لم تقتل إسرائيل مائة ألف سوري

لم تقتل إسرائيل مائة ألف سوري!

المغرب اليوم -

لم تقتل إسرائيل مائة ألف سوري

عماد الدين أديب

إسرائيل، هي بالتأكيد، العدو التاريخي للعالم العربي منذ عقود طويلة ولعقود مقبلة. ومن وسائل تفسير ظاهرة «العدو»، وهنا نتحدث عن أي عدو، أنه الطرف الأكثر إحداثا للضرر تجاهنا، لأنه، ببساطة، عدو. العدو هو الذي يلحق الأذى، والشقيق هو الذي يصلح الضرر ويمنع الخطر. هنا، يصبح السؤال صعبا، ومحيرا، حينما يكون الضرر والأذى الآتيان من الشقيق أضعاف أضعاف ما يأتي من العدو! المنطق البسيط الساذج البدائي الذي لا يحتاج إلى ذكاء غير عادي، ولا عبقرية فكرية، ولا الحصول على رسائل دكتوراه من السوربون أو كمبردج أو كولومبيا - هو أن «العدو» هو من يقتل ويصيب ويدمر، والشقيق هو من يدافع ويحمي ويمنع الضرر. في عالمنا العربي، المنطق - كالعادة - معكوس! في عالمنا العربي، قتل العرب من العرب أكثر مما قتلت إسرائيل من العرب! في غزو إسرائيل للبنان، قتلت الميليشيات اللبنانية من الفلسطينيين أكثر مما قتلت إسرائيل! وفي الحرب الأهلية اللبنانية، قتل اللبناني شقيقه اللبناني أكثر مما قتل أي عدد آخر. وفي العراق، قتلت السلطة من شعبها أكثر مما قتلت إيران في حربها الطويلة مع العراق. وفي الجزائر، وليبيا، ومصر، واليمن، دخلت السلطات الأمنية في حروب مع مواطنيها كلفت البلاد ضحايا بالمئات والآلاف في مصادمات دموية بين السلطات والقوى الدينية المتطرفة. أما في سوريا، فإن تاريخ مصادمات نظام البعث، سواء كان في عهد الرئيس الأسد الأب أو الأسد الابن، تاريخ مؤلم للغاية، فيه تواؤم لا ينتهي من الضحايا الذين لقوا نحبهم على يد هذه الأنظمة المتعاقبة. ورغم أن سوريا دولة مواجهة عسكرية مع العدو الإسرائيلي، ورغم أن جيشها من الأقوى تسليحا وأكثر الجيوش المركزية جهوزية، فإن ضحايا هذا الجيش من المواطنين السوريين يساوي عشرة أضعاف - على الأقل - قتلاه من العدو الإسرائيلي! لقد قتل جيش «الدفاع السوري» من المواطنين السوريين المدنيين العزل أضعاف أضعاف من استشهد على يد جيش «الاحتلال» الإسرائيلي في كافة المواجهات العسكرية التاريخية بين البلدين. لم تقصف إسرائيل مدينة سورية بالمدفعية الثقيلة، ولم تجرؤ إسرائيل على إعطاء الأوامر لمقاتلاتها القاذفة بضرب المدنيين السوريين بشكل عشوائي. هل هذا معقول يا عرب؟ يا مسلمين؟! نقلاً عن جريدة "الشرق الأوسط"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لم تقتل إسرائيل مائة ألف سوري لم تقتل إسرائيل مائة ألف سوري



GMT 19:06 2025 الثلاثاء ,17 حزيران / يونيو

ما بدأ في غزة… انتهى في داخل إيران

GMT 19:04 2025 الثلاثاء ,17 حزيران / يونيو

الدمار والتدمير

GMT 18:59 2025 الثلاثاء ,17 حزيران / يونيو

تحليل الحروب على طريقة الأهلى والزمالك!

GMT 18:52 2025 الثلاثاء ,17 حزيران / يونيو

الأهمّ هو بقاء النظام وليس بقاء النووي

GMT 18:50 2025 الثلاثاء ,17 حزيران / يونيو

الصفقة الكبرى أو الحرب الكبرى

GMT 18:49 2025 الثلاثاء ,17 حزيران / يونيو

إيران وأحصنة طروادة

GMT 18:48 2025 الثلاثاء ,17 حزيران / يونيو

دول الخليج ورسائل الوسطية

GMT 18:47 2025 الثلاثاء ,17 حزيران / يونيو

طبقية في زمن الحرب!

هيفاء وهبي تتألق بتنسيق اللون الزهري والأسود مع لمسة الذهبي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:28 2025 الثلاثاء ,17 حزيران / يونيو

لمحة عن أبرز صيحات ديكور المنزل لصيف 2025
المغرب اليوم - لمحة عن أبرز صيحات ديكور المنزل لصيف 2025

GMT 16:23 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 17:54 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 21:53 2025 الخميس ,03 إبريل / نيسان

أداة سحرية لنسخ أي نص من شاشة جهاز ماك بسهولة

GMT 21:07 2025 الأربعاء ,09 إبريل / نيسان

"إنستغرام" تختبر خاصية "الريلز" المقفلة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib