مائة عام من الدهشة أحمال من الورق
أردوغان يعلن عن مؤامرة جديدة تتزامن مع مئوية سايكس بيكو ويؤكد أن إسرائيل لن تحقق أهدافها أفادت وكالة مهر الإيرانية بأن العالم النووي الإيراني طبطبائي قامشه وزوجته استُشهدا جراء هجوم إسرائيلي استهدفهما جيش الاحتلال الإسرائيلي يرصد إطلاق موجة صواريخ جديدة من إيران تجاه الأراضي المحتلة دونالد ترامب يهاجم مديرة الاستخبارات الوطنية بسبب تقييماتها بشأن النووي الإيراني مستشفيات الاحتلال الإسرائيلي تعلن إرتفاع حصيلة الضربة الإيرانية على حيفا إلى 33 مصاباً غارة جوية استهدفت منطقة محيط ميناء الناقورة في جنوب لبنان في تصعيد جديد ضمن التوتر المتصاعد بين إسرائيل ولبنان الدفاعات الجوية الإيرانية تسقط طائرات مسيّرة إسرائيلية فوق مدينة مشهد شمال شرقي البلاد فيسبوك يطلق دعم مفاتيح المرور لمكافحة هجمات التصيد الاحتيالى عودة تدريجية لخدمات الاتصالات الثابتة والإنترنت جنوب قطاع غزة صعوبات فى الوصول إلى خدمات الإنترنت بإيران لدرء الهجمات الإلكترونية الإسرائيلية
أخر الأخبار

مائة عام من الدهشة: أحمال من الورق

المغرب اليوم -

مائة عام من الدهشة أحمال من الورق

سمير عطا الله
بقلم : سمير عطا الله

لم يواجه مارسيل بروست المجتمع مرة أخرى، لكن نعم، مرة واحدة فقط! يحتاج في روايته إلى تفاصيل عن سلوك الأرستقراطيين. فيخرج من البيت.
يعود الرجل المتعب إلى المنزل. دائماً ما يعلّق ملابسه الليلية أمام الموقد الدافئ. لفترة طويلة كان غير قادر على تحمل الكتّان البارد على جسده. يلفّه الخادم ويرافقه إلى الفراش. وهناك يكون لوحه مستلقياً أمامه، حيث يكتب روايته «البحث عن الوقت الضائع». عشرون ملفاً ممتلئاً بإحكام بالمسوّدات على الكراسي والطاولات بجانب سريره، حتى السرير نفسه، كانت تشغله صفحات من الورق.
وهكذا كان، يكتب نهاراً وليلاً، يكتب كل ساعة، وكان يرتجف من البرد، يداه مرتعشتان، يكتب مراراً وتكراراً. وكانت وسائل الترفيه الخاصة به باهظة الثمن بشكل خيالي، ومن المحلات التجارية المختلفة في المدينة.
في عام 1903 تُوفيت والدته. وبعد فترة وجيزة أعلن الأطباء عن مرضه الذي يزداد سوءاً باستمرار، ولا يمكن علاجه. فتغيرت حياته كلها. حبس نفسه بإحكام في زنزانته في بوليفار هوسمان، وبين عشية وضحاها، تحول هذا المتسكع الممل، أحد أكثر النشطاء الذين لا يكلّون من أكثر العلاقات الاجتماعية إلهاءً، إلى أكثر العزلات شدّة.
إنه دائماً في السرير، طوال اليوم، دائماً جسده النحيف بارد، والمثقل بالسعال، الذي تهزه التشنجات، يرتجف باستمرار. يرتدي ثلاثة قمصان، أحدها فوق الآخر.
بضمادات محشوة على صدره، وقفازات سميكة على يديه، ولا يزال يتجمد، في حين أن ناراً تشتعل في الموقد.
النافذة لا تُفتح أبداً، حتى إن أشجار الكستناء القليلة البائسة في وسط الشارع تعذبه برائحتها المنتشرة، التي لا تؤثر على أي صدر بشريّ آخر في باريس سوى صدره. كالجثة يرقد دائماً في السرير، يتنفس بشكل مؤلم، الهواء الثقيل المضاف إليه الشحنات المسمومة بالأدوية.
في وقت متأخر من المساء فقط، يجمع نفسه ليرى القليل من الضوء، والقليل من السطوع. يساعده خادمه على ارتداء ملابس السهرة، ولفّه بالشال، وحتى في الربيع يلفّه بثلاث سماكات من الفراء، ثم يقوده إلى فندق «الريتز» للتحدث إلى عدد قليل من الأشخاص.
وهكذا، ضيّع وقته في الحفلات وفي غرفة الرسم، وحتى عامه الخامس والثلاثين، تصدّر أكثر من غيره الترف والأمور التي لا معنى لها. كان يشارك بشكل دائم في تسلية الأغنياء العاطلين، ويذهب إلى كل مكان، ويتم استقباله في كل زمان.
لمدة خمسة عشر عاماً، ليلة بعد ليلة، كان يمكن للمرء أن يجده في أي صالة، حتى في أكثر الأماكن التي يتعذّر الوصول إليها، فهذا الشاب الحساس، الخجول، الذي دائماً ما يثير إعجاب وجوه المجتمع، ويتجاذب طرفَي الحديث دائماً، وغالباً ما يكون مهذباً، ومستمتعاً. كان في كل مكان يراه المرء واقفاً في زاوية يحادث أحداً ما. وكانت الطبقة الأرستقراطية العليا تتسامح مع هذا الدخيل المجهول الاسم.
سيّارته تنتظر عند الباب طوال الليل لتعيد الرجل المنهك إلى الفراش.
إلى اللقاء...

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مائة عام من الدهشة أحمال من الورق مائة عام من الدهشة أحمال من الورق



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

هيفاء وهبي تتألق بتنسيق اللون الزهري والأسود مع لمسة الذهبي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 10:27 2025 الثلاثاء ,10 حزيران / يونيو

إنتر يعلن تعاقده مع المدرب الروماني كريستيان كيفو

GMT 10:39 2025 الثلاثاء ,10 حزيران / يونيو

برشلونة يقترب من غارسيا ويطالب شتيغن بالرحيل

GMT 22:55 2025 الجمعة ,21 آذار/ مارس

"ميتا" تعلن عن ميزات جديدة بمنصة "ثريدز"

GMT 21:12 2021 الأحد ,19 أيلول / سبتمبر

نصائح الخبراء للعناية بالبشرة في المنزل

GMT 09:43 2019 الأربعاء ,13 آذار/ مارس

جزيرة "ايريوموت" متنزه طبيعي ساحر في اليابان

GMT 08:50 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

لفات طرح تناسب العباءات من وحي مدوّنات الموضة

GMT 17:30 2016 الأربعاء ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ثلاث نقابات تعليمية في وجدة تطالب بتكريس الشفافية والحكامة

GMT 10:18 2025 الثلاثاء ,10 حزيران / يونيو

مانشستر سيتي يتعاقد مع الدولي الجزائري آيت نوري

GMT 14:15 2023 الثلاثاء ,03 كانون الثاني / يناير

يونس السكوري يدعم مراجعة مدونة الشغل المغربية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib