سوريا قبل سبع سنوات إيران اليوم
أردوغان يعلن عن مؤامرة جديدة تتزامن مع مئوية سايكس بيكو ويؤكد أن إسرائيل لن تحقق أهدافها أفادت وكالة مهر الإيرانية بأن العالم النووي الإيراني طبطبائي قامشه وزوجته استُشهدا جراء هجوم إسرائيلي استهدفهما جيش الاحتلال الإسرائيلي يرصد إطلاق موجة صواريخ جديدة من إيران تجاه الأراضي المحتلة دونالد ترامب يهاجم مديرة الاستخبارات الوطنية بسبب تقييماتها بشأن النووي الإيراني مستشفيات الاحتلال الإسرائيلي تعلن إرتفاع حصيلة الضربة الإيرانية على حيفا إلى 33 مصاباً غارة جوية استهدفت منطقة محيط ميناء الناقورة في جنوب لبنان في تصعيد جديد ضمن التوتر المتصاعد بين إسرائيل ولبنان الدفاعات الجوية الإيرانية تسقط طائرات مسيّرة إسرائيلية فوق مدينة مشهد شمال شرقي البلاد فيسبوك يطلق دعم مفاتيح المرور لمكافحة هجمات التصيد الاحتيالى عودة تدريجية لخدمات الاتصالات الثابتة والإنترنت جنوب قطاع غزة صعوبات فى الوصول إلى خدمات الإنترنت بإيران لدرء الهجمات الإلكترونية الإسرائيلية
أخر الأخبار

سوريا قبل سبع سنوات... إيران اليوم

المغرب اليوم -

سوريا قبل سبع سنوات إيران اليوم

بقلم - عريب الرنتاوي

لا أوجه للشبه بين النظامين السوري والإيراني، لا من حيث السياق السياسي والاقتصادي والاجتماعي ولا من حيث التركيبة وديناميكيات ممارسة السلطة وتوزيعها أو الأطر المرجعية المؤسسة لكل منهما، لكن ما تشهده إيران اليوم، يذكر بما شهدته سوريا قبل سبع سنوات، وربما يتكشف المشهدان عن كثير من المشتركات المدهشة.
في سوريا قبل سبع سنوات، وقعت الثورة، ثورة الشعب المتطلع لحريته وكرامته ولقمة عيشه الكريم، والشعب السوري فيما فعل، أراد أن يبرهن أنه ليس أقل توقاً للحرية من شقيقيه في تونس ومصر، وهو الذي اعتاد تاريخياً أن يكون سبّاقاً إلى ريادة الصفوف، ولديه فوق هذا وذاك، من الدوافع والمحركات المشروعة للانتفاض، ما يعادل أو يفوق ما لدى الشعبين المصري والتونس.
في إيران اليوم، شعب ضاق ذرعاً بالنمو “اللا متوازن” لاقتصادات بلاده ومقدراتها، فليس بالصواريخ وحدها يحيا الإنسان، ولا بالجيوش الجرارة وبناء القدرات العسكرية الفائقة، تبنى الشعوب والمجتمعات، وثمة شواهد على ذلك في التاريخ الحديث، فالاتحاد السوفياتي السابق بنى ترسانة عسكرية كفيلة بتدمير كوكب الأرض مرات عديدة، لكنه عجز إشباع حاجات مواطنيه ومكوناته القومية، نجحت الصواريخ العابرة للقارات في حماية الاتحاد السوفياتي من تهديدات الخارج، بيد أنها أخفقت في الحفاظ عليه، أمام طوفان تهديدات الداخل ... ما يحدث في إيران اليوم، ينذر بأن “النموذج الثوري” في الاقتصاد والاجتماع قد استنفذ دوره، وقد آن أوان التغيير.
 في سوريا قبل سبع سنوات عجاف، وجدت “المؤامرة” ضالتها وفرصتها، وبدا أن لحظة تسوية الحساب مع دمشق، ومحور بأكمله قد لاحت، وآن أوان اغتنامها ... لم يبق جهاز مخابراتي واحد في هذا الكون، إلا وأنشأ لنفسه محطة هناك ... الذهب الأسود والرايات السوداء وغرف العمليات المعتمة، فعلت فعلها في جلب عشرات ألوف الإرهابيين من عشرات الدول، وبقية القصة معروفة.
في إيران اليوم، وقبل أن يتضح خيط الاحتجاجات الأبيض من خيطها الأسود، كانت غرف العمليات/ المعدة مسبقاً، قد أعلنت أعلى درجات التعبئة والاستنفار ... من مجلس الأمن إلى “غرف الأخبار”، مروراً بغرف العمليات المختصة بتدبير الاختراقات وتوجيه الخلايا وتشغيلها ... إيران تتحول سريعاً، أسرع من سوريا، إلى نقطة جذب وتلاقي لمختلف خيوط “المؤامرة” وخطوطها.
سوريا قبل سبع سنوات، اختبرت أسوأ تجربة فشل في الفصل ما بين الثورة بما هي مطالب عادلة ومشروعة لشعب عانى ويعاني من شظف العيش وسطوة النظام وغياب العدالة والكرامة، و”مؤامرة” تسعى في تفتيت البلاد وتدمير المؤسسات وتبديد المقدرات، خدمة لمصلحة طرف واحد فقط: إسرائيل ... ذهب النظام إلى آخر الشوط في استعداء شعبه، وشيطنة معارضيه وخصومه، وبدل تقديم التنازلات للسوريين، اضطر لتقديمها للإيرانيين والروس ... أما في المقلب الآخر، فحدث ما هو أسوأ من ذلك، حين تحولت فصائل المعارضة ومكوناتها، إلى بيادق تحركها عواصم إقليمية ودولية، على رقعة الشطرنج الخاصة بها.
إيران اليوم، لم تصل إلى نهاية الشوط على هذا الطريق، ثمة “وعي نسبي” تكشفت عنه حكومة روحاني عندما حاولت الفصل بين مطالب المتظاهرين السلميين المشروعة، وعناصر التخريب و”المؤامرة”، لكن فداحة الهجمة الإعلامية – السياسية التي قادتها واشنطن ضد إيران، دفعت للخلف برواية روحاني وإصلاحيي إيران، وغلبت “رواية المؤامرة ونظريتها”، وإن استمر الحال على هذا المنوال، فقد تنزلق طهران إلى ما انزلقت إليه دمشق، ودفعت ودفعنا جرائه أبهظ الأثمان.
في سوريا قبل سبع سنوات، هناك من أراد إلقاء المسؤولية عن الاحتجاج والثورة، إلى برامج اقتصادية ليبرالية ونيو-ليبرالية جرى تنفيذها في العشرية الأولى لحكم الأسد، ودائماً بهدف إبراء ذمة النظام السياسي من أية مسؤولية عن “الكارثة” التي ألمت بالبلاد ... والحقيقة أن الليبرالية الاقتصادية لا تكفي وحدها لتفسير ما حصل، فالديكتاتورية والاستبداد اللذين ميزا نظام الحكم في دمشق، مسؤولان مسؤولية كبرى عن دفع الأحداث على هذا المسار، وتغذية وتخصيب بذور التطرف والإرهاب.
في إيران اليوم، لا حديث عن “السياسة”، كل التركيز على فشل السياسات الاقتصادية، ولحكومة روحاني على وجه التحديد، التي تتهم بدورها بتوجهاتها الليبرالية، مقابل سياسات “الاكتفاء الذاتي” التي تنسب إلى التيار الأصولي – المحافظ ... لا شيء يذكر عن فشل النظام السياسي الإيراني، بحكم طبيعته وتكوينه الدينية – المذهبية، في استيعاب وتمثيل مختلف المكونات والكيانات الإيرانية، وأن هذا النظام بالذات، هو المسؤول عن “الأزمات الدورية” التي رافقت الثورة الإيرانية منذ انتصارها قبل أربعة عقود تقريباً، وأن الحال سيستمر على هذا المنوال، وقد يأخذ أشكالاً أكثر تفاقماً في المستقبل.... النظم الدينية – الشمولية، القائمة على الخطاب الديني والمذهبي، أثبتت أنها عاجزة عن حفظ وحدة البلاد والعباد على المديين المتوسط والبعيد، بل وأنها سبب بحد ذاتها، في توليد مزيدٍ من الانقسامات، وتخليق المزيد من متواليات الصراع والحروب الأهلية.
في سوريا وإيران، ثورة ومؤامرة، ديكتاتورية وتوتاليتارية وشعوب تواقة للحركة والكرامة والتعددية والعيش الكريم، فشل نظام الحزب القائد للدولة والمجتمع وتفاقم مأزق نظرية الولي الفقيه... ليبرالية اقتصادية تحتضر من دون ليبرالية سياسية، ولعب في الوقت الضائع على نظرية “الاكتفاء الذاتي” التي لا تبشر إلا بإعادة أصحابها عشرات السنين للوراء.
إذاً، رغم اختلاف التجربتين والسياقين، ثمة مشتركات مدهشة في تجربة دولتين محوريتين، من دول “المقاومة والممانعة”.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سوريا قبل سبع سنوات إيران اليوم سوريا قبل سبع سنوات إيران اليوم



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

هيفاء وهبي تتألق بتنسيق اللون الزهري والأسود مع لمسة الذهبي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 22:12 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

"سانغ يونغ" تعّدل سيارات "Korando" الشهيرة

GMT 20:09 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشفِ أفضل الأماكن لقضاء "شهر العسل" في إندونيسيا

GMT 00:32 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

بسيسو يُثمن الدور المصري في دعم القضية الفلسطينية

GMT 04:32 2018 الخميس ,27 أيلول / سبتمبر

"Stratos" أول مطعم دوار في أبو ظبي لعشاق الرفاهية

GMT 13:55 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

"HP" تطرح رسميًا "لاب توب "Elitebook 800 بمواصفات حديثة

GMT 02:28 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

أسرع طريقة لتنظيف الشعر في فصل الصيف

GMT 10:50 2015 الجمعة ,22 أيار / مايو

إصدار نسخة أقوى من سيارة "Land Rover Defender"

GMT 02:59 2014 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

سينما الفن السابع تعرض فيلم "حمى" في الرباط

GMT 17:50 2015 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

أفضل مطاعم الأكل البيتي للعزومات

GMT 11:56 2016 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

الاحتفال بالذكري 72 لتقديم وثيقة الاستقلال في العيون
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib