الاحتفال بالإكراه
أردوغان يعلن عن مؤامرة جديدة تتزامن مع مئوية سايكس بيكو ويؤكد أن إسرائيل لن تحقق أهدافها أفادت وكالة مهر الإيرانية بأن العالم النووي الإيراني طبطبائي قامشه وزوجته استُشهدا جراء هجوم إسرائيلي استهدفهما جيش الاحتلال الإسرائيلي يرصد إطلاق موجة صواريخ جديدة من إيران تجاه الأراضي المحتلة دونالد ترامب يهاجم مديرة الاستخبارات الوطنية بسبب تقييماتها بشأن النووي الإيراني مستشفيات الاحتلال الإسرائيلي تعلن إرتفاع حصيلة الضربة الإيرانية على حيفا إلى 33 مصاباً غارة جوية استهدفت منطقة محيط ميناء الناقورة في جنوب لبنان في تصعيد جديد ضمن التوتر المتصاعد بين إسرائيل ولبنان الدفاعات الجوية الإيرانية تسقط طائرات مسيّرة إسرائيلية فوق مدينة مشهد شمال شرقي البلاد فيسبوك يطلق دعم مفاتيح المرور لمكافحة هجمات التصيد الاحتيالى عودة تدريجية لخدمات الاتصالات الثابتة والإنترنت جنوب قطاع غزة صعوبات فى الوصول إلى خدمات الإنترنت بإيران لدرء الهجمات الإلكترونية الإسرائيلية
أخر الأخبار

الاحتفال بالإكراه

المغرب اليوم -

الاحتفال بالإكراه

سمير عطاالله
سمير عطاالله

أرغم اللبنانيون، فيما يرغمون، على الاحتفال «بعيد» الاستقلال. 70 في المائة منهم لا يملكون ثمن الدواء. 30 في المائة لا يملكون ثمن العشاء. عملتهم فقدت 90 في المائة من قيمتها. حكومتهم ممنوعة من الاجتماع. علاقاتهم حسنة مع فنزويلا وإيران، وشبه مقطوعة مع سائر العالم. وكهرباؤهم مقطوعة. مدارسهم مقفلة. مستشفياتهم مغلقة. مصارفهم مقفرة. قضاؤهم مشلول. سياراتهم بلا وقود. مذلّون - مهانون وطناً وغربة.

ومع ذلك أصرّت الجمهورية على الاحتفال بأسوأ يوم استقلالي منذ أن كان على رأس الدولة رجال مثل بشارة الخوري ورياض الصلح وصبري حمادة. تتمتع الجمهورية بجرأة لا مثيل لها. والجرأة عكس الشجاعة. فالأخيرةقائمة على النبل والخلق والتضحية، والأولى قوامها الإكراه والسطو والعجرفة والعبث بحقوق الناس وهنائهم واستقرارهم ورغيفهم وتعب أيامهم وسهر لياليهم.

منذ فترة عرف لبنان شيئاً مقيتاً لم تعرفه دولة في زمن السلم: أعداد كبيرة من رجال الأمن يفرون من الخدمة لأن رواتبهم صارت صفراً. والبنك الدولي يعلن رسمياً أن الأزمة الاقتصادية هي من الأسوأ في العالم منذ القرن التاسع عشر. والجمهورية التي أبلغ رئيسها شعبها أنهم ذاهبون إلى جهنم، تجد ما تحتفل به. وهو لا يجد شيئاً يقوله سوى ما يكرره دائماً: إنه يشارككم معاناتهم. وكانوا يتمنون أن يشاركهم كرامة الحياة وسوية السيادة.

وجد رئيس الجمهورية مناسبة للاحتفال. وأرغم على مشاركته رئيس البرلمان الذي لم يتفق يوماً معه. ورئيس الوزراء الذي عرقل أموره وأهانه في التسمية وفي التشكيل، كما أهان من قبل سعد الحريري ومصطفى أديب، ورحب ترحيباً بحسان دياب وحكومته التي تولت إعلان إفلاس لبنان وتمنعه عن دفع التزاماته، ومن لحظتها وكل شيء ينهار. وكان دولار اللبناني بداية العهد 1500 ليرة، وهو الآن 22 - 23 ألفاً. لكن لا يهم. فالرئيس يعوض كل هذا الظلم والخراب والعذاب بإقرار «التحقيق الجنائي»، وحاكم البنك المركزي يغسل يديه الطاهرتين من أي مسؤولية، باعتبار لبنان شعباً من الأغبياء والجهلة.

والجمهورية تحتفل، على ضوء الشموع. لكنها لا تقول لنا بماذا. ربما بأسوأ أيامها. ربما بأعظم الآلم والإهانات التي عرفها لبنان كدولة وشعب وتاريخ. جامعاتها الكبرى تهاجر وأطباؤها يهاجرون، وغير القادرين على الهجرة يتجلدون ويصبرون على الإهانة وهم يشاهدون الدولة تحتفل بالاحتضار.

تحتضر وتحتفل الجمهورية اللبنانية. الأمم تخاف على لبنان من الموت والجمهورية سعيدة لأن موته سوف يحمل جبران باسيل، إلى القصر، الذي يمارس فيه رئاسياته وممارساته منذ اللحظة الأولى لوصول حماه. وقد وصل ومعه جميع أفراد العائلة، لكنهم خرجوا جميعاً وبقي جبران باسيل. نزل نحو مليون شخص إلى شوارع لبنان يهتفون ضد باسيل، وخرج الرئيس على شرفة القصر للحظات، مؤيداً وكأنه في ظهور عجائبي من وراء الغيم. والذين يرفضون أن يصدّقوا قداسة باسيل، ليس لهم سوى انتظار الصورة التذكارية للتسلم والتسليم. الجميع مدعو للاحتفال. عصر الإكراه.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاحتفال بالإكراه الاحتفال بالإكراه



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

هيفاء وهبي تتألق بتنسيق اللون الزهري والأسود مع لمسة الذهبي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 10:27 2025 الثلاثاء ,10 حزيران / يونيو

إنتر يعلن تعاقده مع المدرب الروماني كريستيان كيفو

GMT 10:39 2025 الثلاثاء ,10 حزيران / يونيو

برشلونة يقترب من غارسيا ويطالب شتيغن بالرحيل

GMT 22:55 2025 الجمعة ,21 آذار/ مارس

"ميتا" تعلن عن ميزات جديدة بمنصة "ثريدز"

GMT 21:12 2021 الأحد ,19 أيلول / سبتمبر

نصائح الخبراء للعناية بالبشرة في المنزل

GMT 09:43 2019 الأربعاء ,13 آذار/ مارس

جزيرة "ايريوموت" متنزه طبيعي ساحر في اليابان

GMT 08:50 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

لفات طرح تناسب العباءات من وحي مدوّنات الموضة

GMT 17:30 2016 الأربعاء ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ثلاث نقابات تعليمية في وجدة تطالب بتكريس الشفافية والحكامة

GMT 10:18 2025 الثلاثاء ,10 حزيران / يونيو

مانشستر سيتي يتعاقد مع الدولي الجزائري آيت نوري
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib