التفاوض والفوضى والتفويض مع إيران

التفاوض والفوضى والتفويض مع إيران

المغرب اليوم -

التفاوض والفوضى والتفويض مع إيران

مشاري الذايدي
بقلم - مشاري الذايدي

 

يبدو أن المفاوضات الأميركية - الإيرانية مختلفة هذه المرّة عن سوابقها، بخاصّة مفاوضات فريق الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما التي جرت في سلطنة عُمان، وهذه المرّة ستجري المفاوضات «المباشرة» في عُمان أيضاً.

تأتي محادثات عُمان بعدما كشف الرئيس الأميركي دونالد ترمب مطلع مارس (آذار) عن أنه بعث برسالة إلى طهران يعرض عليها فيها إجراء مفاوضات، لكنه لوّح بعمل عسكري ضدها في حال عدم التوصل لاتفاق، والمهلة شهران فقط.

قادة دولة إيران ضغطوا على المرشد علي خامنئي، وأفهموه أن النظام مُعرّض للخطر والسقوط، في حال عدم التفاوض أو إخفاق المحادثات نفسها، وقالوا للمرشد صراحة: إذا رفضنا فسيتمّ قصف مواقعنا النووية، وإذا تمّ ذلك فالنظام مُجبرٌ على الردّ العسكري، ما يعني اندلاع حرب مفتوحة مع القوة الأميركية، ما يعني، حسب رئيس الجمهورية ورئيس البرلمان ورئيس القضاء، كما قالت صحيفة «نيويورك تايمز» إلحاق ضرر أكبر بالاقتصاد، وسيُشعل اضطرابات داخلية، تشمل احتجاجات وإضرابات، وأوضحوا أن القتال على جبهتين يُشكّل تهديداً وجودياً للنظام.

يذهب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي لمسقط ممنوحاً التفويض، من قادة النظام، كما قال مستشار خامنئي القريب علي شمخاني، وأكد عراقجي أن «الملف النووي هو الموضوع الوحيد المطروح على طاولة التفاوض».

لكن هذه «بروباغندا» النظام، وهم قالوا قبل أيام إنهم لن يتفاوضوا مع فريق ترمب إلا بشكل غير مباشر، لكن ها هم اليوم «مباشرة» مع الفريق الأميركي في مسقط.

الاتفاق الذي أُبرم مع إيران و6 قوى منها: أميركا وروسيا والصين، بشأن برنامجها النووي عام 2015 عُرف رسمياً بـ«خطة العمل الشاملة المشتركة»، هو الاتفاق الذي ألغاه ترمب 2018.

الخلاف مع إيران، ذروته هي المسألة النووية، لكنها ليست المسألة الوحيدة، بل هناك مسألة دعم الميليشيات التابعة لها في إثارة الفوضى بالعراق واليمن وسوريا ولبنان وغيرها.

مصدر عراقي، وصفته هذه الصحيفة بالموثوق، قال لها إن رئيس «فيلق القدس» الإيراني، زار العراق، واجتمع بالميليشيات التابعة لطهران، وإن فريق إسماعيل قاآني الذي تُرك في بغداد كان يحرص على تنفيذ وصية «صفر عمليات» ضد الأميركيين.

فأين كلام عراقجي عن أن المطروح فقط قضية الملفّ النووي؟!

الآن أميركا «تضرب» الحوثي بقوة في اليمن، فهل ستتجاهل واشنطن الخطر الأمني على أميركا والتجارة العالمية والحلفاء في الشرق الأوسط، من طرف الميليشيات التابعة لإيران في المنطقة؟!

المسائل متصلة ببعضها، النووي والفوضى والإرهاب، لا فِكاك بينها، كما حاول الآفل أوباما التوهّم.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التفاوض والفوضى والتفويض مع إيران التفاوض والفوضى والتفويض مع إيران



GMT 18:02 2025 الإثنين ,16 حزيران / يونيو

حلبة من دون حبال

GMT 17:58 2025 الإثنين ,16 حزيران / يونيو

لماذا لم تتعلم إيران من درس حزب الله؟!

GMT 17:57 2025 الإثنين ,16 حزيران / يونيو

نصفُ نصرٍ في حرب إيران ــ إسرائيل

GMT 17:55 2025 الإثنين ,16 حزيران / يونيو

التاريخ والواقع.. بين الفهم والتضليل

GMT 17:53 2025 الإثنين ,16 حزيران / يونيو

خامنئي ونتنياهو ومفاتيح ترمب

GMT 17:51 2025 الإثنين ,16 حزيران / يونيو

من هو والد الشرق الأوسط؟!

GMT 17:50 2025 الإثنين ,16 حزيران / يونيو

هل ستكون الحرب الأخيرة؟

GMT 17:48 2025 الإثنين ,16 حزيران / يونيو

ما البديل أمام «حزب الله»؟

أمينة خليل تتألق بفستان زفاف ملكي يعكس أنوثة ناعمة وأناقة خالدة

القاهرة - سعيد الفرماوي

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 19:22 2025 الثلاثاء ,03 حزيران / يونيو

محمد صلاح يواصل كتابة التاريخ فى دوريات أوروبا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib