»، وكأن القطار ابن كذا وكذا هو الذى ارتكب خطيئة أنه غادر فى موعده.

الثقافة الشعبية أيضاً فى التلاعب بالكلمات تجدها فى الأغانى الشعبية، حينما يقول الشاعر: «يا حبيبى امشى على رمشى.. يا حبيبى عدى على خدى!».

لكن الشاعر لا يكمل فى الأغنية أى موقف إيجابى تجاه محبوبته سوى دعوتها للمشى على الرموش وعبور الخدود!

فى الثقافة السياسية نسمع مصطلحات نعرف قبل أن ننطقها أنها مستحيلة التنفيذ، مثال: «القضاء على الإرهاب» و«تحرير آخر شبر من الأراضى المحتلة» و«استعادة آخر رملة من رمال الوطن» و«القضاء النهائى على البطالة» و«منع اختراق الحدود» و«القضاء النهائى على ظاهرة الإدمان»!

كلمات نقولها فى الخطب وعلى منابر الإعلام والمساجد والكنائس ونردّدها ليل نهار ونحن نعلم علم اليقين أن تنفيذها حرفياً هو أمر شبه مستحيل.

ومنذ ثورة 25 يناير 2011 ونحن نعيش فى «علم لغة العموميات» مثل «العيش والحرية والكرامة الإنسانية»، دون أن يكون لدى أصحاب هذه الشعارات النبيلة أى برنامج تنفيذى أو خطة عمل قابلة للتحقيق من أجل تحويل الشعار النبيل إلى دافع ملموس يشعر به شعب مصر الصبور. أسهل شىء نجحنا فيه نجاحاً ساحقاً هو التصنيف العام، مثل تصنيف الناس إلى «فلول» أو «عسكر» أو «سلفيين» أو «ليبراليين» أو «إخوان» أو «تكفيريين» أو «إرهابيين»!

كل هذه التصنيفات مطلقة بلا تحديد لا تعبر عن قوى سياسية فعّالة لديها أحزاب ذات برامج، ولديها قواعد شعبية مؤمنة بها.

قبل أن نحلل السياسة علينا أن نغوص بعمق فى علم الكلام.. يا سلام!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عصر «امشى على رمشى وعدى على خدى» عصر «امشى على رمشى وعدى على خدى»



GMT 16:09 2025 الأربعاء ,18 حزيران / يونيو

حرب «عاجل» والغبراء

GMT 16:08 2025 الأربعاء ,18 حزيران / يونيو

الحرب الإسرائيلية ــ الإيرانية إلى أين؟

GMT 16:07 2025 الأربعاء ,18 حزيران / يونيو

عن العقل العربي الغائب

GMT 16:06 2025 الأربعاء ,18 حزيران / يونيو

ترمب... يمتطي حصان الحرب

GMT 16:05 2025 الأربعاء ,18 حزيران / يونيو

المشرق العربي... البولندي

GMT 16:03 2025 الأربعاء ,18 حزيران / يونيو

تأجيلُ مؤتمرِ سلامٍ مؤجَّلٍ

GMT 16:02 2025 الأربعاء ,18 حزيران / يونيو

حسابات توازن القوى

GMT 16:01 2025 الأربعاء ,18 حزيران / يونيو

الإيمان والمستقبل...الدين وبناء السلام

هيفاء وهبي تتألق بتنسيق اللون الزهري والأسود مع لمسة الذهبي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:27 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تتمتع بسرعة البديهة وبالقدرة على مناقشة أصعب المواضيع

GMT 02:03 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

أجمل موديلات فساتين عروس طبقات 2020

GMT 07:33 2023 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد صلاح يُصبح هداف مصر التاريخي في تصفيات كأس العالم

GMT 14:18 2019 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

مصر ترد على وكالة "ناسا" بشأن الإعصار المتجه نحو البلاد

GMT 13:10 2019 الأربعاء ,25 أيلول / سبتمبر

طاليب ينتقد معارضيه بعد انتصاره على الوداد

GMT 04:24 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

برنامج تجسس" يستهدف الهواتف ويسرق محتوياتها في المغرب"

GMT 19:09 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

ليليان تورام يزور أكاديمية نادي الفتح الرياضي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib