محاولتان انقلابيتانوليست واحدة
الجيش الإسرائيلي يعلن تصفية 4 مسؤولي استخبارات بإيران بينهم رئيس جهاز الاستخبارات في الحرس الثوري الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير ثلث مجمل منصات إطلاق الصواريخ الإيرانية غارات إسرائيلية تستهدف منتظري المساعدات شمال مخيم النصيرات وسط غزة البحرية الإسرائيلية تعترض 8 مسيرات لأول مرة باستخدام تقنية البرق الواقي إيران تعلن تنفيذ ضربة صاروخية دقيقة استهدفت منزل عائلة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بلدة قيسارية وقوع خمسة انفجارات متتالية لسيارات مفخخة في مواقع مختلفة داخل مدينة طهران وسط حالة من الغموض الملك عبد الله الثاني يؤكد أن بلاده تبذل أقصى الجهود الدبلوماسية على المستويين الإقليمي والدولي لضمان “التهدئة الشاملة” في المنطقة الأردن يطلق صافرات الإنذار وإسرائيل تصعد بغارات جوية على طهران وسط توتر غير مسبوق إيران تُسقط 44 طائرة مسيرة وصغيرة تابعة لجيش الاحتلال وتتوعد برد حاسم على إسرائيل الاحتلال الإسرائيلي يقصف 11 هدفاً في إيران بينها منشآت نووية ومحطات كهرباء
أخر الأخبار

محاولتان انقلابيتان...وليست واحدة

المغرب اليوم -

محاولتان انقلابيتانوليست واحدة

عريب الرنتاوي
عريب الرنتاوي

المحاولة الأولى، تمثلت في سعي مجموعة (تبدو صغيرة) من الضباط وضباط الصف والجنود، تدبير انقلاب عسكري للإطاحة بالسلطة الانتقالية في الخرطوم ... المحاولة وئدت في مهدها، برغم كل ما قيل، ويمكن أن يقال، عن "ترتيبات أشد تعقيداً" مهدت لها ورافقتها، من بينها أحداث الشرق السوداني، وقطع الشريان الحيوي الرابط بين بورتسودان والخرطوم...أصابع الاتهام وجِّهت لـ"الفلول" وبقايا نظام البشير المخلوع في الدولة والمؤسسة العسكرية والمجتمع، في جين ذهب آخرون لتحميل الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي تعتصر "العسكر" كما المواطنين، المسؤولية عن التذمر والتمرد.

أما المحاولة الثانية، فتلك التي قادها أعلى رجلين في هرم العسكرية: المؤسسة الجنرال عبد الفتاح البرهان، القائد العام، وقائد التدخل السريع محمد حمدان دقلو، المعروف بـ"حميدتي" ... هدف هذه المحاولة الانقلاب على المكون المدني، وتحميله وزر المسؤولية عن المحاولة الانقلابية الأولى، إن من خلال سعي أحزاب هذا المكون لـ"شيطنة" الجيش، أو بالانشغال عن تقديم الخدمة للمواطن والسهر على معاشه، بالصراع عن "الكراسي" والنهش من كعكعة السلطة.لا يجد جنرالات الحكم الانتقالي في السوداني أنفسهم مسؤولين بأي قدر، عن محاولة تمرد وانقلاب، جرى تنظيمها وتدبيرهم في عقر دارهم، في سلاح المدرعات ... السياسيون "السفلة" هم وحدهم المسؤولون عن ذلك، الأمر الذي طرح أسئلة وقرع نواقيس إنذار: ما الذي يريده "العسكر"، ولماذا هذه الحملة الشعواء قوى الحرية والتغيير، هل هي بمثابة محاولة انقلابية على خريطة الطريق والوثيقة الدستورية وأجندة المرحلة الانتقالية، ما الذي يدور في عقول جنرالات السودان؟

تدفعني السرعة في "توظيف" المحاولة الأولى الفاشلة من قبل البرهان – حميدتي للانقضاض على أطر المرحلة الانتقالية وحرق مراحلها، إلى "نظرية المؤامرة" دفعاً، والسؤال عمّا إذا كانت هناك محاولة انقلابية جادة وجدية، أم أننا أمام "مسرحية انقلابية" جرى كتابة نصها وإخراجها في الأقبية المغلقة، هدفها التهيئة للمحاولة الانقلابية الثانية وتبريرها، واتخاذها ذريعة لتسوية الحساب مع خصوم الداخل.

وتذكرني أحداث السودان، بما حدث في تركيا قبل خمس سنوات، حين وظف الحزب الحاكم ورئيسه المحاولة الانقلابية الفاشلة، لشن "حملة مكارثية" على خصومه ومناوئيه في الداخل، حتى أننا ما زلنا حتى يومنا هذا، نسمع عن اعتقالات وعمليات فصل من العمل وإغلاق مؤسسات، بذريعة "التورط" في المحاولة الانقلابية تلك، والتعاطف مع "الدولة الموازية" بزعامة فتح الله غولن ... ثمة من يشكك، من داخل تركيا وخارجها، بجدية المحاولة الانقلابية في تركيا، مثلما نعزف منفردين اليوم على وتر التشكيك في جدية المحاولة الانقلابية في السودان.
ليست السرعة في "توظيف أحداث معسكر الشجرة" هي ما يدفعنا للشك والتشكيك في نوايا العسكر، وربما روايتهم، ذلك أن هجوم الجنرالات على المكون المدني، يكاد لا يتوقف، وثمة جهود كثيفة تبذل من قبلهم، لاتهام الطبقة السياسية بالفشل عن خدمة المواطن والاقتصاد ... ومن الواضح لنا، منذ لقاء "عنتيبي" بين البرهان ونتنياهو، أن الجنرالات مستعدون لدفع أي ثمن، وسلوك أي طريق، من أجل البقاء في السلطة، وقطع الطريق على المسار الانتقالي.
توقيت المحاولتين الانقلابيتين لافت تماماً: فهو يأتي عشية انتقال رئاسة مجلس السيادة إلى المكون المدني في إطار التناوب بين المكونين المنصوص عليه في الوثيقة الدستورية وغداة إعلان رئيس الحكومة عبد الله حمدوك عن مبادرة إنقاذية، هدفت إلى توحيد قوى الانتقال المدنية والعسكرية، للوصول بالبلاد إلى استحقاق 2024 الانتخابي، تتويجاً للمسار الانتقالي، وتوطئة لانتخاب مؤسسات الدولة من تشريعية ورئاسية وغيرها ... عقارب الساعة تواصل دورانها، والجنرالات قلقون من اقتراب هذه الاستحقاقات.

لم يقف المجتمع المدني وقوى الحرية والتغيير مكتوفي الأيدي على المحاولتين الانقلابيتين، الأولى وبالأخص الثانية، فهم يدركون ما الذي يدور في خلد العسكر، وحسناً فعل مجلس الأمن الدولي، حين ضمن بيانه المندد بالمحاولة الانقلابية الأولى، موقفاً داعماً لعبد الله حمدوك ومبادرته ولخطة الانتقال المدني الديمقراطي ... هذه جميعها عوائق قد تلجم طموح قادة الانقلاب الثاني، وإن كانت لا تسقطها، إذ ليس مستبعداً أن يعمد الثنائي: البرهان وحميدتي، إلى اختصار المرحلة الانتقالية، ومداهمة المكون المدني بخيار "الانتخابات المبكرة" وهو على غير استعداد، توطئة للقفز من سدة السلطة بالزي العسكري، إلى سدة السلطة بالزي المدني ... أليس هذا هو ما يفعله الانقلابيون عادةً في عالمنا العربي؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محاولتان انقلابيتانوليست واحدة محاولتان انقلابيتانوليست واحدة



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أمينة خليل تتألق بفستان زفاف ملكي يعكس أنوثة ناعمة وأناقة خالدة

القاهرة - سعيد الفرماوي

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 19:22 2025 الثلاثاء ,03 حزيران / يونيو

محمد صلاح يواصل كتابة التاريخ فى دوريات أوروبا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib